زاد الاردن الاخباري -
بمناسبة الذكرى (77) لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية أقامت هيئة شباب كلنا الأردن الذراع الشبابي لصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية في العاصمةندوة حوارية قدم خلالها اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد مدير التوجيه المعنوي الأسبق وأستاذ العلوم السياسية قراءة في مضامين الاستقلال ، استعرض فيها عدداً من المحطات السياسية والعسكرية التي جسدت معاني الاستقلال منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في عام 1921 وحتى وقتنا الحاضر ، حيث بين خلالها معاني الاستقلال في عرف ومفهوم الأردنيين ، والذي يعني مراحل بناء مرت بها المملكة منذ بدايات التأسيس حتى دخلت الألفية الثانية ، حيث تبلورت الشخصية الوطنية الأردنية على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها .
وقال اللواء الرقاد بأن الاستقلال يعكس معاني الهوية الوطنية التي ترسخت مفاهيمها منذ بدايات التأسيس ، وعبر مائة عام من التطوير والتحديث ، مما يؤكد أن دولة تأسست واستمرت على مدى قرن من الزمان يعني أنها قامت على أسس قوية وسليمة في ظل قيادة هاشمية أثبتت قدراتها في بناء علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل بحيث تمكنت من أخذ مكانتها اللائقة بها بين وحدات النظام الدولي.
وأضاف بقوله : إن قراءة متأنية في مضامين الاستقلال تترجم ترجمة حقيقية إرادة وتصميم الأردن بقيادته الهاشمية وبشعبه المثابر الأصيل من شتى الأصول والمنابت ، والاستقلال قصة بناء أبرزت قدرة الأردن على مواجهة التحديات واجتياز المنعطفات السياسية وغيرها ، مؤكداً على أن الاستقلال عند الأردنيين قصة تحدٍ ، وقراءة للماضي ، وتقييم للإنجاز ثم انطلاق نحو مستقبل واعد دائماً ، فالذكرى السنوية للاستقلال تعني انطلاقة جديدة نحو مزيد من البناء والعطاء .
واشار اللواء الدكتور الرقاد إلى أن هناك محطات كثيرة مضيئة في مسيرة الاستقلال قد لا يتمكن المرء من الوقوف على كل تفاصيلها ، ولا في إيفائها حقها لأنها تحتاج إلى مجلدات .
ثم جرى حوار مطول طرح شباب هيئة كلنا الأردن مداخلاتهم ومفاهيمهم للاستقلال وبينوا خلالها كيف يمكن لهم المشاركة الفاعلة في إضافة مداميك جديدة في بناء الأردن الحديث .
ومن ثم دار حوار مركز من خلال الوقوف في بعض هذه المحطات السياسية والعسكرية المضيئة التي كان لها دور فاعل في تنامي منجزات الاستقلال ، ومن أهمها الحياة الحزبية في الأردن ، ودار نقاش حول رؤية جلالة الملك عبدالله الحديثة للأحزاب وتطويرها وجعلها أكثر فاعلية في الحياة السياسية في مقبل الأيام ، وما هي المرتكزات التي استند عليها جلالته في ترجمة هذه الرؤية الحديثة التي ركزت على أن وجود الأحزاب أمر حيوي وضروري للدولة العصرية ، حيث تشكل الأحزاب مطلباً ضرورياً للحكومات البرلمانية ، بحيث تكون قادرة على التعبير عن مصالح وأولويات وهموم المجتمع ، وقد استندت هذه الرؤية الملكية المستنيرة إلى العديد من المرتكزات مثل : وطنية الأحزاب ، بحيث تكون هناك حركة حزبية هاجسها الأول والخير مصلحة الأردن العليا ، كما ارتكزت هذه الرؤية على مفاهيم مهمة وضرورية مثل : ضرورة التكامل بين الأحزاب من حيث التعددية السياسية ، فالديمقراطية لا تكتمل إلا بالتعددية السياسية بحيث يسند هذا التنوع في التوجهات السياسية قدرة الأحزاب لتصبح أكثر فاعلية في صنع قرارات سياسية سديدة ، كما ارتكزت الرؤية الملكية الحديثة على ضرورة إيجاد أطر تشريعية تؤسس بشكل سليم لهذه الحياة الحزبية المنشودة ، كما ارتكزت ضرورة دعم الشباب وتفعيل مشاركاتهم السياسية ، وعلى دعم دور المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية في الحياة الحزبية من خلال إتاحة المجال أمامها لتكون مساهمتها فاعلة في تشكيل الأحزاب.
كما تركز الحوار أيضاً على محطات عسكرية مضيئة كانت ذات تأثير فاعل في تطوير بناء الاستقلال ومنها : بدايات التأسيس للجيش العربي ، ودور الجيش العربي في حرب عام 1948 من خلال المعارك التي خاضها في فلسطين عامة وفي القدس خاصة ، حيث تمكن من المحافظة على مدينة القدس عربية ، وظلت كذلك حتى حرب حزيران عام 1967، ودار حوار حول أهمية قرار تعريب قيادة الجيش العربي الذي اتخذه جلالة المغفور له الملك الحسين في الأول من آذار عام 1956م ودوره في تطوير وتحديث الجيش كمحطة مهمة من محطات الاستقلال، إذ يعتبر هذا القرار قراراً سياسياً سيادياً بثوب عسكري استكمل فيه جلالة الملك الحسين القرار السيادي الأردني بعد الاستقلال في عام 1946م .
كما بين اللواء الرقاد السياسة العسكرية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في تطوير وتحديث الجيش العربي ، ودار حوار مع شباب الهيئة حول مرتكزات هذه السياسة العسكرية في تطوير القوات المسلحة .
وكما قال منسق الهيئة في العاصمة عثمان العبادي أن عيد إستقلال المملكة الأردنية الهاشمية77 هي مناسبة عظيمة تمثل لنا الشباب الأردني حالة من الشموخ والعز لمعاني التضحية والفداء التي سطرها الأردنيين تحت القيادة الهاشمية الحكيمة من خلال توالي البناء والإنجاز نحو دولة حرة ومنيعة ومزدهرة كان الأنسان الأردني وتنميته وتطوير قدراته وصون كرامته وحريته العنوان الأبرز ، وحيث ننعم اليوم في دولة المؤسسات والقانون ونتمتع بحضور دولي وأقليمي مميز بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه.
وحضر الجلسة الحوارية مدير هيئة شباب كلنا الأردن المحامي عبدالرحيم الزواهرة وعدد من الشباب وممثلي المجتمع المحلي، وشارك هذا الحوار عدد كبير من شابات وشباب الهيئة الذين طرحوا آراءهم بكل حماس وشجاعة وشفافية ووضوح ، وعبروا عن طموحاتهم بأن يستمر الأردن في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة ، معاهدين الوطن وقيادتهم الهاشمية الحكيمة في الحفاظ على عهد الأباء والأجداد بالحفاظ على مكتسبات الإستقلال ومنجزات الوطن.
و تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة حواريات الإستقلال التي نفذتها الهيئة في كافة محافظات المملكة.