خلال فترة العيد كانت هناك أخبار تأتي تباعا من المصدر تشير إلى أننا أمام موسم صيفي قد يبعث الأمل من جديد في السياحة المحلية ويعود الأردن وتحتل موقعاً مميزاً ينافس به الدول السياحية في المنطقة، رغم ضعف الإمكانيات الموجود والتحديات التي تقف في وجه جذب السياح الجدد إلى المملكة.
الأخبار كشفت عن أرقام قياسية خاصة في عدد الزوار الأجانب للمدينة الوردية «البترا”، التي خرجت من العباءة الكلاسيكية، وبدأت في التجديد وطرح الأفكار الإبداعية التي من الممكن أن تعيد الألق لأهم المواقع الأثرية والسياحية في العالم.
التجربة الجديدة والفريدة من نوعها التي أذهلت السائح المحلي والأجنبي تمثلت بفكرة مهرجان الإضاءة ثلاثية الأبعاد لمنطقة السيق والخزنة داخل المحمية الأثرية التي أضفت على البترا شكلا سياحيا جديدا لم يكن معهودا، فزادت الإقبال على المدينة وجعلت مؤشر الزيارات يرتفع لأرقام قياسية لم تشهدها المدينة من قبل.
ولنكون منصفين فقد جاء هذا النجاح بعد عملٍ دؤوبٍ وجاد من قبل الجهات المختصة كونها سعت قبل ذلك في جذب أهم مشاهير العالم منذ فترة والارتكاز عليهم كنقطة انطلاق لزيادة أعداد السياح وضمان ترسيخ فكرة نجاح زيارة المدينة الوردية من قبل السائح المحلي والأجنبي.
إلا أن ما يميز هذا التجدد في السياحة للمدينة الوردية، أن هذه الفكرة لن تكون الوحيدة لأن هناك عددا من المشاريع الأخرى سترى النور قريبا خلال الفترة المقبلة، منها مشروعا البالون الثابت، والعبّارة الهوائية، وغيرها من الفعاليات كسمفونية المملكة التي ستستضيف الفنان محمد عبده والتي ستساهم هذه الاحتفالات في جذب السياح من مختلف مناطق المملكة ودول المنطقة.
هذا الاستحداث الجديد من الأفكار لا يجب أن يكون فقط للمدينة الوردية، بل يجب أن يكون لأغلب المواقع الأثرية والسياحية في المملكة كونها لا تقل أهمية من حيث مكانتها وتاريخها كمدينة جرش الأثرية والمدرج الروماني في عمان والبحر الميت والمغطس في الأغوار وغيرها من المناطق العديدة والفريدة من نوعها في العالم الموجودة في المملكة.
هذه التجربة يجب أن تضعها الحكومة نصب أعينها كون أغلب المواقع السياحية لا تجد أفكارا جديدة وسليمة ناجحة ضمن بيئتنا يمكن استغلالها في جذب السائح المحلي والأجنبي على حدٍ سواء، فباعتقادي الشخصي أن تلك الأفكار هي الحصان الرابح في زيادة حجم التفاعل والإقبال على المواقع السياحية بالمملكة بلا أدنى شك، فلا يجب أن ندع مثل تلك الفرصة أن تفوتنا خاصة أن اقتصادنا أصبح يصعب عليه الحركة نتيجة المعوقات والصعوبات التي تواجهه جراء الأزمات المحلية والعالمية.