﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾
الكاتب إبراهيم التقعير
من قصص القران الكريم . قال الله عز وجل شيء مما كان يدعو به موسى علية السلام.:﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾. هذا الدعاء دعا به سيدنا موسى علية السلام ربه خوفا من الفتنه على أصحابه من القوم الظالمين كما ودعا سيدنا إبراهيم ربه أن يحمي قومه من الكافرين قال تعالى ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ إنهم كانوا يخافون الفتنة على أصحابهم والذين امنوا معهم من القوم الظالمين والقوم الكافرين والفاسقين .... أن يفتنوهم عن الدين . ويصدوهم عن سبيل الله ويمنعوا الناس من الدخول في الإسلام والإيمان بالله وتصديق رسوله كما فعل أهل قريش بمحمد صلى الله علية وسلم بداية الدعوة . منعوهم من اعتناق الإسلام والامتثال إلى أوامر الله وتصديق الرسول. وحاربوه هو ومن أتبعه عدة مرات حتى انتصر عليهم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن منكم منفرين ) إن بعض المسلمين منفرون. ينفرون المسلمين والناس من الدين وفكرهم من الدين براء وبعضهم يقف على المنابر ويفتي وهم ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون.)
هذا من ناحية الدين فكيف الوطن عندما ترى بعض المسؤولين أو المواطنين منفرين للناس عن حب الوطن ..عندما ترى مسؤول يحث المواطنين على حب الوطن وغرسه في نفوسهم ونفوس أبنائهم ويتبجح بالمواطنة الصالحة أمام الناس وفي الإعلام وبعد فترة يكتشف الناس بان هذا المسؤول فاسد وغشاش أو محتكر و مرتش مطلوب إلى القضاء في قضايا فساد أو... أو بيع جزء من الوطن . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تجد بعض المسئولين لا ينصف المواطنين فمنهم من تنجز معاملته على الهاتف ومنهم يراجع لشهور عدة ومنهم يرفض قبول معاملته مع أنها قانونية وغيرها غير قانوني ويقبل مع ابتسامه وفنجان قهوة. كما حدث في إدخال الأعلاف واللحوم والمواد الغذائية الفاسدة. هكذا تزهق أرواح المواطنين ويحقد المجتمع على نفسه مما يقترف المتنفذون.وخير دليل على ذلك جهر بعض المسئولين بظلم الناس ببناة الوطن من الفقراء والمعدمين بصوت عال إنا ابن فلان ويتجبر عليهم جهرا ويخفي براءته من الوطن والمواطنين ويمثل دور المواطن الصالح الساهر على حماية وطنه وخدمته وهو لولا من توسط له من أمثاله ما وصل إلى إليه من المراكز.
إن انحراف بعض المسؤولين وبعض المواطنين عن تطبيق القوانين والأنظمة على أنفسهم ينفر الناس من حب الوطن ويفتح أبواب الفساد والرشوة والشللية . و تضيع الحقوق . ويصبح المطالب بحقه متهما بأنه صاحب أجندة خارجية و يريد تخريب الوطن وفي كثير من الامثله أطلق عليه جهوي أو إقليمي.أو(متطرف....جرذان قذرة...)
فالمواطنة الصالحة التي تعزز الانتماء للوطن وتغرس في نفوس الناس وأبنائهم. وتزيد من تطور الوطن وهيبته أمام الشعوب الأخرى تتطلب من الجميع العمل الجاد والمسؤول والزيادة في الإنتاج وتطبيق القوانين والأنظمة على الجميع دون محاباة والوقوف جميعا أمام كل من تسول له نفسه في العبث من خلال مركزه . والتمتع بالعديد من الصفات والسلوكيات الحميدة وترجمتها إلى أفعال .
فالمواطن بحاجة إلى حقوقه دون منة من احد أو معروف. وان يشعر بان كرامته مصانة في بلدة تحقيقا لرؤى جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين الذي طلب من حكومته اعتبار كرامة المواطن ووحدته الوطنية خط احمر. ونتمنى نحن أن يعيش الأردني بأمان لا تسرق سيارته ويدفع خاوة لإرجاعها أو أن يدفع التجارالخاوة لبعض الخارجين عن القانون في بعض المدن الأردنية وغيرها.
(وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غليظة الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ﴾
إبراهيم الفعير