أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. انخفاض على الحرارة أحزاب الأردن «تقيس» قبل «الغوص الانتخابي» ومخاوف مبكرة من «هزات ارتدادية» بعد إعلان المرشحين تفاصيل خطة غالانت التي قدمها للأميركيين لادارة غزة شاهد : الجيش ينشر فيديو من تمرين "السد المنيع" الذي شارك فيه ولي العهد نجاح أردني بتحقيق التغطية الصحية الشاملة للاجئين والمهاجرين جيش الاحتلال يعثر على النسخة الغزاوية من “السلم والثعبان” ألف متبرع بالدم لغزة في مجمع النقابات .. وتمديد الحملة السبت تعميم يحرم سوريين من زيارة بلدهم .. دلالاته وتأثيره هل يستوجب رفع أجور الأطباء إعادة النظر بالحد الأدنى للرواتب؟ قتلى وإصابات وتفجير منازل وتفخيخ أنفاق .. ما الذي جرى في غزة مساء اليوم؟! مهم لطلبة الثانوية العامة "توجيهي 2024" قبيل امتحان الرياضيات "مياهنا" تحقق أول خفض فاقد مائي بنسبة %2.6 في عام واحد القسام في رسالة جديدة لجيش الاحتلال: “لن تجدوا سوى كمائن الموت” دعوة المغتربين الأردنيين للتسجيل للمشاركة بحفل وطني الشهر المقبل حركة أنصار الله في اليمن تصدر بيانا جديدا يكشف آخر عملياتها / فيديو البنتاغون يعترف بإدلاء بايدن بتصريحات غير صحيحة أثناء المناظرة بوتين: على روسيا أن تنتج صواريخ كانت محظورة سابقا البنك الدولي: الباص السريع أسهم في زيادة إنتاجية العمال بـ%7.6 بايدن: عندما تسقط يمكن أن تنهض .. سأفوز بالانتخابات إسبانيا تطلب الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تسليم البلاد لرجال الأعمال

تسليم البلاد لرجال الأعمال

08-09-2011 01:27 AM

منذ أن هلت علينا بشائر الخصخصة في القرن الماضي أصبح التعامل مع كافة شؤون الدولة بشكل تجاري وليس سياسي ، وتركزت السلطة في يد رجال الأعمال، الذين بدت قراراتهم تجارية بحتة تركز على المصالح المادية وفي اغلبها الشخصية وليس العامة ، وبدأت معالم الفساد تتجذر شيئاً فشيئاً ،وذلك باجتماع السلطة المطلقة مع الثروة الفاحشة ،وتتناسب ثروة هؤلاء تناسباً طردياً مع حجم المديونية للدولة ، لنكتشف أن الديون التي كان يقترضها رجال الأعمال هؤلاء لم تكن سوى صفقات تجارية زادت نسبة ثرائهم ورفعت أنواع الضريبة على الشعب المقهور الذي لم يكن له ذنب باقتراض هذه الأموال ولم يستفيد منها لا من قريب ولا من بعيد.

وقد تسللت عدوى رجال الأعمال السياسيون من مجالس الوزراء المختلفة التي اخذت تتناوب على استلام مقاليد السلطة من صالون سياسي إلى آخر بزعامة رمز من رموز العائلات التي باتت معروفة عند كل مواطن أردني، إلى مجالس النواب حيث أصبح المقعد النيابي حكراً على المقاولين ورجال الأعمال الذين لا يمتون إلى السياسة بصلة ، وأصبحت قرارات نواب الأمة مرتبطة بمصالحهم الشخصية، وكانت ردودهم بأن مقعدهم النيابي كان عبارة عن صفقة تجارية كلفهم الكثير من رأس المال وعليهم خلال فترة نيابتهم استرداد رأس المال وتحقيق بعض الأرباح، ومنهم من يحقق أرباح تفوق رأس المال.

ولم يفهم رجال الدولة(رجال الأعمال) هؤلاء من الخصخصة إلا تخلّي الدولة عن مسؤولياتها تجاه شعبها ، والدخول في مراثون تحقيق الأرباح الفاحشة لرموز السلطة ، وانعكس ذلك على كل قرارات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فأصبح اتفاق السلام مع العدو مصلحة اقتصادية تحقق الفائدة التجارية ، ليس للشعب طبعاً وإنما للذين ابرموا الصفقات التجارية مع تجار الكيان الصهيوني بتصدير بعض البضائع لهم مثل زيت الزيتون واستيراد بعضها منهم ، وأصبح فتح الكازينوهات ولعب القمار وفتح المجال لنوادي البغاء الليلية مصلحة اقتصادية تدر المال على أصحابها والذين غالبهم من رجال الأعمال هؤلاء كما إنهم من روادها.

وقد عمل هؤلاء على اختلاف مواقعهم في الدولة على الاستئثار بكل مقدراتها ، ولابأس بقليل من الأعطيات والمنح والرشاوى توزع هنا وهناك يتم تحصيلها في النهاية من جيوب الشعب المنكوب.

وقد عمل هؤلاء على إبعاد رموز المعارضة بكافة أشكالها من المواقع السياسية المختلفة للدولة ، ولم يكتف هؤلاء بمصادرة مؤسسات المعارضة بل وعمدوا إلى منع تعيين رموز المعارضة من المفاصل المهمة للدولة حتى وان كان أفرادها أي المعارضة من أصحاب الكفاءات ، وتعيين بدلاً منهم مجموعة من الفاسدين أو الساذجين ، كما عمدوا إلى تزوير الانتخابات النيابية والبلدية ، ليكتمل بذلك مشهد الفساد المطلق المتركز بيد السلطة المطلقة.

ولم يغفل هؤلاء التجار ورجال الأعمال عن استعراض بعض المسرحيات والمشاهد الإعلامية التي تصور بطولاتهم الزائفة وان كانت هذه المشاهد فاشلة واقرب إلى الكوميديا التي ايتدر بها الشعب في مجالسه .

إن المشهد السابق هو الذي تكرر على مدى عشرين سنة عجاف في تونس ، وثلاثين سنة أعجف في مصر ، وأربعينات السنوات في كل من ليبيا واليمن ،وتكرر مشهدها لنظام الأب والابن في سوريا.

فهل يعي رجال الأعمال هؤلاء بأنهم يدفعون الشعوب إلى نقطة الصفر ، التي إن وصل إليها الشعب فلا عودة عنها، وان كانت تكلفتها باهظة الثمن ، فإن الجياع والمظلومين لن يجدوا لهم مفراً من ميادين الحرية، وساعتها ستكون ساعة الحساب عسيرة لن ترحم هارباً أو مسجوناً أو مختفياً عن الأنظار مهما بلغت مكانته أو رتبته .

سالم الخطيب





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع