زاد الاردن الاخباري -
تُضطرنا الظروف أحيانًا إلى كبت مشاعرنا وقمع دموعنا لمنعها من الخروج، حيث نكون في مواقف لا نستطيع خلالها السماح للدموع أو المشاعر السلبية بالظهور، لكن ذلك يترتب عليه الكثير من الآثار السلبية على الجسم. والبكاء هو في الأساس صمام تحرير يخلص جسمكِ من الإجهاد والتوتر الزائد، لذلك عندما يكون هناك دموع مُحتجزة، يبدأ الجهاز العصبي الودي في جسمكِ في إرسال إشارت إلى الغدد الكظرية في الدماغ لإفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، وتعمل هذه المواد الكيميائية على زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، لذلك إذا قمت بحبسها أثناء محاولتكِ عدم البكاء، فقد يُترجم ذلك إلى ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس.
لا تقمعي مشاعرك قمع المشاعر مثل الإحباط أو الحزن يزيدها بالفعل ويجعلكِ تشعرين بالسوء حيث يتزايد التوتر، فمقاومة الرغبة في البكاء من حين لآخر شيء وارد، ولكن القيام بذلك بشكل منتظم يمنح استجابة جسمك للضغط مزيداً من الفرص للتسبب في المشاكل، وعلى المدى القصير يمكن أن يسبب مشاكل مزعجة مثل التهيج والقلق وقلة النوم، ولكن بمرور الوقت يمكن أن يؤدي كبت دموعكِ إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم أو حتى السرطان. لذلك إذا كنتِ بحاجة إلى الصراخ وكنت قادرة على أخذ دقيقة لفعل ذلك، فمن مصلحتكِ أن تبكي قبل العودة إلى ممارسة مهامكِ اليومية.
أسباب تجعلكِ غير قادرة على البكاء هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يجدون صعوبة في البكاء، وتتضمن بعض الأسباب الأكثر شيوعًا التي تجعل الأشخاص غير قادرين على البكاء ما يلي:
-الحالات الطبية هناك حالات صحية جسدية تؤثر على القنوات الدمعية مثل متلازمة جفاف العين، وهذه الحالة يمكن أن تسبب الجفاف وتجعلكِ غير قادرة على إفراز الدموع، ويمكن أن تؤدي البيئة الجافة والرياح بالإضافة إلى بعض الأدوية إلى إعاقة قدرتكِ على البكاء، لذلك إذا كنتِ تعتقدين أن عدم قدرتكِ على البكاء جسدية، فعليكِ مراجعة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة ما يحدث.
-انعدام التلذذ أو الاكتئاب عادةً ما يبكي الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر من المعتاد، ومع ذلك هناك مجموعة فرعية من الاكتئاب تسمى الاكتئاب الكئيب، وهذا يجعل الناس يعانون من انعدام التلذذ أو اللامبالاة، وقد يشعرون بالخدر التام ولا يمكنهم الإحساس بمشاعرهم على الإطلاق أو التعبير عنها.
-المشاعر المكبوتة هناك الكثير من الأسباب التي تجعل البعض يقمعون مشاعرهم، خاصة إذا كنتِ قد مروا بطفولة مؤلمة، فربما يكونون قد تعلموا أن يمنعوا أنفسهم من المشاعر المؤلمة بشكل مستمر.
-وصمة العار الاجتماعية لسوء الحظ، فإن الوصمة الاجتماعية أو المعتقدات الشخصية حول البكاء هي أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس لا يستطيعون البكاء، وهذا ينطبق بشكل خاص على الرجال في معظم الثقافات، فغالبًا ما يتم إخضاع الرجال لرسائل ضمنية مثل “الرجال الحقيقيون لا يبكون” ولكن البكاء لا يعني الضعف على الإطلاق، بل هو وسيلة لإخراج المشاعر المكبوتة والتخلص من التوتر والضغط العصبي.
فوائد البكاء للصحة وجدت الأبحاث النفسية أن للبكاء العديد من الفوائد الصحية العقلية والجسدية، فهو يعمل في الحفاظ على:
– صحة العين ذرف الدموع يحافظ على صحة عينيكِ، إذ يمكن للدموع أن تزيل البكتيريا والأوساخ وتحميهم من العدوى.
– تقليل التوتر ينشّط البكاء الجهاز العصبي المسؤول عن استجابة الجسم للإسترخاء، ويمكن لاستجابة الاسترخاء مواجهة الآثار السلبية للتخفيف من التوتر.
– تخفيف الألم الإندورفين هو هرمون السعادة، يتم إطلاقه عند ممارسة الرياضة، وعندما نبكي يفرز الجسم الإندورفين الذي يهدئنا ويساعد في تخفيف الألم وتعزيز مشاعر السعادة.
– تعزيز التواصل يمكن أن يساعدنا البكاء في التواصل مع الآخرين وإظهار حاجتنا إلى الدعم، فعندما ترين شخصًا ما يبكي، فمن المحتمل أنه سيُحركك لدعمه ومساعدته، إذا لم تبكي أبدًا فقد يكون من الصعب على الناس ملاحظة أنكِ بحاجة إلى رعايتهم ودعمهم.