زاد الاردن الاخباري -
عمان-القى أستاذ الأثار في الجامعة الهاشمية العالم الدكتور محمد وهيب محاضرة، أول من أمس في منتدى الرواد الكبار بعنوان "المستشرقين والعلماء الذين أحبوا الأردن ودفنوا فيه"، ادارها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
مديرة المنتدى هيفاء البشير التي رحبت بالدكتور وهيب المحاضر قائلة "اعتدنا على محاضراته القيمة التي تبحث في كنوز الاردن وآثاره حيث ينقب مابين الحجارة والمواقع الأثرية ليستخرج لنا تاريخاً قيماً يضع الاردن على قائمة التراث العالمي"، مبينة أن وهيب يتحفنا دائما من خلال محاضراته التي تفتح لنا بوابة الكنوز المجيدة التي يخبئها الاردن الطيب بين جوانحه ، حيث يحدثنا عن المستشرقين اللذين أحبوا الاردن ودفنوا فيه.
وهيب قال إن هذا البحث والدراسة تهدف الى اصدار كتاب موسوعي يشتمل على العلماء والخبراء والباحثين الذين بذلوا حياتهم في سبيل الحفاظ على تراث الاردن الخالد، والذي بدأت مسيرة الحفاظ عليه مع تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية قبل 100 عام، وكان للهاشميين الدور الفاعل في النهوض بهذا الارث والحفاظ عليه وديمومته واستمراره للأجيال القادمة.
وأشار المحاضر إلى ما بذله الملك عبدالله الأول من جهود متميزة في مرحلة التأسيس والتطوير والبحث، وما زالت هذه الجهود مستمرة حتى يومنا الحاضر متمثلة بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في توفير كل السبل المتاحة للنهوض بهذا الارث الحضاري وديمومته، حيث تم تبني كافة الاجراءات والقوانين والأنظمة والتعليمات وعقد المؤتمرات والورش للحفاظ على هذا التراث واسست له دائرة متخصصه هي دائرة الاثار وكذلك وزارة السياحة، ومن ثم هيئة تنشيط السياحة، ولا زالت الجهود المبذولة متصاعدة باعتبار الاردن دولة مستقرة وامنه مما اتاح لها التقدم في هذا المجال والتفرد والتميز .
وقال وهيب بعد مرور "100" عام، نستذكر الرجال الاوائل الذين ساهموا في الكشف عن تاريخ وحضارات ارض الاردن المباركة من علماء الاثار الاردنيين الذين امضوا حياتهم وهم يعملون بجد واخلاص وتفاني منذ ان كان التنقل على الخيل لحماية المواقع وديمومتها وحفظها ضمن الامكانات المتاحة في حينها، وسنعمل على اصدار دليل بأسماء كافة العلماء والخبراء الاردنيين ومنجزاتهم التي قدموها وما زلنا نفاخر بها العالم.
وأضاف المحاضر: على الصعيد الاخر هناك عدد كبير من العلماء الاجانب الذين أحبوا الاردن واهله وجاؤوا من بلاد بعيده وكرسوا جل حياتهم للبحث والتنقيب والاستكشاف والتوثيق واصدار الكتب والمقالات واقامة المعارض لهذه الانجازات العظيمة، فلقد عملوا بصمت وتواضع واحبهم كل من تعامل معهم في شتى محافظات المملكة وفي الاماكن والمواقع التي عملوا فيها، وتعاظمت منجزاتهم بقدر محبتهم للأردن وتراثه والسنوات التي امضوها في بلد امن مستقر محب للضيوف.
وأشار وهيب إلى أن بعض هؤلاء العلماء ذهب اقاموا في الاردن لسنوات طويله ثم كان الحدث الاكبر انهم أرادوا ان يقيموا بشكل دائم يبقوا في الاردن الذي أحبوه ووصفوه بالبلد الآمن المطمئن وان يدفنوا في ثراه الطهور، وكان لهم ما ارادوا فنجد على ارض الاردن المباركة قبر عالم الاثار الانجليزي "لانكستر هاردنج" الذي قدم الكثير للوطن الأردن.
كما نوه المحاضر إلى قبر عالم الاثار الايطالي "ميشيل بشيرلو"، صاحب العطاء اللامحدود للأردن، وقبر عالم الاثار الامريكي الشاب "كينيث رسل"، وتطول القائمة لنجد الكثيرين الذين أحبوا الاردن واهله وتراثه، فهم بالمئات ممن عملوا في كتابة تاريخ الاردن والمشرق وكان لكتاباتهم الاثر البالغ في التعريف بالأردن وتراثه وكنوزه، فهذا العالم السويسري "بيركهارت"، يكتب عن البتراء للغرب، وذاك الخبير "سيتزن" يكتب عن جرش، وهناك "كريستال بنت"، الإنجليزية تكتب عن جنوب الاردن، وايضا "جيرترود" بل توثق البادية الأردنية.
ورأى وهيب أن مسيرة العطاء تستمر لنجد أنفسنا امام كم هائل وضخم من العلم والمعرفة والذي يشكل اليوم الركيزة الاساس لازدهار السياحة وانتشار العلم والمعرفة في دول العالم، وهكذا استطاع العلماء الغربيون بتشاركهم مع علماء الاردن من جعل ذكر الاردن حاضرا في كل المحافل العالمية والإقليمية والمحلية، ثم نجد ان مواقعنا قد اصبحت على قوائم اليونسكو العالمية لتكون في مصاف المواقع الابرز والاهم عالميا وأصبح الاردن مقصدا سياحيا عالميا نفاخر به وتراثه وعلماؤه ومحبيه كل العالم.