يعيش المواطنون الأردنيون هذه الأيام أفراحا بهيجة لطالما انتظروها منذ أسابيع وشهور من الزمان ، فها هي الذكرى السابعة والسبعون لاستقلال وطننا الغالي تطل علينا بحب صادقٍ لا يتوقف وعطاءٍ دائمٍ لا ينضب ، حب منذور لوطن مأسور في قلوب أهله الأوفياء ، فيا أردننا الغالي لك من شعبك الوفي ألف تحية وسلام في ذكرى عيد استقلالك ، هذا العيد الذي يجدد فينا محبتك وعشق كل ذرة من ترابك الطهور .
فالأردن بفضل الله تعالى يحظى بملك إنسان يثبت دائما أنه قريب من شعبه في المواقف الصعبة وعند الشدائد ، فجلالة الملك عبد الله الثاني معروف عنه لدى العالم أجمع أنه يشعر على الدوام مع شعبه ويشاركهم في كل الظروف التي يواجهونها ويساعدهم على حلّ أزماتهم في كل الأوقات ، وسيرته المباركة حافلة بالإنجازات وبالمواقف الوطنية العظيمة التي لم تنقطع يوما ، وهو نهج مستمر عليه ، سار عليه الهاشميون على مدى تاريخهم الوطني والقومي ، لأنهم بالأساس أصحاب رسالة انسانية خالدة ، هدفها الأول والأخير الإنسان وكرامته .
لقد عودتنا قيادتنا الهاشمية عبر تاريخها المشرّف على اجتياز أزماتنا بهدوء وأمان ، وأثبتت قدرتها دائما على تخطي الصعوبات بتفوق ونجاح ، وذلك لإيمان شعبِ أبي الحسين بحكمة قيادة الهاشميين أولاً ، ووعي وقناعة الأردنيين بقيادتهم ثانياً ، وثقتهم المطلقة بالأجهزة الأمنية والعسكرية بولائها الصادق والدائم لثرى الأردن الحبيب .
أما الفرحة الثانية التي ينتظرها الأردنيون بشوق ولهفة وأمل ، فهي حفل الزفاف المرتقب لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، هذا الشاب المعروف منذ بواكير شبابه بالحكمة الهادئة والأخلاق الرفيعة والمحبة الصادقة وصاحب المبادرات المتميزة .
ويمثل الأمير الحسين بكل فخر واعتزاز امتداداً لجيل الشباب الأردني الواعي بحاضره والمتطلع لمستقبله ، وهو هاشمي من نسل آل البيت الأطهار ، الذين ترعاهم العناية الالهية منذ نشأتهم ، وتلازمهم القيادة منذ سنوات البلوغ ، فقد تربّى سموه في مدرسة الهاشميين تربية عربية مبنيّة على التواضع وحب الخير واحترام الأخرين ، ونشأ على الإيثار والتضحية وكرم الاخلاق التي أسر بها الهاشميون كابراً عن كابرٍ القلوب والعقول قبل أن يحكموا الناس ، كما تعلّم سموه أولى حروف العشق للوطن وللشعب ، والأهم من ذلك كله تواضعه الكبير وأخلاقه العالية التي جعلته قريباً من كل الأردنيين .
ولأجل مناسبتي الإستقلال وقرب زفاف الأمير الحسين يستشعر الأردنيون بضرورة التعبير عن فرحهم وسعادتهم ، من خلال المشاركة بمواكب الفرح والمهرجانات التي ستقام في كل أنحاء الوطن ، نراهم منذ الآن يرفعون الآعلام الأردنية ويجسدون كل معاني الفرح والسرور التي تختلج صدورهم ، تعبيرأ عن شكرهم للإنجازات العظيمة التي تحققت للوطن على مدار مئة عام من تأسيس الدولة الأردنية .
وفي الختام اسأل الله جلّت قدرته أن يحفظ أردننا الحبيب وقيادتنا الهاشمية المظفرة بحياة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده المحبوب الأمير الحسين حفظهما الله .