زاد الاردن الاخباري -
لم ينه بيل غيتس أبداً دراسته الجامعية - فقد انسحب الملياردير من جامعة هارفارد بعد 3 فصول دراسية ليبدأ شركة مايكروسوفت.
قال غيتس للطلاب بجامعة شمال أريزونا يوم السبت، قد لا أعرف كمتسرب من الكلية الكثير عن حفل التخرج، ولكن "بينما كنت أستعد لهذا اليوم، أمضيت الكثير من الوقت أفكر في كيف يمكنكم، كخريجين جدد، أن يكون لكم أكبر تأثير على العالم من خلال التعليم الذي تلقيتموه هنا. قادني ذلك إلى التفكير في ... النصيحة التي لم أُعط إياها في يوم مثل هذا اليوم تماماً".
وأضاف أنه لو كنت أنهيت دراستي الجامعية، فهذه هي "النصائح الخمسة التي كنت أتمنى إخباري بها في يوم التخرج، وبالتأكيد لم أحصل عليها مطلقاً".
وقال غيتس: "العديد ممن يستعدون ليوم التخرج يتعرضون للكثير من الضغوط لاتخاذ القرارات الصحيحة بشأن حياتهم المهنية. وقد يبدو أن هذه القرارات دائمة. ولكن الواقع أنها ليست كذلك".
ويتذكر غيتس أنه واجه نفس الضغط حينما كان طالباً. عندما شارك في تأسيس شركة "مايكروسوفت" في عام 1975، حيث كان يعتقد أنه سيعمل بها لبقية حياته، على حد قوله.
وأضاف أنه "سعيد للغاية" لأنه أخطأ في ذلك.
عمل غيتس في "مايكروسوفت" لفترة طويلة: "كان الرئيس التنفيذي للشركة حتى عام 2000، ومديراً لمجلس الإدارة حتى عام 2014".
وأشار غيتس إلى أنه من "الجيد" إعادة تقييم نفسك وأهدافك حتى لو لم تتماش مع ما تخيلته في الأصل.
لست ذكياً لحل كل شيء بنفسك
وحتى المؤسس المشارك لشركة تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات يتعلم أشياء جديدة يومياً. ولكن اعتقاده حول نفسه حالياً لم يكن كذلك دائماً: فعندما ترك غيتس الكلية، اعتقد أنه يعرف كل شيء.
وفي النهاية، أدرك أن "الخطوة الأولى لتعلم شيء جديد هي الميل إلى ما لا تعرفه، بدلاً من التركيز على ما تعرفه".
وقال: "في مرحلة ما من حياتك المهنية، ستجد نفسك تواجه مشكلة لا يمكنك حلها بمفردك. عندما يحدث ذلك، لا داعي للذعر. خذ نفس. اجبر نفسك على التفكير في الأمور. ثم ابحث عن أشخاص أذكياء لتتعلم منهم".
وأضاف أنه يمكنك العثور على هؤلاء الأشخاص الأذكياء في مكان العمل أو في مواقع التواصل المهنية أو بين أقرانك. ونصح الطلاب بطلب المساعدة وعدم الخوف من ذلك.
الانجذاب للعمل الذي يحل مشكلة
ويشتهر غيتس بمؤسسته للعطاء الخيري، التي أسسها برفقته زوجته السابقة بيل وميليندا غيتس، ونصح الخريجين بضرورة مساعدة الناس، "إنك تتخرج في وقت تتوافر فيه فرصة هائلة لمساعدة الناس. تظهر صناعات وشركات جديدة كل يوم تتيح لك كسب لقمة العيش من خلال إحداث فرق. وقد سهَّل التقدم في العلوم والتكنولوجيا إحداث تأثير كبير أكثر من أي وقت مضى".
وقال: "عندما تقضي أيامك في القيام بشيء يحل مشكلة كبيرة، فإنه يشجعك على القيام بأفضل أعمالك. إنه يفرض عليك أن تكون أكثر إبداعاً، ويمنح حياتك إحساساً أقوى بالهدف".
"لا تقلل من شأن قوة الصداقة"
وعلى الرغم من أن "غيتس" ليس اجتماعياً بما يكفي، على حد قوله - حيث أمضى معظم وقته في الفصل أو الدراسة، ولم يترك مجالاً كبيراً لبناء الصداقات - إلا أنه أوصى الطلاب بمواصلة تقييم العلاقات التي بنوها خلال الكلية.
وقال إن الأشخاص الذين [تواصلت معهم اجتماعياً] وجلست بجوارهم في المحاضرات ليسوا مجرد زملائك في الفصل، لكنهم شبكتك. "شركاؤك وزملاؤك في المستقبل. أفضل مصادر الدعم والمعلومات والمشورة".
لعب بعض من أقدم أصدقاء غيتس أدواراً مهمة في حياته. إذ أصبح صديقه في المدرسة الثانوية بول ألين المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت". فيما أصبح ستيف بالمر، أحد أصدقائه الجامعيين القلائل، خليفته كرئيس تنفيذي لشركة "مايكروسوفت".
ويرى غيتس، أن أفضل نصيحة تلقاها كانت من صديقه "وارن بافيت"، أن ما يهم أكثر هو، "كيف يفكر الأصدقاء حقاً فيك ومدى قوة تلك الصداقات".
"عش حياتك"
يمكن أن يؤدي العمل الجاد إلى زيادة الأجور أو الصعود في سلم الشركات، ولكن لا يجب أن تفعل ذلك على حساب عيش حياتك، وفقاً لـ "غيتس"، والذي يرى أنه تعلم هذا الدرس بعد فوات الأوان.
وقال: "عندما كنت في عمركم، لم أكن أؤمن بالإجازات. لم أكن أؤمن بعطلة نهاية الأسبوع. لم أصدق أن الأشخاص الذين عملت معهم يجب أن يفعلوا ذلك أيضاً. حتى أنه كان يتعقب موظفي مايكروسوفت - من بقي في المكتب متأخراً ومن غادر مبكراً".
وأشار إلى أن الأمر استغرق الوقت لحين أصبح أباً حتى يدرك أن "هناك ما هو أكثر في الحياة من العمل".
وقال "لا تنتظر ما دمت تعلمت هذا الدرس". "خذ الوقت الكافي لتنمية علاقاتك. للاحتفال بنجاحاتك. والتعافي من خسائرك. خذ قسطاً من الراحة عندما تحتاج إلى ذلك. تعامل بسهولة مع الأشخاص من حولك عندما يحتاجون إلى أن تكون لطيفاً".