زاد الاردن الاخباري -
دقائق معدودات ربما لم تتجاوز العشر، استغرقها حديث سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للمشاركين في جلسات منتدى تواصل : حوار حول الواقع والتطلعات ، لكنها تلخص حالة الصراع الذهني والنفسي، والارتباك لدى الشباب ، حيال الخيارات المتاحة نحو آفاق المستقبل، وضرورة أن ترتهن النفس لمعطيات ومتطلبات الواقع، بعيدا عن موروثات ثبت ، ويثبت يوما بعد يوم أنها عائق أمام الطموح والتطلعات الشبابية لمستقبل أفضل .
سمو ولي العهد الذي وفق باستهلال اعتمد حوارا أو تساؤلا طرحه على تطبيق رقمي لاشك سيكون له شأن بجانب الذكاء الاصطناعي ، كان موفقا بالاستهلال ، الذي سعى من خلاله إلى نصح وتوجيه الفكر الشبابي نحو المتاح في سوق العمل ، بعيدا عن الإحباط ، والنظرة التقليدية لسوق المهن ، والارتهان لموروث الاتجاه نحو علوم أكاديمية وبعض مهنية السوق فيها مشبع ليس محليا فحسب ، وانما عربيا وعالميا ، والدعوة هنا هي بالمناسبة ثورة على كل ما يخالف المنطق لاعتبارات الالتصاق والارتهان لهذا الموروث، اذا ما أردنا بناء مستقبل على الصعيد الشخصي لاي شاب أو شابة ، وو طني اذا ما أردنا أن نكون سوقا منتجا للمهنية المتمكنة ترفد الأسواق عربية كانت أو عالمية .
لافت أيضا أن دعوة سموه للشباب، فيها حض على الانفتاح على مختلف القضايا الوطنية ، سياسية كانت أم إدارية وحتى الاجتماعية ، فوصول المرء إلى الكفاية المعيشية ، بالضرورة أن يفرز قطاعات شبابية ذات تأثير في مجمل الحياة الأردنية والسياسة الوطنية على اختلاف مناهجها ومجالاتها ، فالدعوة كانت واضحة ، من حيث أن البعد عن النهج التقليدي في بناء المستقبل المعيشي القائم على الابتكار والاستثمار بما هو متوافر ومطلوب ، بالضرورة سيفتح الذهن والطريق واسعا أمام المشاركة في الحياة العامة عموما ، وإيجاد موطيء قدم راسخ للشباب فيها .
سموه الذي لم يغفل في حديثه للشباب القضايا المتصلة بالظروف الخارجة عن الإرادة والمواقف السياسية تجاه قضايا الأمة وثباتنا عليها رغم الثمن الكبير الذي ندفعه، إلا أن لغة الخطاب ولجت درب أهمية بناء المستقبل الشخصي بعيدا عن النهج التقليدي ، ما يمكن المرء من التعاطي بأريحية حيال القضايا التي تشغل المجتمع عموما ، ويكون معول بناء لمستقبل أفضل ننشده لاردننا الحبيب .
لاشك أن حديث سموه اليوم ، كان من القلب ، ليلامس القلوب الشابة ، وان اعتدنا في خطاباته بمحافل دولية مقتضيات دبلوماسية تقتضيها طبيعة المناسبات ، إلا أنه اليوم كان قريبا جدا ، وانسانا منفتحا على هموم أبناء جيله ، وداعما لقضاياهم ، وسندا لهم أن هم علقوا الجرس، وعقدوا العزم على توسيع مدار الفهم والإدراك للمستقبل الذي نتشد ، وان نلجه من الباب الصحيح، لا الباب أو الابواب متعددة الاقفال .