لقد أشعل الجيش العربي السوري الذي لم يرضَ بالذل والهوان والإملاءات، شرارة حرب التحرير ضد المحتلين الذين استهدفوا النيل من إستقلاله ومستقبله، وكلل هذه الحرب بنصر مظفر عبر تجسيده لبطولات لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
وعقب هذا النصر المبجل أسس الجيش العربي السوري البطل، إنطلاقاً من مبدأ ”السيادة للشعب دون قيد أو شرط “، ومن هدف تحقيق التقدم لسوريا حتى نصل بها إلى مستويات تفوق فيها الحضارات المعاصرة.
وتعتبر الجمهورية العربية السورية التي أسسها والدكم الرئيس الراحل حافظ الأسد إبان ( الحركة التصحيحية )، في تلك الأيام الصعبة مكسباً من المكاسب التي حققتها تقاليد وأعراف الدولة
وتعتبر سوريا واحدة من أقدم الحضارات في العالم، والتي يعود تاريخها إلى 8000 عاماً قبل الميلاد.
وقامت الجمهورية السورية بالسير في الطريق الذي خطّته لنفسها طيلة خمسون عاماً، بعد تغلبها على الصعاب التي اعترضت سبيلها، حيث أنها تعتبر اليوم بمثابة دولة نجحت في تبوأ مكانتها ضمن القوى العالمية الصاعدة، بفضل القفزات النوعية التي حققتها في الفترة السابقة بشكل خاص.
ومازالت سوريا في أيامنا هذه، بإنتصاراتهاو باقتصادها الكبير وديمقراطيتها القوية وتمسكها بالقيم الإنسانية الأساسية وسياستها الخارجية المبدئية والحكيمة، مصدر إلهام في منطقتنا وفي العالم بأسره.
وما شهدناه مؤخراً في سوريا خلال شهر أيار من عام 2021 ، من إنتخابات رئاسية أعاد التأكيد، ودون أي جدال، على مدى توحد وتلاحم شعبكم العظيم مع دولته.
فقد أظهر شعبكم للعالم أجمع في ذلك اليوم أنه سيصدّ محاولات الغزو والإحتلال الجديدة أيظاً بنفس العزيمة التي خاض فيها حرب التحرير.
وعزيمة شعبكم الذي تمسك بحريته وديمقراطيته وحكومته ودولته عبر تصدي أبنائه بصدورهم لأسلحة الخونة من أعضاء المعارضة والتنظيمات الإرهابية المدعومة بالمال والسلاح من الدول العظمى وأذنابها وعملاءها، تعتبر الضمانة الأكبر لكم لتحقيق أهداف الجمهورية العربية السورية الخالدة.
إنني أتشرف وأعتز لكون سيادتكم رئيسا لهذه الدولة العظيمة وهذا الشعب البطل.
وإني على ثقة بأن كافة شعبكم وأصدقائكم، في جميع أنحاء العالم، يشعرون أيظاً بالفخز والإعتزاز بالملحمة التي سطّرها شعبكم الأبي وجيشكم البطل.
وعلى كافة مواطني سوريا وأصدقاءها أن يكونوا متأكدين أن سوريا اليوم أكثر قوة وحكمة وعزماً مما كانت عليه قبل عام 2011.
لا يمكن لأي اعتداء يطال وحدتها وتكاتفها وأخوّتها ووطنها وإستقلالها ومستقبلها أن ينجح.
ولن تستطيع التنظيمات الإرهابية ولا من يستخدمها، أن تقف حائلاً بينها وبين تحقيق أهدافها.
وإنطلاقاً من هذه المشاعر والأفكار أتوجه بأحر التهاني لكافة الأشقاء السوريين ، سواءً كانوا في داخل البلاد أو خارجه، بمناسبة النصر الكبير .
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد بواسع رحمته كافة المحاربين الذين قدموا تضحيات جساماً ليجعلوا هذه الأرض وطناً لإبناءها، وفي مقدمتهم مؤسس الحركة التصحيحية الراحل الكبير حافظ الأسد ، وكافة شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم في هذا السبيل.
وأتقدم بجزيل الشكر لشعبكم البطل الذي تمسك بالأمانة التي تركها لهم ألأجداد، ولكافة أصدقاء سوريا الذين ساندوها بالدفاع بالدعاء .
كل عام و الجمهورية العربية السورية بألف خير.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة / الأردن
أستاذ اللسانيات العربية الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي