مركز العلاج بالخلايا يبدأ العمل مخبريا وسريريا العام المقبل

زاد الاردن الاخباري -

واقع اشبه بالخيال وحقيقة لا تصدق الا من قبل المختصين, انها عملية استخدام الخلايا الجذعية البشرية لأغراض علاجية وطبية والاهم انها ليس عند السيد الغربي المتحضر بل في وطننا الذي يمتلك اطباء وعلماء مهرة يضاهون اقرانهم في العالم.

ويشكل استخدام الخلايا الجذعية البشرية لأغراض علاجية ثورة حقيقية في عالم الطب وربما يأتي ذلك اليوم القريب الذي ينتج فيه المختبر الجزء الذي يحتاجه الجسد من خلية ينتجها جسد ذلك الشحص المريض.

رئيس مجلس امناء مركز العلاج بالخلايا د. عبدالله عويدي العبادي يقول ان عملية استخدام الخلايا الجذعية البشرية لأغراض علاجية قد زاد زيادة كبيرة في السنوات الاخيرة فهو الان إجراء راسخ لغايات تكثير وتوليد الخلايا والانسجة البشرية, وحتى لتصنيع بعض الاعضاء كالمثانة البولية والانسجة المركبة مثل الجلد وذلك لعلاج ضحايا الحروق, والافات الجلدية لمرضى السكري وأمراض الجلد الاخرى.

وقال ان المشاريع تتضمن تصنيع جلد بشري مخبرياً وتصنيع عظم مخبريا مضيفا أن من مهام المركز الرئيسية تصنيع أنسجة وخلايا للاستخدامات البشرية للاستشفاء وبالطرق الحالية وتشمل تصنيع أوعية دموية أو خلايا لتصنيع أوعية دموية وخلايا عضلات القلب وقرنية العين وأنسجة أخرى لأمراض معينة.

وأكدان المركز يعتبر الاول من نوعه في المنطقة العربية ولديه رؤية بأن يصبح مركزاً وطنياً إقليمياً وعالمياً متميزاً في مجال العلاج بالخلايا ومشتقاتها وبيولوجيا الخلايا الجذعية وأن يكون جاذباً لبحوث العلماء ومحركاً في تدريب الاختصاصيين والفنيين في مجالات اختصاص المركز
ويضيف توسعت طرق توليد الخلايا البشرية وهندستها في المختبر الى حد تشكيل العظام والغضاريف التي يمكن استخدامها في مختلف جراحات العظام وأمراض الغضاريف. أما الخلايا الميسنكيمية البشرية فقد تم تطوير تقنيات مخبرية لإكثارها وتوسعت هندستها في المختبر فأصبحت تستخدم علاوة على ذلك لعلاج الرفض في عمليات زرع نخاع العظم.

كما تستخدم في أمراض الاوعية الدموية الطرفية,وبعض أمراض الامعاء المناعية والتصلب اللويحي وأمراض مناعية أخرى وفي الاونة الاخيرة استخدمت الخلايا الجذعية لعلاج احتشاء عضلة القلب ولمنع أو تصحيح الضرر الدائم في عضلة القلب ومنع قصور عضلة القلب.

ويوضح بان مركز العلاج بالخلايا التابع للجامعة الاردنية بدأ زراعة الخلايا في المختبر وهي الخلايا الخاصة بالجلد والغضروف وبعد عام سيتم الاستخدام السريري لهذه الخلايا لعلاج المرضى بشكل موسع.

وبين انه في الخطة متوسطة المدى فان المركز يسعى الى استخدام الخلايا في علاج أمراض الاوعية الدموية الطرفية, وبعض أمراض الامعاء المناعية والتصلب اللويحي وأمراض مناعية أخرى اضافة الى زراعة الخلايا من اجل الحصول على القرنيات وزراعاتها خاصة ان هناك الاف المواطنين يقفون في الانتظار للحصول على قرنية خاصة وان الزراعة حاليا تتم فقط من شخص متوفى.

كما اشار ان الخطة متوسطة المدى تتضمن ايضا علاج حالات وامراض الكلى والكبد اما الخطة طويلة المدى فهي تشمل جميع الاستخدامات الاخرى الممكنة.

وشدد على اهمية المركز كمركز بحثي من الممكن ان يضع الاردن بوضوح على خارطة الابتكارات والاكتشافات الطبية التي من الممكن ان تخدم البشرية جمعاء وليس المواطنين الاردنيين فقط
واضاف: بالامكان توليد خلايا متخصصة لعلاج أمراض الكبد وأمراض الكلى وأمراض الاعصاب, وداء السكري, وأمراض القرنية والشبكية.
وبعض هذه التطبيقات شارف على الاستخدام السريري وبعضها في مراحل متقدمة من التجارب.

وقال ان المركز سيتضمن ايضا انشاء بنك لدم الحبل السري وهذه البنوك راسخة في كثير من المؤسسات العامة في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية. ويمكن لدم الحبل السري أن يكون مصدرا مهما للخلايا الجذعية من أجل الاستخدم في علاج سرطان الدم الحاد, وفقر الدم اللاتصنيعي والعديد من الامراض الخلقية والمكتسبة.

وشدد على ان إمكانات تكثير الخلايا البشرية من الخلايا الجذعية في المختبر وهندستها لتكوين أنسجة أو أعضاء هي امكانات هائلة, وستقود الى آفاق تحولات كبرى تستهدف علاج العديد من الامراض أو التخفيف من وطأتها لا سيما تلك المتصلة بالشيخوخة.

واضاف: لقد أدركت الجامعة الاردنية الحاجة الكبيرة لمركز متخصص يمكن ان يطور تقنية الخلايا الجذعية ويجعل من الممكن التوسع في هندستها واستخداماتها السريرية والبحثية. ولهذا الغرض فإن الجامعة واكملت جميع الخطوات اللازمة لإنشاء مركز العلاج بالخلايا وإبراز هذا المركز الى واقع التطبيق. كما أنها تسهم مساهمة كبيرة في رفده بالكوادر البشرية والعلمية والاكاديمية وكذلك دعمه ماليا حسب امكاناتها.

واشار ان رسالة المركز تكمن في توفير البيئة العلمية, والتقنية والاكاديمية والتعليمية لتوليد خلايا بشرية ذاتية وغير ذاتية وخلايا معدلة بشرية أو غير بشرية أو مشتقات هذه الخلايا لأغراض علاجية او بحثية.

الرؤية
وقال نأمل ان يصبح المركز مركزا وطنيا واقليميا وعالميا متميزا في مجال العلاج بالخلايا ومشتقاتها,و بيولوجيا الخلايا الجذعية, وأن يكون جاذبا لبحوث العلماء في مختلف مجالات العلاج بالخلايا وهندسة الخلايا والانسجة وبيولوجيا الخلايا الجذعية, وأن يكون مركزا لتدريب العلماء والفنيين في مجالات اختصاص المركز بمن في ذلك طلبة الدراسات العليا ومزودا للخبرة والمشورة في ميادين العلاج بالخلايا الجذعية وبيولوجيا الخلية.

وقال: ان المركز سيتعاون مع العديد من المؤسسات ذات السمعة الطيبة العالية في نفس المجال لفائدة المرضى والابحاث البشرية. سيتضمن التعاون البروتوكولات والمشاريع البحثية المشتركة, وتدريب التقنيين والعلماء, وتبادل الخبرات والافكار وأمور مستقبلية قد لا تبدو واضحة الان.

وقدرت تكلفة المركز بحدود 14 مليون دولار امريكي للوصول به إلى وضع وظيفي عملي, إضافية الى 3 ملايين دولار سنويا كتكلفة استدامة.

وحول ادارة المركز اشار الى ان المركز سيعمل وفقا لقوانين وتوجهات الجامعة الاردنية بمبدأ الشفافية والادارة الرشيدة. موضحا ان لدى المركز مجلس أمناء مستقل يتولى رسم السياسات واقرارها ويرفع تقاريره مباشرة لرئيس الجامعة الاردنية ويضم في عضويته شخصيات بارزة وأكاديميين رفيعي المستوى وهم الاستاذ الدكتور عبد الله عويدي العبادي »رئيس المجلس« الاعضاء من خارج الجامعة الدكتور محمد ابو حمور وسميح دروزة والدكتورة هيفاء أبو غزالة والدكتور زياد شرايحة وجهاد المومني ومدير عام مستشفى الجامعة وعميد كلية الطب وعميد البحث العلمي في الجامعة الاردنية.

العرب اليوم