زاد الاردن الاخباري -
أثار مشعوذ تونسي أطلق عليه اسم "حبيب المشاهير" جدلًا واسعًا بعد كشف تحايله على عدد كبير من النساء خاصة، مستغلًا وضعيات صعبة مررن بها، ومستثمرًا حسابات وهمية لعدد من المشاهير للإيقاع بضحاياه.
ووفقًا لتحقيق استقصائي أنجزه فريق برنامج "الحقائق الأربع" وبثّ على تلفزيون "الحوار التونسي" الليلة الماضية، يستمدّ الرجل ثقته وقدرته على التحايل على الناس من خلال استثمار علاقات وهمية يقيمها مع مشاهير تونسيين من المجال الفني والإعلامي.
وأوضح الصحفي ببرنامج "الحقائق الأربع" خليل زروق في تصريح لـ "إرم نيوز" اليوم الإثنين، أن قصة المشعوذ "حبيب المشاهير" انطلقت من شكوى تقدمت بها ضحية قالت إنّها تعرضت للاغتصاب من قبل أحد المشعوذين الذي أوهمها بأنها تعاني مما أسماه بـ"الجن العاشق".
وأضاف زروق أنّ "المشعوذ أوهم ضحيته بأنّه لا يمكن إخراج هذا الجنّ من جسدها إلا عن طريق ممارسة الجنس معه، ورغم رفضها فقد تم الإيقاع بها والاعتداء عليها، كما تحصّل على مبالغ مالية منها".
ووفق الصحفي الذي أنجز التحقيق، فإن "عدد الضحايا تجاوز 13 شخصا، ووقع استدراجهم عن طريق بعض المشاهير الذين تحدثوا عن نجاحاته وأقنعوا الضحايا بالتواصل معه؛ لمساعدتهم في إيجاد حلول لمشاكلهم".
وأشار زروق إلى أنّ "دراسة لعالم الاجتماع التونسي زهير عزوزي تحدثت عن وجود 145 ألف مشعوذ في تونس، ما يؤكد انتشار هذه الظاهرة واشتراك المشعوذين في غاية واحدة هي ابتزاز ضحاياهم والتحايل عليهم بطرق مختلفة".
والمتهم اسمه حبيب ويبلغ من العمر 43 سنة، وهو ينشط في محافظة نابل جنوب العاصمة تونس، واشتهر بقدرته على "حل المشاكل المتشعبة وإبطال السحر" وبتأثيره البالغ على المشاهير حتى أنّهم يعتدون برأيه ويستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة، وفق ما ذكره التحقيق.
ويواجه الرجل اتهامات بـ "انتحال صفة" و"الشعوذة" و"التحايل" واشتكى عدد من ضحاياه، خاصة من النساء من التحرش والابتزاز، حيث يجبرهنّ على دفع أموال طائلة أو كميات من الذهب مقابل علاجهنّ.
ويستدرج الرجل ضحاياه من خلال إيهامهم بأنهم يعانون من السحر، وأن علاجهم يتطلب خضوعهم لرقية شرعية ويذهب إلى حد تحذيرهم من أنّ من امتنع عن هذا الخيار قد يواجه في حياته صعوبات، أو قد يتعرض لحوادث مؤلمة.
واستنادًا إلى الحسابات الوهمية التي يديرها على "فيسبوك" يعمل الرجل على إقناع ضحاياه وطمأنتهم من خلال إرسال رسائل منسوبة إلى شخصيات معروفة، مثل الممثل المسرحي والمنشط التلفزيوني جعفر القاسمي، أو الممثلة نعيمة الجاني، أو الناشطة عفاف الغربي، أو الفنانة أمينة فاخت، والفنانة الشعبية زينة القصرينية، والممثلة المشهورة ريم الرياحي وغيرهم.
وتصل الزبون رسالة من أحد هؤلاء المشاهير تثني على "حبيب" وتؤكد أنه محل ثقة وأنه قادر على علاج ذلك الزبون من أيّ مرض يشكو منه.
وبالاتصال بريم الرياحي وزينة القصرينية وأمينة فاخت وجعفر القاسمي ونعيمة الجاني أكدوا أنهم لا يعرفون "حبيب" ولا علاقة لهم به، وأنّ كل هذه الحسابات وهمية، وأشارت الممثلة نعيمة الجاني إلى أنّ لديها صفحة واحدة رسمية وأن هناك 16 حسابا وهميا منسوبا إليها.
وصمّم حبيب صفحته الخاصة بالرقية الشرعية، و18 حسابا وصفحات وهمية تابعة في ظاهرها لمشاهير من مجال الفن والتلفزيون، ومن خلال هذه الصفحات يتولى حبيب التعليق والإشادة بنفسه، والتأثير على زبائنه بإظهار شهرته الواسعة والثقة الكبيرة التي يحظى بها لدى هؤلاء المشاهير.
وأثارت قصة "حبيب المشاهير" انتقادات من نشطاء على "فيسبوك" اعتبروا أنّ "ضعف الوازع الديني" هو الذي أوقع الضحايا في هذه المطبات، داعين إلى تدخل السلطات وتوقيف الرجل الذي يواجه عدة اتهامات.