سميح المعايطة - عبارة مهمة قالها وزير الخارجية السعودي قبل أيام عن الأزمة السورية، جوهرها بأن هناك إجماعا عربيا بأن الوضع في سورية يجب ألا يستمر كما هو.
وتحدث الوزير السعودي عن ضرورة أن يكون هناك نهج عربي جديد للتعامل مع سورية، وتحدث عن أهمية التواصل العربي مع سورية، وهذا الموقف الجديد مهم وإيجابي من دولة مهمة كانت تحمل موقفا متشددا من النظام السوري.
وأن يكون هناك إجماع عربي ونهج جديد للتعامل مع سورية كما قال الوزير السعودي فهذا أمر مهم لأن الأزمة السورية منذ أن بدأت وإلى اليوم أظهرت تباينات كانت كبيرة في مواقف الدول العربية، والإجماع اليوم الذي تؤكده السعودية وهي الدولة القريبة جدا من الأزمة السورية والتي ما زالت إلى اليوم متشددة تجاه النظام السوري خطوة مهمة، أي أن هناك قناعة عربية من العرب بأن الوضع في سورية يجب أن يتغير، وأن النهج الذي كان إلى ما قبل الزلزال يجب أن يتغير.
هذا المنطق السعودي الإيجابي يعيدنا إلى المبادرة الأردنية التي تحرك بها جلالة الملك خلال الأعوام الأخيرة وما زالت محور التحرك الأردني بأن الوضع في سورية والتعامل معه يجب أن يتغير باتجاه إعادة تأهيل سورية عربيا ودوليا لمصلحة التخلص من آثار الحرب التي كانت، وأن تعود سورية إلى عالمنا العربي وإلى المجتمع الدولي.
الأمر ليس سهلا ولم يكن كذلك لأن الموقف العربي لم يكن موحدا في قبول عودة سورية إلى الجامعة العربية، كما أن المجتمع الدولي كان وما زال له اشتراطات سياسية على الدولة السورية من أجل إعادة القبول بها.
الزلزال أعاد إنتاج بعض علاقات سورية العربية والدولية عبر البوابة الإنسانية، وعادت الحرارة إلى علاقات لم تكن موجودة كما أن بعض العلاقات التي كانت ازدادت قوة، فضلا عن علاقات مع المنظمات الدولية ودول كانت بعيدة.
إذا تكونت حالة إجماع عربي على تغيير نهج التعامل مع سورية فهذا باب مهم لإزالة الحواجز الكبرى، والعرب سيكونون بوابة سورية نحو المجتمع الدولي، وهذا ما كان الأردن يتحدث عنه ويسعى إليه، واليوم ليس مهما من يقود التحرك فالمهم أن يكون، والطريق مع المجتمع الدولي لن يكون سهلا لكن على الدولة السورية أن تقدم ثمنا لهذا وأن تملك الاستعداد للتفاوض الجاد.
سورية اليوم بلا معارضة مسلحة وهذا أمر لمصلحة الدولة السورية لكن سورية تحتاج للعرب والعالم لإعادة أمورها إلى المسار الطبيعي وخاصة في مجال الاقتصاد ومعيشة السوريين والبنية التحتية، والزلزال كشف كم دمرت حرب السنوات العشر الماضية بنية الدولة وقدرة السوري على العيش.
عودة سورية للعرب والعالم تعني أيضا فتح ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم عودة آمنة طوعية، لكن العودة لن تكون مطروحة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب هناك إضافة إلى عوامل جذب السوري لبلده مرة أخرى.
إذا شهدنا في القريب خطوات سياسية وتقاربا بين سورية والدول الأكثر تشددا تجاهها من العرب فقد يكون هذا مؤشرا على فرصة كبيرة لبناء حالة إجماع عربي ونهج عربي جديد تجاه سورية،،، نتمنى ذلك