زاد الاردن الاخباري -
لبى الأردن نداء الأخوة الإنسانية لفريق من المتطوعين العرب استغاثوا به للعودة إلى ديارهم بعد ان تقطعت بهم السبل في مقديشو عاصمة الصومال المنكوب.
وما ان تناهى لمسامع جلالة الملك عبدالله الثاني هذا النداء، أمر جلالته الجهات المعنية لتأمين عودة هؤلاء المتطوعين تقديرا لجهودهم الإنسانية ووقوفهم إلى جانب أشقائهم في الصومال الذين يعانون الجوع والمرض.
وفور إبلاغهم بالاستجابة الفورية لندائهم اعتلت الفرحة وجوههم ليحزموا أمتعتهم للعودة إلى بلادهم على متن طائرة سلاح الجو الملكي التي وصلت الى عمان فجر اليوم الأربعاء.
طائرة المهمة الإنسانية كانت أفرغت حمولة من المساعدات العاجلة في مقديشو وتوجهت إلى إثيوبيا للتزود بالوقود في طريق عودتها إلى عمان، لتأتي التوجيهات الملكية لطاقم الطائرة بالعودة لمهمة إنسانية أخرى تتمثل بإخلاء المستغيثين بعد ان عجزوا عن العودة إلى ديارهم بسبب اختلال مواعيد الطيران بين تأجيل وإلغاء لحجوزات السفر.
وبين العاصمتين أديس أبابا ومقديشو، عادت الطائرة على الفور في رحلة استغرقت نحو سبع ساعات ذاهبا وإيابا بين العاصمتين قبل التوجه إلى عمان في رحلة أخرى امتدت لنحو ست ساعات.
الطائرة أقلت6 متطوعين لبنانيين من بينهم طبيب ومتطوع آخر مصري الجنسية وعددا من الأردنيين الذين تواجدوا في الصومال منذ عدة أيام ضمن الحملة الإنسانية الأردنية.
عبارات من التقدير وجهها هؤلاء للأردن ملكا وحكومة وشعبا، وقالوا إن "هذا هو الأردن الذي لم يتوان يوما عن الوقوف إلى جانب أشقائه العرب والى جانب الإنسانية جمعاء".
وفي غمرة مشاعر امتزجت بالفرح والعرفان، تحدث هؤلاء المتطوعون لموفد وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى مقديشو الذي رافق الرحلة، عبروا فيها عن مدى تقديرهم للأردن على هذه اللفتة وعرضوا جانبا من المهام التي قاموا بها في الصومال.
نداء استغاثة وصرخة الم موجعه وجهها هؤلاء إلى الدول العربية والمجتمع الدولي لتكثيف الجهود الاغاثية في الصومال الذي يواجه أسوأ موجة جفاف منذ ستين عاما وتهدد حياة نحو3 ملايين إنسان.
وقال المتطوع اللبناني عبدالهادي "كنا في واجب إنساني لمساندة المنكوبين، وبعد ان انتهت مهمتنا هناك واجهنا صعوبات في العودة إلى البلاد استغثنا بالأردن فكان السباق في تلبية النداء".
وأضاف "نحن اللبنانيون نعرف الأردن جيدا، ومواقفه المشرفة، فقبل أعوام كان إلى جنانبا بدوره الكبير حين وقع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان".
أما المتطوع المصري ممثل إحدى الجمعيات الخيرية في القاهرة محمد سعيد، وفي إشارة منه إلى معاناته في الصومال، قال "أمضيت أربعة أيام أحاول العودة إلى مصر دون جدوى فلم أجد إي وسيلة نقل لا برا ولابحرا ولا جوا، كانت أياما صعبة فقد أنفقت كل النقود التي بحوزتي، إلى ان تلقيت خبرا بان طائرة أردنية ستقل كل محتاج عربي للعودة إلى دياره".
وقال "نشكر الأردن على هذه المبادرة التي تركت في نفوسنا أطيب الأثر وجسدت معاني الإخوة العربية الصادقة التي تتجسد في مثل هذه المواقف الصعبة".
احد الأطباء الذي يرأس الوفد الطبي اللبناني الدكتور محمد الصياد قال "نحن لمثل هذه المواقف الإنسانية التي تؤكد عروبتنا وإنسانيتنا ونأمل ان تكون نموذجا حقيقيا بين الأشقاء في كل مكان لترمي بظلالها ليس فقط علينا وإنما على أشقاء لنا في الصومال يعانون ضيق العيش وألم المرض والجوع".
واضاف "نعجز عن شكر الأردن وطاقم الطائرة الذين أحاطونا بكرم أردني أصيل ونقدر لجلالة الملك عبدالله الثاني هذه المبادرة الكريمة".
إما الشيخ بلال شحادة من المتطوعين اللبنانيين، فبين انه والفريق اللبناني وصل بحملة إغاثة لبنانية إلى الصومال وواجهتنا صعوبات في العودة، وجهنا نداء للأردن الذي استجاب بسرعة".
وقال "نشكر الأردن وجلالة الملك على هذا الموقف الإنساني النبيل".