في البداية لستُ مع كل الأنظمة العربية ، ولكنه شئ غريب ذلك الذي كان يجري امام السفارة السورية في عمان كل ليلة من ليالي رمضان ، يُصلون ويطالبون بطرد السفير العربي السوري من عمان ، بينما السفير الاسرائيلي يقبع في سفارته بعبدون ، ولا يجرؤ احد أن يتقدم مترا واحدا باتجاهها ، الاعداد التي اعتصمت كل ليلة امام السفارة العربية السورية قدرتها وسائل الاعلام بما يقرب من 7 آلاف معتصم او متظاهر او مصلي ، اتقوا الله يا عباد الله ، فكل الاعداد التي خرجت في الماضي مطالبة بطرد سفير اسرئيل في عمان لا تساوي نصف العدد الذي طالب كل ليلة بطرد سفير عربي شقيق وجار .عمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية ، اعطى الضوء الاخضر لحلف الناتو لضرب ليبيا وغزوها ، والحمدلله انه ندم على ذلك قبل أن يخلع نفسه من امانة الجامعة ،و بعد أن ادرك أن الحلف لم يكن بحاجة لضوئه اصلا ، وانتم ايها المعتصمون المصلون المطالبون بطرد السفير والمستبشرين بسقوط بشار الأسد ، وكل من هم على شاكلتكم ، انما تعطون الضوء نفسه واللون نفسه ، ليكون غطاء لتدخل الغرب الاطلسي من الجو والبحر والبر ضد سوريا ، واعلموا ايها المصلون المضّلَلون بأن اسقاط بشار الأسد يعني اسقاط سوريا في الحضن الاطلسي الامريكي الاوروبي .لا احد يدعي بديمقراطية بشار الأسد ، ولم يتحدث احد عن المدينة الفاضلة في سوريا ، ونعلم بأن النظام هناك قد طغى وتجبّر ، واجهزة البطش الامنية قد عاثت في الارض فسادا ، وعلى عباد الله في شهر القرآن كل ليلة يعتدون ، ولكن ذلك ليس مبررا لأن نتيح المجال للاستعمار الجديد في شكله واسلوبه ولونه بأن يتدخل في شؤون بلادنا ويغزوها ، وماذا انتم فاعلون اذا ما حدث في سوريا مثلما حدث في ليبيا ، فالشعب وحده هو من يجب أن يقرر مصيره ويحسم ثورته . مؤسف محزن ومؤلم ، ذلك الذي جري امام سفارة سوريا ، التي ما عرفنا يوما انها تمثل نطاما خانعا راكعا لأمريكا وربيبتها اسرائيل ، ولا يختلف اثنان على أن العالم لم يعد يقبل دولة تحكم بمبدأ الحزب الواحد ، ولكن سوريا ليست الإستثناء فجميع بلادنا العربية تحكم بنفس المبدأ ، ويمكن لسوريا أن تخرج من ازمتها ومحنتها بقليل من الحنكة وتقدير الامور ، وبحزمة اصلاحات يرضى بها الشعب السوري ، ولكن أن نتمادى في غيّنا وضلالنا ونطالب بطرد سفير عربي من بلادنا ، فهذه سابقة خطيرة كان يجب على الجهات الرسمية والاجهزة الامنية ايقافها ومنع هؤلاء من سهراتهم الليلية امام سفارة عربية شقيقة وجاره ، تماما كما كانت ستفعل تلك الاجهزة معهم لو اتجهوا نحو السفارة الاسرائيلية ، فسفير سوريا اولى بالبقاء في عمان من سفير اسرائيل ...