زاد الاردن الاخباري -
قال مقيمون أمس إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد خاضت معارك أثناء الليل قرب ضاحية بشمال شرق دمشق مع منشقين عن الجيش كانوا رفضوا إطلاق النار على احتجاج مطالب بالديمقراطية.
وبعد ستة أشهر من الانتفاضة الشعبية يتعرض الأسد لضغوط من احتجاجات شعبية تصاعدت خلال شهر رمضان ومن وزراء الخارجية العرب الذين دعوا سورية في وقت مبكر صباح أمس للعمل على إنهاء إراقة الدماء "قبل فوات الأوان".
وقررت الجامعة العربية إيفاد أمينها العام نبيل العربي الى دمشق لحثها على إجراء إصلاحات. وقال الرئيس التركي إنه فقد ثقته بسورية.
وقال مقيمون إن عشرات الجنود فروا الى الغوطة وهي منطقة بساتين وأراض زراعية بعدما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة الى العاصمة في تحد لأمر أصدرته وزارة الداخلية بعدم التظاهر في دمشق.
وقال أحد سكان حرستا لرويترز بالهاتف "الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة وكان يلقى ردا من بنادق أصغر".
وهذا أول انشقاق يجري الإبلاغ عنه حول العاصمة حيث تتمركز القوات الأساسية للأسد.
ونفت السلطات السورية مرارا حدوث أي انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الإعلام المستقلة منذ اندلعت الانتفاضة ضد الأسد في آذار (مارس).
ويبلغ النشطاء عن تزايد الانشقاقات بين الجنود ومعظمهم من الأغلبية السنية لكن يسيطر عليهم ضباط من العلويين واقعين فعليا تحت إمرة ماهر شقيق الأسد.
وجاء في بيان على الإنترنت للضباط الأحرار وهي مجموعة تقول إنها تمثل المنشقين ان "انشقاقات كبيرة" وقعت في حرستا وإن قوات الأمن والشبيحة الموالين للأسد تطارد المنشقين في اتجاه البساتين والأحياء داخل دمشق.
وقال البيان إن عقيدا في مخابرات سلاح الجو كان مسؤولا عن الغارات والاعتقالات التي تقوم بها الشرطة السرية أصيب برصاصة في رأسه قرب ضاحية سقبا.
جاء التصعيد بعدما حذرت وزارة الداخلية السورية سكان دمشق السبت من التظاهر بعد اندلاع بعض من أشد الاحتجاجات في العاصمة منذ بداية الانتفاضة ضد الأسد.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية وهو جماعة نشطاء إن ألوف الأشخاص شاركوا في جنازات ثلاثة محتجين قتلوا عندما أطلقت قوات الأسد النار على متظاهرين كانوا يحاولون تنظيم مسيرات من الأحياء الشمالية الشرقية الى دمشق السبت.
وتنحي السلطات السورية باللائمة في إراقة الدماء على "جماعات ارهابية" مسلحة وتقول إن 500 من أفراد الشرطة والجيش قتلوا. وترجع احدث المظاهرات في دمشق الى اسباب من بينها تعرض رجل الدين أسامة الرفاعي للضرب على يد قوات الأسد أول من أمس.
وعولج من إصابات في رأسه بعدما اقتحمت القوات مجمع مسجد الرفاعي في كفر سوسة حيث يوجد مقر الشرطة السرية لمنع مظاهرة من الخروج من المسجد.
وقال رجل دين يعيش في المنطقة لرويترز بالهاتف "بعض رجال الأمن صعدوا الى السطح وبدأوا بإطلاق الرصاص من بنادق كلاشينكوف لتخويف الحشد. وأصيب نحو عشرة اشخاص بينهم اثنان أصيبا برصاص في الرقبة والصدر".
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ان الأسد أصدر مرسوما بشأن قانون جديد للإعلام يبقي على الحظر المفروض على "أي محتوى من شأنه المساس بالوحدة الوطنية والأمن الوطني أو الإساءة الى الديانات السماوية والمعتقدات الدينية أو إثارة النعرات الطائفية أو المذهبية".
(رويترز)