الفتن من عوامل ظهور الاضطراب النفسي
لقد علمنا ان الفتن قد تبدأ صغيرة او كبيرة وتأخذ منحى عمودي او افقي حسب الظاهرة وامتدادهاالمهم ان نعرف ان الوقاية منها او تجنبها تخفف من الاضطرابات النفسية وتجعلنا اكثر تفكرا واقل انفعالا واقل تعصبا ..فالاضطراب النفسي لا ينشأ كهذا بل هو انعكاس ربما لتكرار وتردد معين في مجال واحد او تركيز فكري او نفسي نحو موضوع ما ... ربما يتداخل في ابرازه الوسواس ..ومن الفتن التي تبطن وتغلف وتزخرف ما يقدمه رأي كاتب او رأي نائب او رأي إعلامي وخاصةالرأي المدروس الذي يتردد في عدة مجالات متسارعة امام شاشة التلفاز ومواقع الانترنت كلها تبيح لظهور نوع من الاضطراب الذي يموج بالنفس بنيران الغضب او نيران الانفعال ...وهي ليست لحظة انفعال تمر سريعا او شحنة تفريغ بل هي تموج كالوسواس بين طيات الصدور وتقفزعلى مستوى العقل الباطن كلما انبثقت الفكرة المطروحة والمدروسة .. فيكفي كلمة لتضغط الزناد الداخلي ..ثم تتوسع في مجالها بين مجالس السمر والكوفي شوب ويدعهما رأي الجماعة .. وهنا نلاحظ نقصان السلوك الهاديء المنطقي او العقلاني الذي يتصدر للفكرة ويضع الادلة ويبحث عن الافضلوايها يخدم المصلحة الشخصية او العامة يعني فكر اتزاني ...هل نحن معرضون لهذا الاضطراب ربما بدرجة خفيفة ... حسب الوقائع ربما لا نشعر بذلك ولكن لنراقب انفعالاتنا واين محطات الوقاية في خضم حراك الاخرين ونستخدم قليلا لحظات الصمت ونتحدث هل الادلة تكفي هل الناقل لها ذا ثقة عالية هل الادلة تتفاعل مع سياقها في الماضي وانقلبت الان مع حاضرها هل الهدف واضح او ورائه براغماتية المصالح هل الحياة المتسارعة تجعلنا نفقد القدرة على التحكم بالقدرة النقدية هل تستحق كل فكرة او راي ان نضيع مع الموج هل لغة الاجساد المزيفة هي التي تقنعنا هل نحن بحاجة لغة الاجساد لكي نقتنع بهذه الفكرة هل انت مستودع استقبال وليس مستودع بث للفكرة ام كلاهما ام الدماغ يغسل بالفتن كل لحظة ؟؟؟حتى ولو تجنبنا كثيرها فإن عروضها اكثر اي الفتن بانواعها الدينية والعلمية والسياسية والاجتماعية ..وهل نعيش بعمر واحد ام عدة اعمار لنتحمل كثرة الفتن وما هي طاقاتنا للاستمراروالمناكفة ...كم مرة سألنا انفسنا هل خلقنا لبث الفتن ام خلقنا لمحوها ولو قليلا لنعيش بسلام ؟؟ربما قال احدهم المال الان يحكم هذا واقع مدروس ولكن هو جزء يقل بالقدرة على السيطرة ان نحن .. أكدنا على دورنا بالثقة الداخلية بقدراتنا التي منحتنا ايها السماء وما دون ذلك فنصبح كالالة التي يصيبها العطب السريع فتموج في بحار وامواج غير هادئة ورزينة ..فالانسان كيان خاص حمل رسالة مميزة عن جميع الكائنات ولكن ان تردد بفتن الارض الكثيرة ربما يتذبذب نحو منطقة اللاشعور الدنيا وهنا يبدا التناقض والاضطراب الذي وان لم يعلن سيظهر في مواسمه وليس له ربيع او خريف او شتاء بل صيف شمسه حارقة تذيب الشخصية .
الكاتبة وفاء الزاغة