زاد الاردن الاخباري -
تركتُ دراستي وبيتي وهربت مع زوجي إلى ولايتي التي تركتها منذُ 6 أعوام"، بهذه الكلمات بدأت العشرينية أمل الأمين حديثها لـ"إرم نيوز"، عن رحلتها بحثًا عن "الحياة" وهربًا من "الموت" جراء اشتباكات تشهدها مدينة نيالا مركز ولاية جنوب دارفور، حيثُ كانت تقطن وزوجها.
وقالت أمل، إنها خرجت من منزلها، الواقع بالقرب من محلية الولاية حوالي الساعة الثالثة فجرًا، بعد أن عمّت أصوات الرصاص أرجاء المدينة مع ارتفاع صرخات نساء الحي.
وأمل، البالغة من العمر 24 عاما، هي طالبة في جامعة نيالا، وتسكن مع زوجها عادل مكي، وينحدر أصلهما من ولاية سنار، لكن ظروف العمل أجبرتهما على الهجرة من سنار إلى جنوب دارفور وتحديدا مدينة نيالا.
وبقيت أمل وزوجها لمدة 48 ساعة عالقين بين جدران منزلها دون كهرباء أو ماء أو أكل وسط استمرار أصوات الرصاص، قبل مغادرتهما نيالا.
وأضافت أمل: "تحركنا من المنزل فورا إلى منزل صديق زوجي"، الذي يقع خارج منطقة النزاعات، و"أثناء خروجنا كانت الشوارع عبارة عن ثكنات للقوات المسلحة مع انتشار كثيف للعربات والدبابات".
ثمن أفعال الكبار
وأشارت إلى أنهما بعد ان وصلا إلى منزل الصديق، وجدا أن المنزل "يتكون من غرفة صغيرة لا يوجد بها كهرباء أو ماء، وبها عدد كبير من الأشخاص الهاربين من جحيم الحرب في المدينة".
وأكدت أمل أنهم مكثوا 4 أيام في ذلك المنزل، حتى أعلنت أطراف الصراع هدنة لمدة (72) ساعة عادوا من خلالها إلى منزلهم بنيالا من أجل إحضار أمتعتهم ومغادرة ولاية جنوب دارفور والذهاب إلى مسقط رأسهما بولاية سنار وسط السودان.
لم أصدق أن الحرب بدأت فعليا في السودان رغم أصوات الرصاص وتدمير كل منازل المجاورة في أول ظهور منذ شهر.. برلسكوني يرسل رسالة مصورة إلى حزبه من المستشفى، إلا بعد وفاة طفلين
أمل الأمين
وأوضحت أن أخطر ما مرت به وفاة طفلين من أبناء جيرانهم إثر وقوع مقذوفة في منزلهما، قائلة: "لم أصدق أن الحرب بدأت فعليًا في السودان رغم أصوات الرصاص وتدمير كل منازل المجاورة لنا، إلا بعد وفاة الطفلين "هذا أحزنني حقا أن يدفعوا هم ثمن أفعال الكبار ومن هنا جف النوم وشعرت بالخوف الذي لا يمكن وصفه في جملة".
وفي الـ15 من شهر أبريل/نيسان اندلع القتال في الخرطوم وعدد من الولايات السودانية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، ما أدى إلى مقتل المئات واصابة الآلاف من المدنيين.
نهب مسلح
وقال عادل مكي زوج أمل، إن رحلة الهروب من نيالا كانت في ثاني أيام العيد بالذهاب إلى "بيت" صاحب العربة الساعة الثامنة صباحا، بعربة (جامبو) مخصصة لنقل البضائع من الأماكن البعيدة من المدن والولايات.
وأضاف أن "العربة كانت تحمل أكثر من 20 فردا هاربا إلى الولايات وكان سعر تذكرة الفرد 50 الف جنيه سوداني أي ما يقارب 100 دولار، هذا لا يشمل ثمن الأغراض الشخصية، مشيرا إلى أنه وزوجته دفعا 100 الف جينه سوداني ما يعادل 200 دولار.
وبين مكي أنهما مرا "بأكثر من 10 نقاط تفتيش للوصول إلى طريق أمان على أطراف المدينة، وفي الطريق واجهنا عدة صعوبات ومن المعروف أن طريق جنوب دارفور يتعرض فيه العديد من الأفراد لعمليات النهب المسلح من عصابات الطريق ".
كانت عملية النزوح قاسية جدا خاصة أني كنتُ المرأة الوحيدة وسط 20 رجلا
أمل الأمين
وأكملت أمل حديثها بالقول: إن عملية النزوح كانت قاسية جدا خاصة أنها المرأة الوحيدة، التي كانت وسط 20 رجلا.
ونوهت إلى أنه في منتصف الطريق أوقفت عصابات الطريق العربة و"كنا قلقين من أن نتعرض لخطر أو يؤذوا أي شخص منا، ولكن طرحوا بعض الأسئلة وسمحوا لنا بالمغادرة".
وبعد 4 أيام في الطريق وصلت أمل وزوجها ولاية سنار، حيثُ كانت الرحلة شاقة ومحاطة بالصعوبات والخطر، مع عدد من الفارين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما، حسبما قالت.
في حين أكد عادل ان الاستقرار في القرية الآن هو الحل المثالي، رغم أن عمله ومال الأسرة في نيالا، ولكن قال إن العودة صعبة حتى تستقر الأوضاع بصورة ملحوظة، مضيفًا أنه "يمكننا العمل في القرية بزراعة الذرة والقمح حتى نعود إلى نيالا مرة أخرى".