أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هبوط أسعار الغاز في أوروبا للأسبوع الثالث على التوالي "الصحة اللبنانية": 8 شهداء و59 جريحا حتى الآن جراء الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية عجلون .. بلدية الجنيد تستكمل استعداداتها لفصل الشتاء أول تعليق من حماس على مقترح خروج السنوار من غزة الطفيلة: الهلال الأحمر الأردني يقيم يوما طبيا مجانيا في القادسية تايوان وبلغاريا تنفيان تورطهما في تفخيخ أجهزة الاتصالات اللاسلكية لحزب الله حزب الله يرد على قصف الضاحية بني مصطفى ترعى احتفال جمعية العون باليوم العالمي لمرضى الزهايمر من هو إبراهيم عقيل المستهدف بالغارة الإسرائيلية ؟ إعلام عبري: هدف الغارة هو إبراهيم عقيل مواطنون يطالبون بتكثيف حملات إزالة الأعشاب الجافة في الكرك خطة دولية لتوفير الكهرباء في أفريقيا بقيمة 90 مليار دولار مجلس الأمن يناقش العدوان الإسرائيلي على لبنان المصاطفة وشقرة يتأهلان إلى نهائي بطولة آسيا للكراتيه استشهاد 5 أطفال في غارة إسرائيلية على لبنان هآرتس تكشف تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي للاتفاق مع حماس لغز سيدة أعمال غامضة ربما تكون وراء تفجيرات لبنان بحضور عدد من المشاهير .. هاريس ضيفة شرف مع أوبرا وينفري فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في المفرق وجرش غدا روسيا تعمل على زيادة إنتاج الطائرات المسيرة 10 أضعاف
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الأسد والبغلة وفن التهرّب

الأسد والبغلة وفن التهرّب

08-09-2011 02:58 AM

زاد الاردن الاخباري -

عبدالرحمن الدويري

يُطْلِق البعضُ في سَمائك الشعاراتُ، ويَعرَضُ عليك الأفكار، ويَزِفُّ إليك المبادئَ مُزيّنة بحُلَلِ الجمال وأردية الكمال، ويُلقي على وجهك الدّعاوى العريضة، يُلبِسها عباءات الألفاظ، ليُضرَبَ حولها بالدُّفوف، وتُغَنِّيها الحناجرُ، حتى إذاما اختبرتها لم تجدها شيئا، ووجدت عندها الطلاء الخادع، والصّدأ الْمُتلِفَ، والخُبثَ الْمُتراكب.

هذا ما كشفته أحداثُ الرّبيع العربي الرّاهنة خاصة في الحالتين: اللّيبية والسُّورية، حيث أَكّدت الأخيرةُ مُعادلة السُّقوط الأخلاقي والمبدئي لدُعاة التيارات القومية العروبية، واليسارية البراغماتية والليبرالية، وهي تتعثّر عند عقبة الاختبار التطبيقي في تجربتها الثانية والثالثة والرابعة في ربوع العروبة التي ابتليت بها.

ها هو مُمَثِّلُها الحاكم، وأُنْموذجُها المتجسدُ في سوريا يُمارس ما تَخجل منه الوحوش الكاسرة، وتَتبرأ منه السِّباع الضَّواري، ويَتألم له الفَسَقةُ والمجرمون، ولا يَملك إِنسان حُرٌّ أمامه - لو طُلب منه وَصْفَهُ وتَعريفه - إلا أنْ يقول: هي عِصابةٌ: مِهنتُها العُدوان على كل إنساني ومُقدس، وعنوانها قعرُ الرّذلة، مَنهجها اللّجاجة في الخُصومة ، وسِلاحها الكذب والفجور، تُغرِقُ السّمعَ بالشعارات، وتَصدم الوعي بالممارسات.

أمام هذا المشهد الْمُريع تَقفُ لتتساءل، وتَتمنى أن تَجد في القوم رَجُلا رَشِيدا يُجِيبُك عن تساؤلاتك، ويَشفي غليلك من هول مشاهداتك، فلا تقع عيناك إلا ثعلب مراوغ، وثعبان بارع التَّلوِّي والتَملُّص، تَذهب به يمينا فيأتيك بالشمال، وتُسَهّل له السؤال فَيُصَعِّب عليك الإجابة، وتُلزِمُه الحجة فلا يَندَى له جبين ولا تَتعرّق له كرامة.

ذكّرني هذا الصّنف من الناس بالشاعرِ الكبير محمد إقبال - رحمه الله – الذي يبدو أنّه عاني كما نعاني من هذا الصنف من البشر، فروي لنا بأسلوبه البديع حوارا بين الأسد والبغلة التي شغلته بهيأتها، وأثارت فضوله ليعرف نَسبها ومنبتها، فراوغته بالإجابة وتَركته حائرا بين الجهل والإعجاب.

قال للبغلة يوما أسدُ:
فأجابَتْهُ: إلا تعرفني؟؟!!
أنتِ حقّاً لك سرٌّ؟؟ مَنْ أبوكِ؟؟
أنا خالي فخرُ إصطبل الملوكِ

549/ج1

هكذا سألها عن سِرّها، وعن هوية أبيها، فأجابته بالتمويه تُخادعه عن حَقيقتها الوضيعة، وخساسة تولُّدها في الحياة.

سألها عن أبيها فكان جوابها: خالي فخر أصطبل الملوك، وقد صدقت، لكنها لم تجرؤ على قول الحقيقة المرة: (أن أباها حمارُ البلادة، نزا على فرس الأصالة، فألبسها عار الزمن).

إنه يروي لنا عن هؤلاء الذين ادّعوا كل نبيل وشريف بهتانا، واحتكروا كل كريم وجليل زورا، وحازوا قيم الزمان وأخلاق الأنام ادّعاء، ومارسوا النِّضال الثوري ثرثرة وكلاما، وإذا ما ناقشتهم وكشفت بالأدلة سوأتم أشبعوك شتما وأغرقوك افتراء.

أيها الرفاق، عزاؤنا في الأمر انتهاء الأكذوبة، وانكشاف الطابق، فشكرا لثوار ليبيا، وتحية لأحرار سوريا، والخلود للأرواح الأبية، والدماء الزكية، التي كشطت الرقاقة والورقية، ودعتنا لنقرأ الاسم الحقيقي، والنسب المشبوه لأصحاب المبادئ الممسوخة والأغراض الرخيصة.

أيها الرِّفاق، نعرفكم من زمن بعيد، ونعرف حقيقتكم، ومثلنا لا ينخدع لمثلكم.

لم نؤمن بكم يوما، ولا نراكم أهلا للتلاقي ولا أهلا للشراكة.

الأهم في المعادلة اليوم أن النَّاس عرفوكم، وقرؤوا اسم أبيكم الحقيقي لا خالكم المُدَّعَى، فلا تتعبوا أنفسكم، ولا تتكلَّفُوا الصَهيل فلستم من أهله، وعليكم بما تتقنونه، فإنه أجدر بكم ((( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ))) (لقمان : 19 ). 7/9/2011م





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع