معاذ وليد أبو دلو- مع اقتراب شهر رمضان وهو شهر الرحمة والغفران، دائماً ما تتفنن فيه إسرائيل باستفزاز مشاعر المسلمين في فلسطين، والتضييق على المرابطين والمرابطات في الأقصى، إلى جانب تعنت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من خلال قيامها بالاعتداءات المتكررة على المدن الفلسطينية واستخدام القوة والحملات العسكرية الهمجية ضد المدنيين وهو ما أدى إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والاحتكاك بالمصلين ومنعهم من أداء فرائضهم، والتوسع الاحتلالي والعبث الديمغرافي العشوائي الاستيطاني من خلال البناء والتوسع بالمستوطنات في أراضي الضفة الغربية المحتلة.
إن هذا كله ليس إلا دلالة على أن هذه الحكومة اليمينية غير مهتمة، ولا تبالي بتفجير الأوضاع في الداخل الفلسطيني.
ولو قسمنا هذه الأفعال التي بمجملها تدل على أن الحكومة الإسرائيلية لا تؤمن بالسلام ولا حل الدولتين ولا حتى التفاوض والجلوس على طاولة الحوار وهو ما يتضح من تصريحات أعضائها وأفعالهم السياسية المتبعة من قبلهم، ورغم عدم انسجام هذه الحكومة داخلياً في تكوينها إلا أنها متحدة بالتطرف والسياسة الخارجية وضرب القرارات للعديد من المواقف.
دعوني هنا أتحدث عن ازدياد التوتر والتصعيد خاصة في الأيام القادمة في شهر رمضان المبارك وما بعده، وهذا حاصل لا محالة من وجهة نظري نتيجة لما ذُكر سابقاً، حتى لو كان هناك اجتماعات في شرم الشيخ بعد اجتماع العقبة وغيرها من الجلسات والاجتماعات، حيث إن الداخل الفلسطيني وخاصة الشباب الذين يصحون بصورة مستمرة على انتهاكات واغتيالات واعتقالات ونظام عنصري وأوضاع معيشية سيئة ناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، لم يعودوا يؤمنون بسلطة أوسلو، بل على العكس أصبحوا على علم واطلاع بأن هذه السلطة لم تعد قادرة حتى على حماية مكتسباتها وسجادها الأحمر وبطاقات الـ VIP هذا من الناحية الداخلية، أما من الناحية الخارجية المقسمة ما بين المجتمع الدولي والدول العربية فقد أصبح المواطن الفلسطيني متيقناً وهو يرى عدم إنصاف وعدالة المجتمع الدولي وكيف يكيل بمكيالين بأن دولة الاحتلال غير مكترثة بقرارات المجتمع الدولي المنشغل حالياً في حرب أوكرانيا وروسيا، كما يتضح من الولايات المتحدة الأميركية وإدارتها بأنها غير مهتمة لملف التسوية وغير قادرة على فرض أي أمر يتعلق بالسلام على الحكومة الإسرائيلية، بل مكتفية بضرورة خفض التوتر واللعب على عامل الوقت الذي يصب لمصلحة إسرائيل لترحيل أي مقترح للمفاوضات.
على المستوى العربي، إن ما نراه ونسمعه بالعلن غير الذي يُخطط له ويتم توقيعه بالسر، إلى جانب تشعب قضاياهم التي ابتعدت عن فلسطين وعن أولويتهم كقضية مركزية.
التوتر قادم وبازدياد خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وكانت اجتماعات العقبة خلال الفترة الماضية تحاول إعادة تموضُع الأردن حول ما يحدث في الداخل الفلسطيني بعد فترة برود وابتعاد وهنا اقصد بالشأن الداخلي الفلسطيني وليس كقضية يدافع عنها الأردن في كافة المحافل الدولية.
وهنا دعوني أؤكد أن هذه اللقاءات تُعدّ من الأوراق المهمة لمحاولة عدم انفجار الوضع في الداخل الفلسطيني الذي يؤثر على المنطقة ككل، وعلى الأردن بشكل خاص.