خطر ببال جحا أن يشتغل بالتجارة..
فذهب و اشترى بيضا ليبيعه..
كان يشتري كل تسع بيضات بقرش واحد...
و يبيع كل عشر بيضات بقرش واحد كذلك...
فقيل له : هل جُنِنتَ يا رجل !!! أتشتري تسع بيضات بقرش و تبيع عشر بيضات بقرش !! فماذا ربحتَ إذاً؟؟
فردّ جحا: وهل الربح شرط من شروط التجارة؟؟
يكفي أن يقول عنّي الناس اني تاجر؟؟؟...
ما جعلني أسوق هذه القصة هو حالة الأرباك التي اشاهدها كل يوم في سوق عمان المالي وخصوصا في هذه الأوقات وموسم الأعلان عن اجتماعات الهيئات العامة واقرار الأرباح للعام الحالي ونسب التوزيع،..
اليوم وبعد حالة التعافي التي شهدها السوق على الجميع أن يغير طريقة فهمة للغة السهم والتداول ،حيث بلغ حجم التداول للعام الماضي نحو 1.9 مليار دينار خلال 248 يوم تداول وبمعدل يومي بلغ 7.7 مليون دينار
وبلغت الأرباح المتحققة بعد الضريبة (العائدة لمساهمي الشركة) للشركات المدرجة في بورصة عمان لعام 2022 نحو 2.422 مليار دينار مقارنة مع 1.306 مليار دينار لنفس الشركات لعام 2021، أي بارتفاع نسبته 85.5 بالمئة وهي أرباح غير مسبوقة تاريخياً تسجلها هذه الشركات،
علماً بأن الأرباح قبل الضريبة لهذه الشركات بلغت 3.349 مليار دينار لعام 2022، مقارنة مع 1.815 مليار دينار لعام 2021، أي بارتفاع نسبته 84.5 بالمئة.
كما بلغت الأرباح الموزعة من قبل الشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة عمان عن العام الماضي نحو 1.048 مليار دينار مقابل 786 مليون دينار العام الذي سبقه رغم تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على العالم ولكن كأن انعكاسها إيجابي على لقطاع التعدين بالتحديد ....
اليوم أستغرب بعد هذا التعافي وحسن القيادة والإدارة لهذه الشركات كيف لسهم قيادي مثل الفوسفات والمصفاة أن يرتد للاسفل بهذا الشكل، طبعا ( والحبل على الجرار) لباقي الاسهم عند التوزيع ؟؟؟
والله لو كانت هذه الأسهم مدرجة في بورصة دبي مثلا لقفز السهم على الأخبار الطيبة التي نشرت اضعاف ماوهو عليه اليوم...
هل يعقل أن ينخفض سهم هذه الشركات باكثر من ضعف وضعفي قيمة التوزيع وقد يصل الى ثلاث أضعاف دون مبرر !!!
مع أن السهم هو السهم والسوق هي السوق والمساهم هو ذاته ولم يصدر عن الاجتماعات التي عُقدت الا ما هو طيب ومفرح للجميع
،لا بل تشير التوقعات والاتفاقيات أن أرباح الربع الأول لهذا العام ستكون قياسية كذلك ....
انا أبن هذا السوق منذ 15 عام ورئيس مجلس أدارة شركة وعضو في أخرى، أقولها بصدق حالة الفوضى التي يعيشها سوق عمان المالي لا مثيل لها في كل العالم، ولا تطبق عليها أي من قوانين الاستثمار المتعارف عليها في كل الدنيا ....
الكل الا من رحم ربي يشتري على الإشاعة ويبيع عليها فلا يحقق الا الويلات لذاته وخسارة المال وحرق الاعصاب فقط،
هنا أتحدث عن سلوك المساهمين وجلهم من صغار المالكين للسهم وضعوا كل مدخراتهم في هذا السوق ولكن للأسف لم يصبروا على مقارعة الحيتان ومصاصين الدماء وتجار السوق ، حتى تحتار وانت تتابع للمشهد وتقول، هل الأموال التي يخسرها المساهم الصغير ليست له!!! ،
ام انها لا تعنيه!!!!
ام الاخطر أن جلهم «طابْ طَبَّة» على هل مجال لذلك يكون فرسية سهلة للحيتان والهوامير وتجار السوق وعرابين السهم، وهنا علينا أن نصحح النهج وطريقة التعامل مع السوق ....
اليوم وليس دفاعا عن مجالس الإدارات الجديدة وحالة الصحوة التي دبت في عدد منها وخصوصا الشركات المنهوبة والتي تقدر خسائرها بمئات الملايين، بسبب فساد مجالسها السابقة ،والتي كان أحد اسباب انهيارها تفرد هذه المجالس بالقرارات وتحويلها الى مزرعة منهوبة و غياب الرقابة والتي كانت صورية في معظم الحالات ،..
أقول على من يريد الدخول في تجارة الأسهم والتعامل مع هذا السوق أن يجيد مهارة الصبر والتحمل والاطلاع والتعامل مع المشهد بلغة المالك للسهم والشركة لا لغة المضارب او المرعوب المهزوم ،
وان يدقق ويتابع ويساهم في إيصال مجالس الإدارة الأكثر خوفا على الشركات والأكثر أمانة وانجاز ، عندها سنقول اننا في سوق مالي وليس بسطة خضار سـامـهـا كـلُّ مـفـلـس..
اليوم ولكي نوقف حالة الأرباك والتخبط والذعر التي تحدثت عنها،على الضمان الاجتماعي أن يقود المشهد ويمنع الهوامير من اللعب في اموال المساهمين الصغار ، فهو أكبر المالكين لاسهم هذه الشركات وهو القادر على ذلك لتوفر السيولةالمالية، فعليه أن يبادر بالشراء مباشرة وهذا سيعزز ثقة المساهمين بالشركة ويوقف النزيف المستمر منذ أيام، و الأهم أن الشراء بالأسعار الحالية سيحقق ربح آخر للضمان فهي بالنهاية اموال الأردنيين ومن بأب أولى ان لا تذهب للمضاربين ...
المهندس مدحت الخطيب