زاد الاردن الاخباري -
تشتهر مصر بأجواء رمضانية مميزة، والتي تشهد معالم الزينة في الشوارع والأحياء وتجمّع الأهالي والجيران والأصحاب على موائد الإفطار.
وفي أجواء رمضانية خطفت أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شهد حي المطرية، التابع لمحافظة القاهرة، الخميس، تنظيم "أكبر مائدة إفطار في مصر"، والتي جمعت حولها المئات من أهالي الحي إلى جانب الضيوف من المصورين ومدوني السفر، والذين وثّقوا مقتطفات من هذه الفعالية الرمضانية التي تجسّد روح المحبة والترابط في رمضان بمصر.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها حي المطرية هذه الفعالية، إذ أنها تعد بمثابة طقس رمضاني يقام في منتصف شهر رمضان من كل عام، بدأه أهالي الحي منذ 11 عاما، وحالت جائحة كورونا دون إقامته خلال عامي 2020 و2021.
وحرص أهالي "عزبة حمادة" في حي المطرية على إحياء الفعالية للمرة التاسعة هذا العام، رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ويحكي مدون السفر المصري عمرو صلاح، الذي انضم لأول مرة إلى مائدة "إفطار المطرية"، عن الأجواء المميزة للغاية، التي شهدت تعاون الرجال والنساء من سكان الحي في تجهيز هذه المائدة من خلال تقاسم الأدوار للخروج بتلك الصورة المبهرة، إذ قامت نساء الحي بإعداد بعض المأكولات داخل منازلهن، في حين قام الرجال بعملية الشواء في الهواء الطلق.
وتمكّن صلاح من توثيق مائدة الإفطار الضخمة، في مشهد "مفعم بالبهجة بلم شمل الأحباب والأصحاب والجيران"، على حد وصفه.
ولاقت مقاطع الفيديو التي شاركها صلاح عبر حسابه على "انستغرام" انتشارًا واسع النطاق خلال ساعات قليلة، وسط تعليقات تثني على جمال الأجواء الرمضانية في مصر بوصف "رمضان في مصر حاجة تانية".
ويصف المصور المصري محمد ورداني الأجواء التي سادت على مائدة الإفطار الجماعي قائلًا إنها "ملحمة ترابط عائلي".
إنه العام الثالث الذي يوثق فيه ورداني هذه الفعالية المميزة، مشيرا إلى أنه أصبح جزءا منها.
وقال: "بذل الأهالي مجهودًا جبّارًا في التنظيم، وارتسمت الفرحة على محيّا الجميع بالأجواء المميزة وبمعالم الزينة من البالونات وصور أهالي المطرية المطبوعة على جميع حوائط الحارة".
وركّز ورداني على توثيق مشاعر البهجة والفرحة بين حميع الحضور أطفالاً وشبابًا وكبارًا، مبينا أن "ابتسامتهم كانت القاسم المشترك بينهم".
كما حرص على إبراز حجم الموائد الممتدة بطول الشوراع، وتعلوها كل ما لذ وطاب من أطعمة المطبخ المصري الشهيرة، والمحضرّة بحب الأهالي، الذين قدّموا أفضل ما يمكن لضيوفهم القادمين من جميع أنحاء القاهرة ليشهدوا هذا الاحتفال.
وأضاف ورداني أنه يشعر بالفخر لتوثيق هذه "المشاعر واللحظات العظيمة بين المصريين في أيام خير وبركة"، لافتا أنها تعد جزءا من "شهامة ولاد البلد" في عمل الخير رغم أي ظروف.
ويقول علي أمين، أحد المنظمين من أهالي المطرية، إنه في البداية، كان الهدف من إقامة هذه الفعالية يتمثل في لم الشمل وإعادة إحياء عادة متعارف عليها في المطرية، وسرعان ما أصبح الهدف تجميع أهالي المنطقة بالكامل من الأهل والجيران، على مائدة واحدة، بالإضافة إلى دعوة العديد من الأصدقاء والضيوف من جميع أنحاء مصر ومن خارجها أيضًا.
ويوضح أمين أن إجمالي طول مائدة الإفطار بلغ حوالي 1000 متر، موزعة على شارعين رئيسيين وشوارع فرعية، مشيرًا إلى أن عدد الحضور تجاوز 4 آلاف فرد.
وتضمنت هذه المائدة بالغة الطول العديد من المأكولات والمشروبات المصرية المشهورة في رمضان مثل الطواجن والمحاشي بمختلف أنواعها، إذ قال أمين إن الوجبة الرئيسية تتمثل في أطباق الدجاج المشوي مع الأرز، بالإضافة إلى الطواجن اللحم والبطاطا، إلى جانب المقبلات بأنواعها والعصائر الرمضانية، وأطباق الفاكهة، والحلوى الشرقية مثل القطايف والزلابيا.
ويشير أمين إلى أن هذا العام، شهد "إفطار المطرية" حضور العديد من الضيوف من مختلف الدول العربية مثل الإمارات، والسعودية، والمغرب والأردن، وكذلك من إندونيسيا وماليزيا.
وتمثلت أبرز الشخصيات الحاضرة في سفير دولة كوريا الجنوبية، إضافة إلى العديد من صناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي وعددا من الوسائل الإعلامية المصرية والعربية، إلى جانب مسؤولي قسم المطرية وممثل عن محافظة القاهرة بالإضافة إلى أعضاء مجلس النواب.
ويضيف أمين: "لقد كان الحدث بمثابة احتفالية شعبية ومزار سياحي دولي".
وقد حققت الصور ومقاطع الفيديو لهذه الفعالية انتشارًا واسع النطاق على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ويشير أمين إلى أن ردود الأفعال فاقت كل التوقعات ما بين محلية وعربية.