زاد الاردن الاخباري -
ليس هذا المقال للتشفي او النقد الجارح .
بل عرض تاريخي لتدهور درامتيكي ،
و استخلاص اهم التجارب من الغرب الى الشرق.
لا يتردد جمهور محترم من القادة السياسيين ، عن الحديث حول دور جماعة الاخوان المسلمين في الاردن كمؤثر هام على وعيهم وفكرهم.
وفي الوقت نفسه لا يتردد اولئك القادة في الحديث عن تولى الجماعة الاردنية عن قبلتها وهي الدعوة الخالصة بعيدا عن المختلف عليه سياسيا .
ابان الربيع العربي او كما اطلق عليه ، صرح قيادي كبير في الجبهة ( الهلال الاخواني سيحيط بالاردن)، حملت التصريح ورحت لوالدي مهرولا ، محذرا من خطورة هذا الخطاب غير الموزون، فامتعض ايما امتعاض من ذاك التهور و الطيش السياسي ، و حوقل مرات مرات ، وهو ينعى ما آلت اليه الامور .
للانصاف ، فان تهور هذا القيادي ، اودى به الى المهالك ، وتم تناقل اخبار عن فصله او تجميد عضويته .
وبالقدر الذي ينبىء عنه مصير القيادي ، عن مراجعات داخل الحركة ، لكن ايضا ، يكشف ذلك ، ان من وصلوا سدة القيادة في الحركة باساليب ملتوية ليس هنا مجال سردها ، لم يكونوا اهلا لمواقعهم.
على كل الاجابة على سؤال اخوان الاردن الى اين ؟ اعرض لخلاصة حوارات مكثفة مع قيادات سابقة وحالية في الاردن وخارجه :
١/ العودة الى الجذور ، فالجماعة حركة دعوية ، و لم يعد يصلح لها ان تمارس العمل السياسي
٢/ ان ( قاعدة السرية في التنظيم و العلانية في الدعوية ) اصبحت قاعدة بالية و لا بد ان تهجر وراء ظهور الحركة .
٣/ استطاعت الجماعة في الولايات المتحدة ،ان تتخلى عن الادبيات التقليدية ، و اعادت هيكلة نفسها ، ضمن اطار مرخص ومشروع ومعلوم لجهاز ( fBI) الامريكي يمارس نشاطه بشكل علني في حين تلاشت المدرسة التقليدية و لم يعد لها وجود
خلاصة القول في الاردن لقد تحولت الجماعة من تنظيم دعوى اطلق عليه يوما ( حزب الحسين ) ، كما يذكر الكاتب حمادة فراعنة . واصبحت فزاعة ، عند كل منعطف سياسي تاخذ فيها الحركة موقعا مناوئا للسلطات .
الا ان الدين النصيحة وتقديري ، ان على قيادة الاخوان ان تستفيد من خلاصة التجارب الكثير من العبر و الدروس وتعود الى دورها الاصيل ( ناد دعوى ) لا اكثر بعيدا عن الطموحات و الاحلام التي تتجاوز حجم الحركة وطاقاتها ، والمعطيات التي يفرضها الواقع على الارض