يحتفل الأردنيون في التاسع من هذا الشهر بالذكرى الرابعة والعشرين لعيد الجلوس الملكي ، والتي تتصادف مع اعتلاء جلالة الملك عبدالله الثاني عرش المملكه ، فمنذ تسلّم جلالته سلطاته الدستورية اعتبر أبناء شعبه هم عائلته ، لذلك فقد اهتم بشكل كبير بقطاع الشباب وشجعهم على نهل العلم والتزود بالخبرات العلمية والعملية ومواكبة متطلبات العصر ، وهذا ما يؤكد حرص جلالته بشباب الوطن واحتضان أفكارهم ودعم مشروعاتهم لتتحول إلى مشروعات إنتاجية مفيدة لهم .
وتتطلع الأسرة الأردنية في عيد الجلوس إلى مزيد من البذل والعطاء لمواجهة التحديات والسعي لتجاوزها والإصرار على العمل لبقاء الأردن أنموذجاً للدولة العصرية التي تستمد قوتها من تعاضد أبنائها وارتكازهم على الثوابت الوطنية والقيم الراسخة التي حملتها رسالة الثورة العربيّة الكبرى .
ويثبت الأردنيون دائما أنهم على انسجام تام مع قيادتهم الحكيمة ، ووليس لهم غاية أو هدف إلا إعلاء شأن الوطن ومؤسساته ، ويؤكدون دوماً بأن الولاء للوطن يحتاج الى عزيمة وإرادة ، ويدركون أن ذلك لن يتحقق إلا بسواعدهم النبيلة التي تحافظ على منجزات الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار للوطن .
ولقد عمل جلالته طوال الأربعة وعشرين عاما الماضية على تأسيس نموذج متميز من الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك والحوار وقبول الآخر، حتى استطاع الأردنيون طوال الحقبة الماضية من تجاوز التحديات الإقليمية المحيطة بهم ، والتي لم تزدهم إلا صلابة وقوة وثباتاً .
كما أصبح الأردن بقيادة جلالة الملك نموذجاً للدولة القوية التي تمضي وفق خطط واثقة ومدروسة في مواصلة عملية الإصلاح الشامل وتقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز المواطنة الفاعلة وترسيخ مبادئ الديمقراطية وصون حقوق الإنسان وتعزيز مفاهيم الحوار وقبول الآخر ونبذ التعصب والكراهية .
وعبر هذه المسيرة المتواضعة استطاع الأردن إقرار حزمة من القوانين والتشريعات الإصلاحية إلى جانب توجيه جلالته المستمر الى الحكومات المتعاقبة لحماية الفئات الأقل دخلاً والتخفيف من معاناة المواطنين في مختلف الظروف والحرص كذلك على توفير مستقبل أفضل لكل فئات الشعب .
ومثلما اهتم جلالته بقطاع الشباب فقد اهتم ايضاً بالمرأة الأردنية من خلال ممارسة جميع حقوقها ومشاركتها في الحياة السياسية والعامة ، كما أولى جلالة الملك عبدالله الثاني الجيش العربي والأجهزة الأمنية جُلّ اهتمامه لتبقى في الطليعة إعداداً وتدريباً وتأهيلاً .
وأخذ جلالة الملك على عاتقه تقديم الصورة الحقيقية للإسلام السمح ، حيث أطلق جلالته في عام 2004 رسالة عمّان الداعية إلى نشر قيم التسامح والإنسانية بين الأمم ، مرتكزا بذلك على شرعيته الدينية ونسبه الشريف الممتد منذ 1400 عام وحتى وقتنا الحاضر .