للإمتحان الشفوي أهمية كبيرة في رسم صورة عن شخصية الطالب وهذا يتطلب التخلص من الشعور بالخجل الذي يفقد الطالب الثقة في النفس، ولإجتياز الإختبار الشفوي بنجاح يجب الإعداد المسبق له عن طريق تمرٌن الطلبة على الإجابة بسرعة وبطريقة منظمة، ولن يتحقق هذا الأمر إلا من خلال إستعداد مسبق وإلمام بالمجال التعليمي ومستجداته.
الإمتحان الشفوي، أهم المراحل التي تكسب الطالب مهارة إلقاء المعلومة ورصدها امام الغير، فالإمتحان الشفوي لا يعتمد على الحفظ فقط بل يعتمد على ثقتك فيما تقوله وإيمانك به وجعل الذي أمامك يقتنع بما تقول، وإن قارنا بين الإمتحان الكتابي والشفوي من حيث الصعوبة، فإن الإمتحان الشفوي الأصعب لما تطلبه سرعة في ردة الفعل و الثقة في إلقاء الجواب و إيجاد المصطلحات المناسبة في الوقت المناسب.
تعتبر أكثر الإختبارات الجامعية والمدرسية إستخداماً ويقصد بها الإختبارات التي توجه فيها الأسئلة إلى المفحوص مشافهة من قبـل الفاحصين الذين يكونوا وجها لوجه مع المفحوص وإجابة المفحوص تكـون بـشكـل شـفـوي على الأسئلة.
تعتبر الإختبارات الشفهية من أقدم الإختبارات والتي إستخدمها الصينيون واليونان القدماء والعرب المسلمون وتستخدم الإختبارات الشفهية في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه وفي إختبارات الذكاء الفردية.
الإختبار الشفهي ليس عملاً سهلاً حتى يمارس بأسلوب عشوائي وإنما يحتاج إلى دراسة وتخطيط مسبق من مدرس المادة بحيث يحدد الكثير من الأسئلة التي تتسم بالوضوح وسلامة اللغة والتنوع والتعدد في المجالات التي يقيسها وان يراعي العدالة في توزيع هذه الأسئلة بين المفحوصين.
( سمات قياس الإختبار الشفهي )
القدرة على صحة النطق والقراءة الجهرية. القدرة على الكلام (التعبير الشفهي) القدرة على الإلقاء (الشعر والنصوص الأدبية) مناقشة البحوث والمشاريع. مناقشة التقارير و التطبيقات اللغوية.
( مزايا الإختبارات الشفوية )
الاختبارات الشفوية يمكن بواسطتها قيـاس أهـداف تعجز عنهـا الإختبارات التحريرية ومنها :
تمكن المدرس من معرفة كيف يقرأ التلميذ. تمكن المدرس من معرفة كيف يتفاعل مع الموضوع. تمكن المدرس من معرفة كيف يلفظ لفظا صحيحاً. وتفيد الإختبارات الشفوية الطالب في : التعبير عن نفسه تحفز الطالب على إعداد نفسه لمواجهة المواقف الصعبة.
( الخطابة وحسن الإلقاء )
الإلقاء والتقديم لا يلقن بين عشية وضحاها، فهو يتطلب منا الجهد والجدية، وإن التمرن هو الطريقة الوحيدة لإتقانه، وواجب عليك خصوصا إن كنت مقبلا على إجتياز أول امتحان شفوي لك، والتمرن هنا لا يخص بقدر ما يخص طريقة التقديم والجلوس والإجابة، فهي أمور تؤخذ بعين الاعتبار وأهميتها من أهمية الإجابة وأكثر، لهذا جرب مثلا أن تقرأ وتقدم بصوت عال دون النظر في النقاط التي دونتها عن الموضوع، فسيساعدك الأمر على ضبط مخارج حروفك والتحدث لمدة طويلة دون تعب أو عياء، أن هذا سيمكنك من الموازنة بين التفكير والكلام في آن واحد.
وقم كذلك بمراجعة موضوع الإمتحان أمام المرآة وذلك لضبط تعابير وجهك وتثبيت نظرة ثقة في النفس وإبتسامة تيقن من قدراتك، أيظا استعن بمجموعة صغيرة من الأقارب أو الأصدقاء كاللجنة مثلا و ذلك للتخلص من رهاب الإمتحان والتلعثم في الكلام والتحدث أمام العامة.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي