يتحدث الكاتب والصحفي نايجل فراج في مقال بصحيفة "تيلغراف" البريطانية، حول زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى اسكتلندا هذا الأسبوع، حيث سنحت لفراج الفرصة للجلوس معه ومحاورته بشأن العديد من الملفات، أولها إعادة ترشحه للرئاسة في 2024.

ترامب، الذي لديه جذور إسكتلندية، تحدث إلى فراج بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ومنافسيه المحتملين، والحرب في أوكرانيا، والقضاء الأمريكي، وغيرها من الأمور.

وأكد ترامب أنه إذا كان رئيساً، فسيكون قادراً على التفاوض على حل سلمي للصراع في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، ويقول فراج: "قد يضحك بعض الناس على هذا الإعلان على أساس أنه مثير للسخرية، لكن النقطة المهمة هي أنه لا يمكن لأحد أن ينسى أنه قال ذلك. وهذا ما يفعله ترامب أفضل من أي شخص آخر: إنه يقول أشياء تعلق في أذهان الناس".

ترامب.. "الضحية"

وبعد أن أمضى قدراً كبيراً من الوقت معه الأربعاء، يرى فراج أن ترامب يشعر بأنه ضحية للقضاء المسيّس، وهو مصمم تماماً على الكفاح من أجل التبرير، وقال إنه سيذهب للفوز بالانتخابات، ويبدو بالفعل أنه وجه ضربة انتخابية قاتلة لمنافسه رون ديسانتيس.

ترامب متهم في العديد من القضايا أبرزها تهم الاغتصاب، والتحريض على العنف في أحداث الكابيتول في يناير (كانون الثاني) 2021، إضافة إلى وثائق البيت الأبيض السرية التي وجدت بمنزله الخاص.

ويشير الكاتب إلى أن ليس لديه شك في أن أكثر من 70 مليون أمريكي سيصوتون له، لكن السؤال هو: هل يمكنه إقناع ما يكفي من بقية الناخبين الذين يحتاج إلى أصواتهم للفوز في الانتخابات؟ الاعتماد على الأشخاص الذين يدركون أن جو بايدن يبدو في حالة صحية هشة، أو أن نائبته كامالا هاريس غير مناسبة لمنصب رفيع كهذا، لن يكون كافياً. في نهاية المطاف، فإن رسالة ترامب الكبيرة هي التي تهم حقاً.

ويشير نايجل فراج "على الرغم من أنني أدرك تماماً أن الاستخدام الواسع النطاق لبطاقات الاقتراع عبر البريد سيكون دائماً مفتوحاً للتساؤل، لقد اختلفت معه إلى حد ما عندما تحدثنا بتركيزه المفرط عن الانتخابات المسروقة. كما أنه صحيح تماماً أن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية رفضت الكشف عن محتويات كمبيوتر هانتر بايدن المحمول، على الرغم من أن الجميع يعرفون الآن أن الادعاءات المحيطة بهذه القضية كانت دقيقة".

انتخابات مزورة

لكن الكاتب يعتقد أن ترامب يتحرك من منطلق هذه الأشياء، حتى أنه بدأ يشير إليها على أنها "الانتخابات المزورة" مجدداً، ويقول إن البطاقات مكدسة ضده بشكل غير عادل.

ويقول فراج: "أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن ننظر إلى المستقبل بدلاً من الماضي. وبالتالي، ما هو العنصر المفقود الذي أعتقد أنه سيحتاج إليه للفوز في الانتخابات؟ في 2016، كان ظهور ترامب عملياً وعفوياً ومن أي مكان، وكان يقول لناخبيه: أنا واحد منكم".

ويضيف "كان ترامب يقف وسط ناخبيه كبطل لهم، لذا يجب عليه أن يعيد تأكيد هذه الرسالة. بالطبع يمكنه التحدث عن الصين، أو الحرب في أوكرانيا، أو عن أي ملف من الملفات العالمية الأخرى. في الواقع، ربما كانت سياسته الخارجية أقوى جزء في رئاسته. ولكن من الصعب عرض نفسه للأميركيين المهمومين بالحياة اليومية وتكاليف المعيشة وغيرها بالتركيز على السياسة الخارجية فحسب".

فرصة العودة

ويرى الكاتب أن دونالد ترامب "بحاجة إلى تحديد رسالة كبيرة وقوية وإيجابية، لأنه من الواضح جداً أن الديمقراطيين لن يكونوا قادرين على مضاهاته في هذه النتيجة".

ويختتم فراج مقاله بالإشارة إلى أنه "في الوقت الحالي، لم يتم إنشاء صيغة خطاباته بعد، لذا هناك بعض الوقت من الآن وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لكن بعد أن رأيت ترامب في مثل هذا الوضع الجيد في الأيام الأخيرة، أنا مقتنع بأن لديه أكثر من 50% من فرصة الفوز في الانتخابات المقبلة والعودة إلى البيت الأبيض".