زاد الاردن الاخباري -
لم تعد أية قداسة دينية سواء أكانت إسلامية أو مسيحية بعيدة عن الأذى والانتهاك الإسرائيليين، في مدينة القدس التي تتعرض لحرب تهويد وصهينة ممنهجة مستمرة.
وكما هو واقع اقتحام المقدسات الإسلامية ومنع المصلين المسلمين من العبادة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، والاحتفاء بمناسباتهم الدينية، كذلك هو الحال بالنسبة للمسيحيين الذين يمنعون من الوصول إلى كنائسهم والاحتفاء بأعيادهم ومناسباتهم الدينية، ليصحو العالم الحر اليوم، أمام آلة استعمار إسرائيلية وقودها العنصرية والإقصاء ضد كل ما هو غير يهودي، استناداً لفكرهم وأيدلوجيتهم المضللة.
وفي هذا الشأن، قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن ممارسات المستوطنين البربرية المحمية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسات المسيحية، أصبحت صورة اعتيادية تتناقلها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وأضاف أن هذه الممارسات مسار خطير يذكرنا والعالم الحر، بتاريخ طويل من الاعتداءات، بما في ذلك مصادرة الأوقاف والممتلكات المسيحية، وتحويلها لكنس (معابد يهودية) وعقارات مزعومة أنها ملكهم.
وقال إن من ضمن هذه الممارسات البربرية، عمليات الهجوم ومحاولات حرق الكنائس وسرقة محتوياتها والعبث بها، وسياسة فرض الضرائب بخاصة الأرنونا (المسقفات) وطرد وتهجير الأسر المسيحية، والتضييق عليهم في الأعياد، والمناسبات الدينية التي بدلاً من نشر مناخ الوئام والرحمة، تحولها إسرائيل بقوة السلاح والترهيب إلى حرب تضييق وتهويد شاملة.
وأضاف أن اللجنة وفي إطار متابعتها ورصدها للممارسات الإسرائيلية المتطرفة ضد أهلنا المسيحيين في مدينة القدس، تؤكد للرأي العام العالمي الحر، أن حقيقة وحشية الاحتلال وحكومته، لا تفرق بين مكونات الشعب الفلسطيني العربي.
كما تسعى هذه الحكومة، بشكل متسارع، لتنفيذ مخطط تفريغ المدينة المقدسة من أهلها، وإحلال المستوطنين مكانهم، وفرض السيادة الروحية والزمانية التي تدّعيها على كل مقدس فيها.
وترى اللجنة أن ما يتعرض له المسيحيون في غمرة احتفالاتهم بالأسبوع المقدس (من أحد الشعانين حتى أحد الفصح) من الاعتداء عليهم، أثناء مسيرهم عبر درب الآلام في القدس القديمة، ومنعهم من الوصول من مدن غزة والضفة إلى كنيسة القيامة في القدس، للقيام بعباداتهم، كذلك تحديد أعدادهم المصرح لها، يستدعي موقفاً عالمياً موحداً يرفض الإقصاء الديني الإسرائيلي.
ولفت إلى أن المحتل لم يكتف باقتحامه للمسجد الأقصى المبارك، وطرد المصلين والاعتداء عليهم بالضرب والاعتقال، بل يعلنها حرب دينية شاملة في فلسطين ضد المسلمين والمسيحيين.
وأكد كنعان ضرورة التوقف الدولي فوراً عن سياسة الكيل بمكيالين وسياسة الانحياز المرفوض لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الأردن شعباً وقيادة هاشمية، صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يؤكد حق شعبنا الفلسطيني بحرية العبادة وإقامة الصلوات، ليعم السلام والعدل والحرية على منطقتنا والعالم.
وبين أن الوقت حان، كي يعي العالم بأن الاحتلال يشكل خرقاً للشرعية والأخلاق والأعراف الدولية، ولابد من محاسبته، "وسيبقى الأردن مهما كان الثمن وبلغت التضحيات متمسكاً بحق أهلنا بمقدساتهم وأرضهم وتقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وسيبقى الشهيد والأسير والمعتقل والمرابط المسلم والمسيحي، نموذجاً للنضال في وجه الظلم والاستبداد الإسرائيلي.