زاد الاردن الاخباري -
قبل 21 عاماً، نجا الأسير الجريح محمد الزغير (31 عامًا) من الموت بأعجوبة، بعد استهدافه بصاروخ أمام منزله في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
في الخامس من إبريل عام 2002، كان محمد طفلاً حالماً لم يتجاوز العشر سنوات يزين مركبة والده الجديدة أمام منزلهم، قبل أن يغتال الاحتلال أحلامه في مهدها ويصيبه بصاروخ أدى إلى تفحم جسده واحتراق المركبة بالكامل.
وقال أمين الزغير والد الأسير محمد في تصريحات صحفية لوكالة "صفا" الفلسطينية، إن محمد نجا من الموت بأعوجوبة، إذ تجاوزت نسبة الحروق في جسده أكثر من 90%.
وأضاف أن محمد تلقى علاجات في مستشفيات الخليل والداخل المحتل، وظلّ في غيبوبة استمرت ثلاثة شهور منذ لحظة إصابته، وتمكن من المشي بعد مرور سبع سنوات على الإصابة.
وأفاد بأن نجله فقد إحدى يديه وبعض أصابع يده الأخرى، ولغاية اعتقاله كان يتلقى علاجات لمنع حدوث مضاعفات للحروق التي ملأت جسده بالكامل.
وقال: "إن الاحتلال لم يكتفي بحرق محمد، بل لاحقه في رحلة علاجه ومنعه قبل عام من السفر للخضوع لعملية جراحية في القاهرة"، لافتاً إلى أن ابنه خضع لعدة عمليات جراحية في مصر والأردن قبل منعه من السفر لاستكمال علاجه.
وأضاف: "21 سنة قضاها محمد متألمًا من جروحه التي لم تُشف ومتنقلاً بين المستشفيات، محروماً من طفولته ومواصلة تعليمه".
واعتقلت قوات الاحتلال محمد في التاسع من الشهر الجاري رغم ظروفه الصحية الحرجة، بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال.
وقال والد الأسير إن الاحتلال لم يُبق لمحمد يداً يلقي بها الحجارة على جنوده، واعتقاله ما هو إلا لتغطية جرائمه المتتالية بحق نجله.
وأوضح أن محمد نزع بعض ملابسه لحظة اعتقاله ليري الجنود آثار الحروق والتقرحات على جسده ومدى حساسية وضعه الصحي، إلا أن الجنود اعتقلوه بهمجية ولم يسمحوا له بارتداء معطفه.
"أحرق الاحتلال محمد ومنعه من العلاج، واليوم يعتقله بلا أي ذنب!"، يقول الزغير مطالباً المؤسسات الحقوقية برفع قضية ابنه إلى المحاكم الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.
ووفق نادي الأسير فإن نحو 700 أسير مريض في سجون الاحتلال يواجهون أوضاعاً صحية صعبة، بينهم نحو 200 أسير مريض يعانون من أمراض مزمنة.