من تابع رجال منتخبنا الوطني ليلة أمس، وهم يسطرون تاريخاً جديداً لكرة القدم الآسيوية، بفوزهم التاريخي الأول على منتخب كبير كمنتخب الصين الشعبية، في مباراة المنتخبين في تصفيات كأس العالم 2014م، يزداد يقيناً بجدوى التخطيط السليم، والمنطقي، وأنه لابد وأن يثمر نجاحاً باهراً، إذا ما إقترن بتوفيق الله عز وجل بالتأكيد.
أعادنا نجوم منتخبنا ليلة الأمس بإبداعاتهم إلى أجيال نجوم المنتخب المتميزة، من أمثال جمال أبو عابد، وبدران الشقران، ورأفت علي، وغيرهم ممن أبدعوا سابقا فوق المستطيل الأخضر، وشرفوا إسم الوطن في الكثير من المحافل، ولكن عامر شفيع، وبهاء عبدالرحمن، وعامر ذيب، ورفاقهم أجبرونا ليلة الأمس على منحهم لقب \"الجيل الذهبي\" للكرة الأردنية، وبكل جدارة وإستحقاق، بعد أن رسموا مع الجهور الأردني المتميز أجمل اللوحات، وسطروا فوق المستطيل الأخضر أروع الإبداعات، وواصلوا تسجيل النتائج التي ستسجل في ذكريات الجمهور الأردني خاصة، والجمهور الرياضي عامة، بأحرف من ذهب.
تحية إجلال وإكبار نتوجه بها إلى لاعبي منتخبنا الوطني على هذا الأداء الراقي والمشرّف، والذي رأينا من خلاله الإبداع الذي يتجلى عندما تظهر عزائم الرجال، الإبداع الذي ظهر ليس في مباراة الأمس فقط، بل وفي دوريات المنطقة المختلفة التي أصبحت تزخر باللاعبين الأردنيين المحترفين، وكما عموم الجمهور الأردني نطمح وننتظر منهم المزيد والمزيد، ولكن الأهم هو أن لا يأخذنا الغرور، أو الإعجاب بالنفس، حتى لا نضيع في متاهات الفشل والتراجع.
تحية إجلال وإكبار أيضاُ إلى صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الإتحاد الدولي، ورئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم، على عمله المخطط، والمدروس، والممنهج بكل عناية، ودقة، وحكمة، وتأني، وكذلك لا ننسى ذلك المدرب الرائع في خطواته، الراقي في تعليقاته العراقي عدنان حمد، والذي استطاع بالفعل تشكيل منتخب متماسك، أصبح يقارع أكبر المنتخبات في القارة الآسيوية.
بكل الأحوال عندما نرى إبداع نجوم منتخبنا الوطني، وتماسكهم، وتآلفهم، تزيد قناعتنا بأن هذا الإبداع ما كان ليكون لولا توفيق الله عز وجل أولاً، ثم دعم القيادة الهاشمية المتواصل، والذي كان السبب الرئيسي لوجود الحب، والتآلف الذي جمع جميع أفراد هذا المنتخب من أبناء هذا الوطن المعطاء، لتنطلق وتظهر عزائم الرجال الأبطال، الذين يقاتلون في المستطيل الأخضر، من أجل رسم الإبتسامة على وجوه الملايين من أبناء جلدتهم ممن يتابعونهم داخل الوطن وخارجه.
نتمنى أن تكون هذه دائماً هي صورة جميع أبناء الوطن الأردني الغالي في الداخل والخارج، صورة لا يجمع مكوناتها إلا الحب، والتآلف، والتآخي، تحت ظل القيادة الهاشمية الغراء، لنكون عندها يداً واحدة، ترفع إسم الوطن، وقائد الوطن جلالة أبا الحسين حفظه الله، في جميع المحافل عالياَ.
مقلة العين تهديك يا وطني أجمل سلام، وربيع القلب يشتاق إلى لقياك يا عمان، فمن عمان، وإربد، والسلط، والكرك، والطفيلة، إلى مادبا والزرقاء والمفرق، للعقبة لجرش لعجلون، إليك يا معان سلام، وفي القلب مطبوع قيشان، وبإذن الله يبقى لك العز والرفعة والفخار يا وطني.