بسم الله الرحمن الرحيم
منظمة إقلاق الراحة
قرأنا كثيراً عن منظمات إنسانية وعالمية وغيرها ... ولم نقرأعن أعضاء هم فاعلون بما يعرف بمنظمة إقلاق الراحة ..واين مقرها وما هو برنامجها وانجازاتها ..بداية أعضاءها هم من خلايا المجتمعات الانسانية تجدهم اينما تبحث وتعرفهم عن قرب وبعد .. تعايش منهم باسم الصديق والقريب والزميل والجار والكبير والصغير والغريب .. وفق الروابط التي تفرضها الظروف .. تسمعهم وهم يتحدثون عن الاخرين وعن أنفسهم وانت صامتهم يتسلقون الليل والنهار ولا يفترون عن أهدافهم ... فمن هم ؟الراحة نوعين نفسي وجسدي .. أما الجسدي فانت تعلم برنامجك وما يتوافق لتحصل على مزيد من الاسترخاء في حدود الجهد والطاقة اما المعنوي او النفسي فهنا تبرز هذه المنظمة واعضاءها الفاعلون عن طريق الهاتف او الزيارة او اللقاءات او حتى في اثناء العمل والدراسة او في وسائل النقل ووسائط السياحة ...يبرزون بدون استئناس فيقضون مضاجعك ويكدرون احلامك وتفاءلك .. يتكررون بدون ملل فيحفرون في ذاكرتك سجلاتهم الروتينية فمن هم ؟؟قصصهم تربكك وتعيد اليك خريف العمر بعدما صنعت منه ربيعا ..فعجزهم عملة مشتركة .. يسوقون لها وانت صامت لهؤلاء فمن هم ؟؟اول عضو من اعضاء هذه المنظمة سمعتها كقصة واقعية عنه لا يهم الاسماء بقدر ما يهم ماذ ا يفعل ...يحوم حول فراشة صافية انثى تنتظر زوج المستقبل وفتى أحلامهاولكن هذا المنتمي للمنظمة يأبى إلا ان يكون هو فتى أحلامها فيفرض نفسه برومانسية الكلام المعسول على نغمة عبد الحليم حافظ الوسادة الخالية .. ويرهق الهاتف ليلا ونهارا معبرا عن مشاعره المدفونة وفنونه المكنونة باسم الحب ولكنهيتناسى ان لديه زوجة وعائلة تنتظر مستقبل مشرق بصحبته ...ويتناغم في ليالي البدر ليقلق الفراشة الجميلة بهاتفه الرنان ولو في ساعات السحرفالاخ يقظان من مشاعر الوله والحرمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟فأي إقلاق للفراشةالطيبة والفتاة البريئة .. فالاخ قلبه ذا نبض عالي لا يسيطر عليه فلا ضير ان تستيقظ وترد على هاتفه او اي وسيلة اخرى يستخدمها في لياليه البدرية ..فالزوجة نائمة وهو اليقظان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اما ثاني عضو من أعضاء هذه المنظمة سمعتها فهي تقتنص رجلها وهي العزباءبلا خجل ولا دم ولا حياء فما دام الهاتف حاضرا فايقظوا السيد الكريم لإن فلانة نبض قلبها لا يتوقف ولا يعمل الا عندما تسمع صوته ولا بأس أنه متزوج وأصحاب عيالما دام المال موجود مع صاحب العيال .. فلنقلق راحته ليلا قبل السحر وما بعد السحرلعل الايام تأتيها بمفأجاة تكسر عزلتها وتحطم قيود غربتها فما دامت شباكها حاضرةفلا راحة لها الا بعدما توقع فريستها ولو أقلقت راحته .أما ثالث من انتمى الى هذه المنظمة فمن عقد ميثاق زواجه بما عرف بزواج المسياروقال هناك وقت لدي لأحصل على راحتي مع زوجتي التي تقبل بساعتين بمثابة عقدميثاقه غير معلن الا لمن يشاء ويخفى ميثاقه عمن يشاء .. فلا ضير براحة لي مقابل الا أقلق راحة الآخرين الذين لو علموا بما خفي لقلبوا على الطاولة وقالوا.. من بعد هذا اليوم لن تجد الراحة فلقد خنت الأمانة ...أما رابع من انتمى الى هذه المنظمة كل من عقد زواجه العرفي في سويعات النهاروالليل وتسربل بهاتفه المحمول ليتحدث معها ..او يتسربل بلسانه المعسول من كثرةما تذوق من خلايا النحل المسكين .. فصار دمه عسل مما أصاغ لفظا معسولا؟؟فأنا وهي على مقاعد الدراسة والمستقبل طويل فلنصنعه بعقد عرفي كالطعام السريعوليكن فاست ماريد ...فلا وقت للراحة مما يزيل القلق ...؟؟كل من ذكرت هم من يحسنون إقلاق الاخرين ... فلا الليل يحترم لسكونه ولا النهاريتكسب به .. فهاتفهم أثير يخترق حجب الاخرين ما دامت راحتهم فيما يلهثون وراءههم من يحسنون ترانيم أشعار المساء الى ما قبل السحر .. ويتلونون ما كل كساء فلا عقودهم تحترم ولا نفوسهم تصحو ..فأين نجدهم يا ترى ؟؟هم وهن في كل مكان وفي اي زمان ...لا يعرفون ان الآخرين قلقهم منهم فهل يخرجون من مثل هذه المنظمة ... لإنهم جميعا صنعوا أدوارهم بالظل فاعتقدوا ان الراحة بما وضعوا .. ولم يحسوا بشمس النهار ما دامت انجازاتهم ليلا عبر الاثيراللاسلكي والسلكي ..فغاب الوضوح وغاب النور لإنهم بالظل يعملون ...فالشمس تقلق راحتهم أليس كذلك ؟؟؟الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة