هو إبن الدوله .. أنا إبن مين ؟؟؟؟؟

أنا أبن الدولة ... بكل هدوء قالها ومن ثم بدء بتحليل الخلل القائم في مؤسسات الدولة وطوال فترة حديثة لم اكن استمع له لأن عقلي توقف عند كلمته ( أنا ابن الدولة ) ، وهي كلمة سمعتها كثيرا من قبل ومنذ فترات زمنية طويلة ولكن عندما خرجت من فم هذا الرجل أعدت شريط التاريخ في ذاكرتي محاولا تفسير سبب تكرار هذه الكلمة في مصطلحات ومفاهيم موظفي القطاع العام الاردني .إذا هم أبناء الدولة وبقية الشعب هم أبناء ...... وهنا من الصعب تحديد من هو الاب الشرعي لبقية الشعب ، وفي نفس المنطق أعدت تفسير معنى أنه إبن الدولة من قاعدة العلاقة الابوية بين الاب وابنه ، وهي تفسر كالتالي أن درجة الاعتماد من قبل الابن على الاب تكون بنسبة 100% وتمتد لفترة زمنية من عمر الابن تتجاوز العشرين عاما وخصوصا في هذه الايام ، وهذا العلاقة الاعتمادية بين الاب والابن تستند على اساس فرض الواجب بأن يقوم الاب بتحمل كافة مصاريف ابنه سواء مصاريف اساسية وضرورية أو مصاريف كمالية وتمثل لبعض الناس نوع من الدلال .وبهذه العلاقة الابوية ما بين الدولة وموظفي القطاع العام وكأي علاقة ابوية اجتماعية يوجد فيها التحيز لأبن دون أخر ، وكعلاقة سيدنا يوسف مع ابيه اذا هناك موظفيين يمثلون يوسف عند ابيه في علاقتهم مع الحكومة ، وبذلك علينا ان لانعترض على الطريقة التي يتم بها تعيين الموظفيين الحكوميين وخاصة في الدرجات العليا من سلم الوظائف .وهذه العلاقة الابوية توجب على الاب أن يتحمل كل تبعيات الأخطاء التي يمارسها هذا الابن وأن يتحمل كلام الناس اذا كان ابنه هذا فاسد ومبذر ولا يأبه بكلام الناس ، وفي نفس الوقت على هذا الاب ان يتحمل كل مصاريف هذا الابن الذي في النهاية علية ان يترك البيت كي يستقل وهنا تكمن المفارقة ان هذا الابن لاينفصل عن الاب من الناحية المالية بل يستمر بطلب المصروف منه بل يزيد على ذلك ان هذا الابن يقوم بالضغط على هذا الاب في ظروف الازمات المالية وخصوصا عندما يعجز عن تحمل عبىء مصاريف بيته .وبهذه العلاقة الابوية هناك نهج غير سوي ولا يتماشى مع اسس هذه العلاقة وخصوصا في الجانب السيء من تصرفات الابن ، عند حكومتنا نجدها وبعد تمييزها بين الابناء على اسس التعيين للوظائف العليا تتخذ موقف الاب المنكر لكل تصرفات هذا الابن العاق وخصوصا اذا تعلق الامر بجانب الفساد واستغلال هذه العلاقة من الابوة ، وترفع الحكومة يدها عن هذا الابن وتتبراء منه وتحلف مئات الايمان انه ليس ابنها وهو ولد عاق وعليه أن يخلع شوكه بيده ، وخصوصا اذا كان هذا الابن ليس ابن الزوجة المحضية لدى الاب .هنا علينا ان نعيد كلام صديقي الدكتور حسين محادين استاذ علم النفس الاجتماعي عندما قال أن اننا لانوظف الشخص بناء على قدراته ومهاراته وأن هذه العلاقة الابوية تفرض على الحكومة من منطلق انها الحكومة لم تكن توجد لولا وجود هذا الابن الذي قد يكون ابن ضال أو ابن صالح ، وفي الحديث الشريف هناك مقولة ان عمل الانسان لاينقطع من ثلاث وذكر منها الابن الصالح الذي يدعو لأبيه ن وهنا نسأل هل هذا الابن هو ابن صالح كي لاينقطع عمل الحكومة بعد عمر طويل ... أشك في ذلك ؟؟؟