زاد الاردن الاخباري -
عمان –ضمن احتفالات المملكة بعيد الاستقلال نظم منتدى الرواد الكبار أول من أمس لقاء مع المؤرخ الدكتور علي محافظة بعنوان "الاستقلال الوطني والمحافظة عليه"، ادار اللقاء المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
مديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت في كلمتها التي القاها بالنيابة عنها الروائي محمد ازوقة نحتفي معاً بالذكرى السابعة والسبعين لإستقلال المملكة الاردنية الهاشمية بلدنا العزيز الذي نعتز ونفتخر به، وندرك بأن هذه المناسبة عزيزة على قلب كل أردني تذكرنا بما بذله الاباء والاجداد في سبيل النهوض بالوطن.
وأشارت البشير إلى أنه منذ وصل جلاله المغفور له بإذن الله الملك عبد الله الأول من معان قادماً إلى عمان في عام 1921 حتى وضع نصب عينيه وحده استقلال الاردن، وتحقيق العيش الكريم لمواطنيها من خلال إقامة دولة حديثة أساسها العدالة والمساواة وقبول الاخر. وقد عشنا لحظات هذا النصر المبين وابتدأت السواعد الاردنية في بناء هذا الوطن الذي نفاخر به الدنيا.
ورات البشير إنه من اجل الحفاظ على هذا النصر والاستقلال علينا أن نكون حريصين على التآخي والبقاء المستمر وكل مايدعم وجودنا ويعزز انتماءنا للوطن بورك الإستقلال وبورك المواطن الاردني وبورك الوطن وقيادته الهاشمية
محافظة قال: إن الأردن منذ أن خضع للهيمنة البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ونشأ ككيان سياسي، كان المطلب الأول لشعبه هو "التحرر من الهيمنة الاستعمارية والاستقلال الوطني"، وتحققت هذه المطالب باستقلال مشروط بمعاهدة تحالف أردنية-بريطانية سنة 1946، عدلت سنة 1948 بسبب الحرب العربية-اليهودية في فلسطين. ولم يتخلص شعبنا من هذا القيد حتى آذار 1957. وبذلك حقق استقلاله الوطني الكامل.
ورأى محافظة انه في عيد الاستقلال يجب أن "نستذكر شهداء الوطن الذين بذلوا دماءهم الزكية دفاعًا عن الأردن العزيز وعن استقلاله، والمجاهدين الأردنيين من الرعيل الأول من أعضاء المؤتمر الوطني الأول الذي عقد في عمان سنة 1928، وأقروا الميثاق الوطني الأول، ورفاقًا لهم أكملوا ما بدأوا به وتعرضوا للاعتقال والسجن والنفي وكثير من الأذى في كفاحهم ضد الهيمنة الاستعمارية على البلاد، وتمر في خواطرنا في هذه الأيام معارك الجيش العربي الأردني دفاعًا عن فلسطين الحبيبة ودماء شهدائه التي روت أرضها سنة 1948 وسنة 1967 مثلما روت أرض الكرامة سنة 1968".
وقال محافظة نتوجه في عيد الاستقلال إلى الفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، والمعلم في مدرسته، والطالب في صفه وجامعته، والجندي المرابط على حدود الوطن، والموظف في مكتبه، وإلى أبناء الأردن جميعًا لنؤكد لهم أن الاستقلال الوطني بحاجة إلى حماية مستمرة وصيانة دائمة، وأنكم جميعًا مسؤولون عن هذه الحماية.
كما أشار محافظة على ما يتعرض له إخوتنا في فلسطين المحتلة من قتل وإرهاب وترويع وهدم لبيوتهم وتشريد واعتقال وسجن وتهويد وإذلال، وإزاء صمت الغرب كله ومساندته المادية والمعنوية لإسرائيل، نشعر نحن هنا في الأردن بأن استقلالنا الوطني ووجودنا كشعب في خطر داهم، لاسيما في ضوء التصريحات التي يدلي بها قادة إسرائيل حول أطماعهم في وطننا ونواياهم الخبيثة لابتلاع أرضنا.
ثم قال محافظة من يقرأ التاريخ يدرك أن "الشعب الجائع والمتسول لا يقوى على حماية استقلاله، وأن الشعب الممزق إلى فئات متنافرة ومتباغضة ومتحاربة لا يصمد أمام الأخطار التي تهدد وطنه"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تسعى إلى بث الفرقة والفتن المذهبية بين شعوبنا العربية بعد أن احتلت قواتها العراق وأجزاء من سورية وليبيا وأخضعت بقية الدول العربية بالتهديد والقوة، ونشرت قواعدها العسكرية العملاقة في دول الخليج العربية، وجعلت من إسرائيل قوة تنافس أقوى الدول الإقليمية في الشرق الأوسط.
ورأى محافظة أنه من اجل حماية الاستقلال والوطن من الأخطار ومواجهة التحديات لا بدّ من تحقيق الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي قبل كل شيء. إن الولاءات الجهوية والعشائرية والتعصب لها تعيق بناء الدولة الحديثة القوية، وتغري الأعداء في التصميم على غزو أراضينا والسيطرة على مواردنا وثرواتنا. إن شعبًا موحدًا ومجتمعًا متماسكًا لا يقهران، ولو اجتمعت عليهما أقوى جيوش العالم.
ورأى محافظة أن الاستقلال ليس أن تقفل كل دولة عربية حدودها في وجه جاراتها من الدول العربية. وأن يقول حكامها: علينا أن نخلّص أنفسنا من الهيمنة الأجنبية، ولا شأن لنا بجيراننا وإخوتنا من العرب. مثل هذا الاستقلال يثير الأحقاد والضغائن، ويمكّن في رقابنا العدو الطامع، ويكشف عيوبنا ونقائصنا وضعفنا. إنه ليس استقلالًا بل هو عبودية. لن يكون استقلال أية دولة عربية استقلالًا سليمًا إذا لم يفض إلى التضامن والتعاون الوثيق مع الدول العربية الشقيقة.
ورأى أنه في عيد الاستقلال تتوقد العواطف الوطنية، وتستيقظ العزة القومية، وتسمو المشاعر الدينية، فنرى في سماء الوطن نور عيوننا، ونشاهد في شمسه نضرة وجوهنا، ونبصر في أرضه ومائه دم قلوبنا. ونتأكد من أن مستقبلنا في التضامن والاتحاد مع إخوتنا العرب لدفع الأخطار التي تهددنا والتي وصلت إلى حدود وطننا. ونؤمن أن لا أمل لنا في مستقبل زاهر إلا من خلال هذا الاتحاد القومي.
واعتبر محافظة أن الاستقلال لم يكن هدفًا بحد ذاته في نظر الأردنيين ومؤسس دولتهم، وإنما كان سبيلًا إلى هدف أسمى وأهم هو وحدة العرب. إن الوحدة العربية أو الاتحاد العربي هو الضمانة لحماية استقلال العرب ودفع الأخطار الخارجية عن أوطانهم. وهل كان بإمكان الأمريكيين وحلفائهم الانكليز احتلال العراق، وإغراق شعبه في بحر من الدماء لو كان عرب المشرق موحدين؟ وهل كان بإمكان أعداء العرب أن يشعلوا نيران الفتنة ويمزقوا سورية وشعبها لو كان عرب المشرق موحدين؟ لقد فقدت شعوب العراق وسورية واليمن وليبيا استقلالها وسيادتها، والدول العربية المجاورة لها تتفرج أو تتعاون مع الغزاة والمحتلين لهذه الأقطار. أما الشعوب العربية فقد أصابها الذهول والرعب، ووقفت حيرى وغضبى وعاجزة عن تقديم العون والمساعدة. وإن لم يكن الاستقلال سبيلًا إلى وحدة العرب سيظل استقلالًا واهيًا من المتعذر حمايته.