يبدوا ان البرنامج التقني الخاص بانتاج مفاعل نووي ايراني قد انجز ، هذا ما تشيير اليه بعض الاستخلاصات العلمية والتحليلات الامنية وقد بدا مع هذا الانجاز التقني الاستراتيجي للقوة النووية عملية البحث عن تعميد رسمي لايران باعتبارها دولة نووية تحمل شرعيه دولية وهو الموضوع الذى اخذ يظهر للعيان بعدما بدات بعض الاوساط الروسيه بالحديث حول اهمية الاعتراف بالمكانه الاقليميةالايرانيه جيوسياسيا .
كما اخذت معها بعض القنوات الاسرائيليه بالحديث عن اهمية ايجاد نظام ضوابط وموازين جديد يحقق محور التوازن بين
الهند وباكستان اساسه تشاركي (فارسي /عبري ) يعيد بناء قوام دبلوماسي جديد لحالة التوازنات بجنوب اسيا واسيا الوسطى وهو
ما بدى واضح فى مسرح الاحداث بعد ما قامت جمهوريه أذربيجان بفتح سفاره لها فى اسرائيل ، لتطلق بذلك عناوين التوازنات الجديدة .
باكو /اذبيجان التى تعد لاعبة اساسيه بدول الامة التركيه تعلن انحيازها والامه التركيه معها بشكل ضمنى مع الدوله العبريه فى
محور التوازنات الاسيوية بينما تقوم طاجكستان الناطقه بالفارسيه بالدخول بالمربع الموازي مع اشتداد حالة الاستقطاب الدبلوماسي بهذه المنطقه الحيويه التى تشكل فيها افغانتسان حجر الزاويه لامتلاكها موارد طبيعيه كبيره غير مستغله ولموقعها الجغرافي الذى يشكل علامة القاطع / الواصل لطريق الحرير الصيني بعدما بدات يطغى على كابول علامة تغيير قوامها الدبلوماسي من باكستاني عميق الى اخر قوام اخر اقرب منه للايراني فى ظل حالة التحالف بين قبائل (الطاجين الشيعيه والبشتون السنيه ) على الرغم من الاختلاف المذهبي القائم بين البلدين لكن المصالح المشتركه تبدوا اعمق .
حالة التبدل هذه برزت على سطح المشهد السياسي واشتدت معها حاله الاستقطاب الدبلوماسي بعدما انتهت صفقه ترامب / بوتن ، التى كانت تقوم معادلتها على " روسيه دونباس الاوكرانيه مقابل اسرلة القدس والجولان العربيه " هذا اضافه لاقتسام النفوذ الامريكي فى شرق سوريا مقابل الوجود الروسي فى غربها ، لكن هذه الصفقة وأدها الرئيس جو بايدن فى زمن الادارة الامريكيه الحالية التى بدورها رفعت شعار لستند لمرجعيه اممية واحده
يقوم محتواه على تشاركيه اقتصادية ومعرفية وببتعد مضمونه
عن المشاركه الجيواستراتيجبه القائمه على اساس التعدديه القطبية التى من شانها ان تدخل اامنظومة الدوليه بصراعات استخبارية لانهاية لها وهو الامر الذى كان عليه الامر بالسابق اثناء الحرب الباردة ..
وبناءا على هذه المعطيات الناتجة تكون اغلب دول المنطقه قد انفكت سياسيا واقتصاديا الى حد كبير عن العقده الامريكيه ولم يبقى سوى الاردن بوسادتها المصريه يقوم بضبط الايقاع السياسي فيها وهو ما يعد متغير ناشىء سيقود لبناء مركز جديد للبيت السياسي فى المنطقه وهو ما يشكل متغير ينتظر ان يعطى زخم سياسي كبير للاردن ومصر فى المستقبل المنظور اذا ما استمرت حاله التبدل السياسي بالاصطفاف وحركة التحالفات لاعادة التشكيل ..
صحيح ان الروابط الامنيه مازالت تضبط الايقاع العام وهى تشكل عقدة الوثاق ، لكن ما هو صحيح ايضا ان الروابط السياسيه قد
تغيرت ودرجة الاختلاف قد اتسغت واخذت الاصطفافات فى المشهد العام تكون مغايره بشكل جوهرى عن ذي قبل وهو ما
يجعلها تشكل روابط ضاغطه سياسيا على العقده الامنيه التى مازلت تضبط عقدتها الموقف العام لكن فى حال انفكاكها فان المشهد برمته سيحمل طابع مغاير عن ما كان عليه الحال فى السابق ،
وفى المحصله ، فان مركزيه بيت القرار بالمنطقه التى تحتضنها اسرائيل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باتت مهددة على الرغم مما قاله الزعيم نتنياهو فى المؤتمر الديموقراطي عن هذه العلاقه بانها لا تتزعزع بين امريكا وسرائيل لكن ما يقوله شىء وما نتتجه حكومته عكس ذلك ، لان تغيير اسرائيل لبيت القرار فبها. من "صهيوني موضوعي الى توراتي ذاتي" لتسبح بالفضاءات الروسيه الصينيه سيفتح الباب امام المتغير القادم ، فعند المنعطفات تظهر فوارق المواقف وهذا ما يقدمه الاردن كنموذج حقيقي للشراكه الاستراتيجية الاردنيه الامريكيه وهو ما يجعله يشكل المركز الحيوي البديل للقرار المركزى للمنطقه .
د.حازم قشوع