خاص – عيسى محارب العجارمة – رغم انقطاع نسبي عن كتابة المقال السياسي الا انني أجد نفسي مضطرا بين الفينة والفينة للعودة للكتابة رغم مشاغل الحياة التي يصبح فيها هذا الضرب من النشاط الفكري ضربا من الخيال.
فعلى سبيل المثال لا الحصر أزور بين الفينة والأخرى محل الصديق السبعيني أبو محمد الشالاتي في وسط البلد بدخلة مطعم فلافل فؤاد، لشرب عصير البرتقال والليمون مع الكيوي والذي يتفنن بصنعه بيديه الكريمتين وضروب شتى من العصائر كالكوكتيل وخلافه.
واشاهد رقعة من صحيفة قديمة تعود لمنتصف التسعينات حينما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيرس عمان على إثر توقيع اتفاقية السلام بين البلدين وتجول في مناطق جبل عمان ووسط البلد وشرب العصير لدى محل الشالاتي حسبما هو موضح في الصحيفة المعلقة ضمن برواز على حائط المكان.
ولا أدري ان كان وزير الامن القومي الإسرائيلي المتطرف بن غفير والذي دنس ساحات واروقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، قد قرأ نصوص اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية او معاهدة أوسلو واطلع على فكر شمعون بيرس وغيره من القيادات المرموقة في إسرائيل كإسحق رابين وغيرهم رغم تحفظي على تاريخهم الدموي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق.
الا ان رعونة الحكومة الإسرائيلية الحالية بزعامة الارعن بنيامين نتنياهو وأركان حكومته اليمينية المتطرفة وعقدها اجتماعا سريا بنفق تحت المسجد الأقصى تجعلنا نترحم على أيام بيرس ورابين حيث كانت الأمور تجري بصورة دبلوماسية مهذبة ان صح التعبير في حل الإشكالات ما بين الطرفين الأردني والفلسطيني من جهة وحكومة إسرائيل التي كان يحكمها حزب العمل برئاستيهما حين توقيع اتفاقيات السلام بالتسعينات.
شربت العصير وودعت صديقي أبو محمد الشالاتي وحذرته من شرب نتنياهو وبن غفير للعصير بمحله كما فعل بيرس فقال بلهجته الشامية الذيذة (اعوز بالله).
Issalg2020@gmail.com