زاد الاردن الاخباري -
كتب : حالد العياصرة - تجربة حقيقية مره عايشتاها بالأمس في دائر الأحوال المدنية - جرش - من اجل تسجيل ابني في دفتر العائلة، واستخراج شهادة ميلاد له .
للوهلة الأولى عندما ترى الموظفين تعتقد أن الكادر يقوم واجبة على أكمل وجه، حيث يستقبلك الموظف بكشرة لا نظير لها، وبشي من العصبية التي لا تتناسب مع أخلاق العمل العام الذي نعرف، تبلع قهرك،وتقول في نفسك قد يكون الرجل تعب من كثرة المراجعين وتلتمس له عذرا !!
تأخذ الطلب، تقدم المعاملة بغض النظر عن ماهيتها، تدفع ما يترتب عليك من رسوم، تأخذ ورقة من قبل المحاسب، الذي يبادرك بالقول \"ارجع بعد ساعة\" تذهب وتعود بعد ساعة، تبدأ معاناتك التي لا حدود ولا داعي لها .
المعاملة غير جاهزة هكذا يقولون لك، مازالت في الطباعة يجيبونك انتظر ساعة أخرى، الساعة تتحول إلى ساعات ، تنظر إلى غرفة الطباعة تجدها خاوية على عروشها، تبحث عن الموظفين فتجد غالبية الكراسي خالية من جالسيها \"أين ذهب الموظف\" ؟
المكان أشبة بديوان لشرب الشاي والقهوة ، المدير ليس في مكتبة، الموظفين ليسوا على مقاعدهم، المراجعين يتكاثرون تزداد المعاناة ويزداد الضغط.
العجيب في الأمر كذلك أن تجد بعض مرتبات الأمن العام يقومون بأعمال الموظفين في دائرة الأحوال، \" أنا لست موظف في الدائرة وانما أقوم بمساعدة الموظفين \" هكذا قال احد مرتبات الأمن العام لي عندما سألته ما الذي تفعله هنا .
الذي نعلمه أن الأمن العام مع كامل احترامنا له، وظيفته أمنية، لا مدنية، ولا يطلب منه مساعدة الآخرين من الموظفين كون الأمر ليس من اختصاصهم، المؤسف حقا أن رجل الأمن والى جانبه مدير الأحوال عن هنا أخذا يتساءلان ويبحثان عن المراجع الذي قام بتصوير المكان !!!
قصة أخرى تتعلق بسيدة بعد سؤال مدير الأحوال المدينة في جرش عنها، قال لي أنها تابعة لجهاز الأمن العام، قلت له أن كانت كما تقول لما يا ترى تستلم المعاملات، وتسلم أخرى، احتج الموجودين على قول المدير، لأنه شاهد عيان على هذا الفعل!
الساعة تحولت إلى ساعات، وعدم الاكتراث بعديد المراجعين مازال سيد الموقف.
الجو داخل مبنى بات أشبة بـ\"مخمر موز\" الموظفين في غالبيتهم - الا من رحم ربي – لا وجود لهم، أين يذهبون يا ترى، تعطيل للمواطنين الذين هم في الأغلب موظفين عاملين في شتى المجالات، فقط لان الموظف لا يكترث ولا يقوم بواجبة .
المدير الموقر لا وجود له طوال فترة تواجدي في المكان، المراجعين يملئون مكتبة، يبحثون عنه، ليجدونه جالس في المكاتب الداخلية،مع إغلاق الأبواب المؤدية اليه، حتى أن الموظفين في الداخل أن أرادوا الخروج فأنهم للأسف يقفزون من الشباك !!!
معاملة إدخال اسم مولود جديد في مديرية أحوال جرش أو استصدار جواز سفر أو شهادة ميلاد أو هوية مدنية تأخذ من الوقت 4 ساعات أحقا نحن في عام 2011، في الحقيقة بعد الذي رايته فأنني بت اشك في ذلك !!
في ذات السياق الموظفين يعاملون المراجعين بشي من الفوقية ونوع من الازدراء بحيث تفكر جديا في مطالبة الحكومة الأردنية بعقد دورات أخلاقية – للبعض منهم- تقوم على فنون التعامل مع المواطن، الذي وجد هذا الموظف بالأصل من أجلة.
تستمر معاناة المواطنين في جرش من جراء تصرفات البعض البعيدة عن المسؤولية في ظل غياب الرقابة من قبل أصحاب الشأن .
العمل عبادة، ولا يعني استعباد المواطن، الوظيفة شرف ولا تعني تحميل المواطنين فوق طاقاتهم.
في النهاية حصلت على شهادة ميلاد ابني بعد 4 ساعات متواصلة، وانا أقف على قدماي بانتظار رحمة موظف غير مسؤول .
آه لو كان الملك متخفيا بين المراجعين واطلع إلى ما آلت اليه الأمور من سوء وعدم مسؤولية وطنية من قبل بعض العاملين في مديرية الأحوال ، يا ترى بماذا كان سيجيب المدير والموظفين الملك هنا . في الحقيقة سؤال نضعه بين يدي المدير نفسه .
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا ورحمة من الله
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com