زاد الاردن الاخباري -
الحقيقة... وتعليلة المخيمات
الكاتب:- سلطان الخضور
بالصُدفة استمعت إلى برنامج تعليله، الذي بثته قناة الحقيقة مشكورة, والذي خصَصته للحديث عن هموم ومشاكل المخيمات، وبالصدفه أيضاً كان أحد أبنائي يجلس إلى جواري، فاستمع الى جزء من البرنامج. ثم بادرني متسائلاً بشكل عفوي وبسيط ( يعني بدهم يحلوا مشاكل المخيمات ؟؟ ) مع أني في سن أقل من سنه بعقد من الزمان، كنت أدرك الحقيقة….0 استمعْت إلى السُؤال، وقلت مبتسما:-" يا بنيَ هذا البرنامج إسمه تعليلة، وهذه المرَة التعليلة عن المخيمات . فقال : وماذا يعني؟ فأجبته ( يعني أن هذه اللْيلة ستمر، والليلة التي تليها ستمر ،وكل ليلة تذكر أختها … وقد تمر ألف ليلة… وليلة ، وما زال القائمون على الأمر . ولاة الأمر يستعرضون ...يستعرضون المشاكل… ولايجدون الحلول" ، وانتهى المشهد هنا . الأمنيات تعشعش في الذاكرة… والواقع يسكن في مساكن أخرى .نحسبها قريبة …إلا أنها اقرب ما تكون إلى الخيال … تمنيت أن يخرج علينا من صلب التعليلة عجوز يدرك المعاناة… كما يدرك الحقيقة ، أو فتاة تخرجت في القرن الماضي… وما زالت تنتظر …لأن الذين يعانون ..أقدر على التعبير ، هذا إن لم يكن قد أصابه أو أصابها شيءٌ من الصَمم.لا لعجز ولكن من كثرة الألم . والمشاكل هي هي ،تسكن كل جنبات المخيم ، والحلول مغيبة لا تعرف الطريق إلى المخيم0 ومن عاصر المخيم ، يدرك أن الهم تجاوز سن الشباب وأن الحل لم يولد بعد…وقد يكون ما زال في عداد النطفة أو العلقة . والهموم لا تختلف في ملامحها تختلف من مخيم إلى مخيم … وأن سكنت حينا في البقعة، وحينا في سوف، وآخر في إربد، سكان ، فقد تعددت المخيمات والهم واحد. للعلم فقط ، وعلى صعيد المملكه، وهذا الكلام بناءً على الملاحظة الحثيثة ، فإن المخيمات فيها أعلى نسبة كثافه سكانية ، وأعلى نسبة عاطلين عن العمل, وأعلى نسبة اكتظاظ طلابي في الصف الواحد وفي المدرسه الواحدة. وأعلى نسبة تسرب للطلاب من المدارس ،وأعلى نسبة معاناة من قلة مياه الشُرب, وأعلى نسبة فقر, وأعلى نسبةازدحام أمام المراكز الصحية ، وأقل نسبة توظيف في القطاع العام ، وأضيق الشوارع والأزقة ،وأعلى نسبة من ذوي الحاجة لمساعدات التنمية الإجتماعية ، وأعلى نسبة من البؤس …وأقل نسبة من الياس …سكان المخيم … أناس يعانون من ضنك الحياة… ولا ييضيقون من فسحة الأمل . تعلمون أن مشاكل المخيم ، ولدت حيث انتصبت العمود الاول ،ورفعت في جنبات المخيم أعمدة الخيمة الأولى , وأن الهم كان حين كان . وأن المطالب بتحسين الأحوال بزغت مع غروب الشمس الأولى، لأن شمس الحق غابت ولم تشرق بعد ، غابت فلم تجد لجنة للتحسين . وزيارات المسؤولين للمخيم طبعت بطابع الإستعراض .وجل مشاكلة تقال كالقصيدة، يدركها المسؤولون ، ويحفظها الأطفال نعم يحفظونها عن ظهر قلب ، ويستطيعون تسميعها.. كما يسمعون القصيدة0 فقد بات الهم قصيدة..... 0 تمضي السنون... ويبقى الحلم ...0 وتأبى الآلام أن تستوطن المخيم... ويأبى الهمُ إلا أن يتكدس في كل زاوية من زواياه.... ويأبى الأمل إلا أن يختلط بالألم ....وتأبى مياة المجاري ...إلا أن تختلط بمياه الشرب.وكانت مياه المجاري …كما مياة الشرب ذكية. حين عزفت سمفونية الإختلاط المحرم في ليلة التعليلة ...نعم في ليلة التعليلة لا أعتقد أن المشاكل معقده لهذه الدرجة ،وأنها تحتاج إلى كل هذة الفترة الزمنية لتجد الحل ، وأن يبقى سكان المخيمات على الدوام، أمام أبواب المسؤولين ، يطالبون بحقوقهم الأساسية، ويتحدثون عن شح المياه وعن تكدس النفايات .وتكدس البشر في وحدات رسمت عام 67 لإثنين أو أربع أو ست ...واليوم أصبح كل منهم إثنان أو أربع أو ست ...لست أدري0 مع أننا ندرك أن هناك من المشاكل ، ما لها ارتباطات سياسية، وتحتاج إلى قرارات لها حساباتها المحلية والإقليمية والدولية ،.لكننا ندرك أيضا أن هناك من الهموم والمشاكل ما له علاقة بالحياة اليومية، وتتشارك فيه كل المخيمات تقريبا .ويمكن أن نجد لها حلولاً مناسبة لو توفرت الإرادة والجدية، مثل مشكلة المياه.فهذه المشكلة هي همٌ يومي للناس وتطال كل منزل وكل شخص ونضع هذه المشكلة على سلم الأولويات حتى نتمكن من حلها .وهذا لا يتأتى إلا إذا اقتنعنا أن هناك مشكلة حقيقية تواجه الناس وتسبب لهم الأذى .وحين ندرك أن شكوى شخص من سكان المخيم بسبب انقطاع المياه معناها أن الأمر قد يمس 4000إلى 5000شخص يعيشون في بقعة جغرافية لا تتجاوز النصف كيلومتر مربع. نقترح على معالي وزير المياه والري، تشكيل لجنة لدراسة وضع شبكات المياه في المخيمات , التي عجزعن حلها كل الموظفين الذين يتداورون على المخيمات , ولتقم هذه اللجنه بتحديد المشكله ودراستها وجمع المعلومات والادله الكافيه عنها، بطريقة علمية صحيحة ، ومن ثم وضع الحلول التي تراها مناسبه . حتى يصار إلى تنفيذها ومن ثم ننتقل الى مشكلةٍ أخرى . وهكذا حتى يشعر أهل المخيم يوماً ان واحده من المشاكل التي يعانون منها قد تم حلها . وقد يكون الحل بسيطا يتمثل في زيادة كمية المياه التي يتم ضخها ،أو زيادة في قوة ضغط المياه , أو عطل في أحدى المواسير المؤديه الى هذا الحي او ذاك , او عدم التنظيم في ضخ المياه . نامل أن نرى لجنة مختصة، تقوم بدراسة المشكلة، ووضع الحلول المناسبة لها، علَها تضع حداً لمعاناة الناس، وليشعروا يوما ،أنَهم شربوا حتى ارْتَوا0
الكاتب :- سلطان الخضور