زاد الاردن الاخباري -
قال الدكتور أسامة دنورة، سياسي سوري ودبلوماسي سابق، إن تصريحات وزير الخارجية السعودي بشأن عودة سوريا للجامعة العربية، تأتي في إطار سياق مستمر ومتواصل من خطوات الانفتاح العربي على سوريا، ومع أن هذا المسار بطيء نسبيًا في أعين المراقبين، إلا أنه يشهد بين الحين والآخر قفزات ذات مغزى.
وأضاف، أنه من المؤكد عمليا أن تنقية الأجواء العربية أمامها استحقاق هام يتمثل في استعادة التواصل السوري- السعودي، وعلى الرغم من إيجابية التصريحات السعودية، إلا أنها أعادت تحجيم الآمال حول التسارع الذي كان قد شهد دفعةً هامة بعد كارثة الزلزال، وفقا لسبوتنيك.
وتابع: "من الممكن القول بإن هذه التصريحات تضمنت لأول مرة معطىً إيجابيًا حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهنا الموقف السعودي مفتاحي بلا شك، إلا أنها في الوقت ذاته حدت من التوقعات حول سرعة الإنجاز، ومع ذلك فالسياق العام يشير إلى استمرارية تدرُّجية في مسار التطور الإيجابي، كما أن لهجة الوزير السعودي توحي بأن ثقافة قبول الاختلاف، ومبدأ عدم التدخل ما بين الدول العربية في طريقها للنضوج وإن كانت على نار هادئة نسبيًا".
ويرى أن تأجيل استحقاق الانفتاح الرسمي السعودي السوري يعني ضمنًا تأجيل المكاسب السياسية والاستراتيجية التي سيحصل عليها كلا البلدين، فصراعات العقد الماضي بكل ما خلفته من دم ودمار انتهت إلى قناعة باستحالة تحقيق الحلول الصفرية، أي استحالة تحقيق المقاربة التي تقوم على مبدأ "كل شيء أو لا شيء"، وبدلاً من ذلك أصبح من الضروري العودة إلى مبدأ أكثر واقعية ونفعًا وهو إدارة الخلافات والتحاور بشأنها، والبناء على المشتركات وتوسيعها، بما يحقق صيغة رابح - رابح لدى جميع الأطراف.
وأكد أن انحسار وتراخي الاعتراض الغربي على استعادة العلاقات العربية مع سوريا يبدو أكثر وضوحًا اليوم بعد مرور سنة على اشتعال المسرح الأوروبي، وبعد كارثة الزلزال التركي - السوري، وأيضا بعد فشل سياسات الحصار في تحقيق ما لم تحققه الحرب الإرهابية على سوريا.
ويعتقد دنورة أن من الممكن القول إن مشهد نبذ التطرف الديني في المنطقة العربية وتفكيك بُناه الإرهابية يحتاج بالتأكيد إلى توافق سوري - سعودي، فسوريا تمثل حائط الصد الأمامي في مواجهة الحركات الإرهابية، والسعودية في ظل حكم الأمير محمد بن سلمان تتبع خطوات ملموسة باتجاه إفراغ الإيديولوجيا التكفيرية من حواضنها الخليجية، وهنا فالتوافق السوري - السعودي يبدو بمثابة منح كل من البلدين للآخر عمقًا سياسيًا واستراتيجيًا عربيًا مهما في مواجهة الإرهاب، سواء كان هذا الإرهاب بمفردات داخلية، أو كان بصورة أجندات ممنهجة ترعاها قوى إقليمية.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن زيادة التواصل مع سوريا قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية مع تحسن العلاقات بعد عزلة تجاوزت عشر سنوات، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة، وفقا لسكاي نيوز.
وأكد أن "هناك إجماعا في العالم العربي على أن الوضع الراهن لا يعمل"، مضيفا: "علينا أن نجد طريقة لتجاوز الوضع الراهن. مع إعطاء الأولوية للوضع الإنساني، وهذا يعني التحدث إلى الحكومة. إلى أين سيؤدي ذلك، من السابق لأوانه معرفة ذلك".
وأكد ابن فرحان، أنه "من السابق لأوانه القول ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد، سيُدعى إلى قمة جامعة الدول العربية في الرياض"، لكنه في الوقت ذاته قال إن التواصل مع دمشق ضروري.