زاد الاردن الاخباري -
"التكاليف الإضافية التي ترتبت على أهلي بعد دخولي الجامعة، حتمت عليّ اللجوء إلى العمل للمساهمة في تحمل جزء من العبء"، هكذا يبرر عمران البشير اضطراره للعمل وهو على مقاعد الدراسة.
ويقول عمران، الذي يدرس على نفقة أهله، "تكاليف الدراسة الجامعية وحدها لدينا مكلفة، وعندما يضاف إليها مصروفي الخاص فهي مرهقة اقتصاديا، "لذلك لا مفر من العمل الجزئي وإن كان لا يغطي كل احتياجاتي.
ويضيف عمران "اضطررت إلى زيادة مدة دراستي الجامعية عاما إضافيا، حتى أتمكن من الموازنة بين العمل والدراسة حيث اعتدت على تسجيل عدد ساعات أقل في كل فصل".
عمران أصبح يعيش في حالة تشبه "الغربة الاجتماعية"، بحسب وصفه، لأنه ليس لديه الوقت الكافي للمشاركة الاجتماعية أو تلبية أي دعوات، حيث يبلغ أحيانا عدد الساعات التي يقضيها خارج البيت ما بين دراسة وعمل، قرابة 16 ساعة يوميا.
ومع تزايد أعباء المصاريف الدراسية وتعاظم الظروف المعيشية الصعبة يجد بعض الطلاب الجامعيين في العمل الجزئي ضالتهم للتخفيف من عبء المصاريف على ذويهم ومساعدتهم في تسديد الأقساط المترتبة عليهم، وتأمين مصروفهم الشخصي.
ويتوجه الطلبة عموماً إلى العمل في المطاعم والمحال والمراكز التجارية، بالإضافة إلى العمل في خدمات التوصيل إلى البيوت، أو في شركات الأمن الخاصة، أو مواقف السيارات.
ويشار إلى أن معدل التضخم في الأردن قد بلغ خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 3.71 % ليصل إلى 108.47 نقطة، مقابل 104.58 للفترة ذاتها من العام الماضي.
بدوره، يتابع سليمان أبو هديب دراسته الجامعية في السنة الدراسية الاخيرة في كلية الآداب، وتمكن من الحصول على عمل جزئي في أحد المولات، إذ مكنه ذلك من حمل جزء من التكاليف عن أهله، كما يقول، حيث إنه يدرس في إحدى الجامعات الخاصة وعلى نفقة ذويه، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن عمل منذ الاسبوع الأول لدخوله الجامعة بهدف مساعدتهم في جزء من النفقات الدراسية.
ويضيف سليمان أنه واجه صعوبة بالغة في التوفيق بين الدراسة والعمل، حيث كان لذلك "انعكاس سلبي على تحصيله الدراسي خلال السنة الدراسية الأولى"، ويرى سليمان أن "هناك ضريبة للعمل والدراسة في آن واحد" خاصة على المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
أما سدين الشواقفة، طالبة القانون في إحدى الجامعات الخاصة، تمكنت من العثور على عقد عمل مع إحدى منظمات المجتمع المحلي قبل ثلاثة أشهر لتعين ذويها على التكاليف المعيشية.
وتقول الشواقفة "إحساسي بتعقد الظروف الاقتصادية وارتفاع بعض التكاليف المعيشية في الفترة الاخيرة دفعني إلى البحث عن عمل لمساندة أهلي لتخفيف الضغوط الاقتصادية المترتبة عليهم خاصة وأننا نحن ثلاثة أشقاء على مقاعد الدراسة الجامعية".
وتؤكد أنه على الرغم من أن طبيعة عملها عن بعد وبأنها لا تقضي وقتا خارج البيت بعد ساعات الدوام الجامعي، إلا أنها تواجه بعض الصعوبة في الموازنة بين الدراسة والعمل، موضحة أنه على الرغم من الصعوبات في الجمع بين العمل والدراسة إلا أن هذه التجربة مفيدة في تأهيل الانسان لتحمل المسوؤلية وأن تكون لديه الاستقلالية.
المختص في الاقتصاد الاجتماعي حسام عايش، يوضح أن السنوات الاخيرة شهدت الكثير من التغييرات لدى المجتمع الأردني ومن أبرزها إقبال الطلبة الجامعيين على العمل، بهدف تحسين واقعهم المعيشي وتخفيف الاعباء التي يتكبدها أهاليهم في الانفاق على تعليمهم، حيث بات من الواضح أن أغلب العاملين في المولات الكبرى والمطاعم من هذه الفئة الاجتماعية.
ويؤكد عايش أن الأزمات المختلفة التي أثرت على الاقتصاد الوطني في السنوات الاخيرة خاصة جائحة كورونا كان لها تأثير واضح في زيادة حجم المتطلبات المعيشية المترتبة على ارباب الأسر، ما أفرز واقعا معيشيا واقتصاديا صعبا على الكثيرين، وقد يكون هذا السبب في شعور كثير من الطلبة بعظم الصعوبات التي يتحملها ذووهم في تلبية احتياجاتهم المعيشية والتعليمية وغيرها مما دفعهم لتحمل جزء من المسوؤلية والبحث عن عمل جزئي لمساندة أهاليهم للإيفاء بمتطلبات العيش.
ووفق آخر مسح لدائرة الإحصاءات العامة حول نفقات ودخل الأسر الأردنية والذي نفذ بالفترة 2017-2018 فقد أظهر أن متوسط انفاق الاسر الاردنية سنويا على التعليم قد بلغ نحو 581 مليون دينار.
وتجدر الإشارة إلى أن اجمالي عدد الطلبة الأردنيين على مقاعد الدراسة في جميع الجامعات الرسمية والخاصة لجميع الدرجات كان قد بلغ خلال عام 2021، حوالي 322349 طالباً وطالبة، كما بلغ عدد الطلبة على مقاعد الدراسة في كليات المجتمع والكليات الجامعية 34351 طالباً وطالبة.