أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يطلب من رعاياه مغادرة لبنان بأقرب وقت ممكن شحادة : لأول مرة تستكمل حكومة ما سبقها من عمل دون خطة جديدة ترجيح تخفيض اسعار المحروقات في الاردن الاحتلال ينفذ 50 غارة خلال 40 دقيقة على جنوبي لبنان رابطة العالم الإسلامي تدين قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في غزة. جيش الاحتلال يعلن إصابة جندي بجروح خطيرة في جنين الأورومتوسطي يؤكد خلو مدرسة قصفها الاحتلال من أي مظاهر عسكرية روسيا: إنطلاق تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع الصين الصفدي يلتقي المبعوث الاممي الخاص لسوريا الحكومة: النمو الاقتصادي من أهم أولوياتنا الاحتلال يعلق الدراسة في عكا وما حولها فريق عمان يظفر بكأس السوبر للسيدات لكرة اليد جرحى في غارات إسرائيلية على مناطق لبنانية برونزية للأردن في بطولة آسيا للكراتيه الحوثيون: نمتلك ترسانة حربية متطورة إذاعة جيش الاحتلال : استعدادات بإسرائيل لتصعيد فوري التعادل يحسم كلاسيكو الأردن ليفربول يقسو على بورنموث بثلاثية الحكومة: علينا مراجعة ملفات الاستثمار المحلي والخارجي أردوغان: إسرائيل نفذت هجمات التفجير كتنظيم إرهابي لا كدولة

لا للوطن البديل

16-09-2011 01:13 AM

الكاتب :- سلطان الخضور

ليس هناك غرابة فيما يروج له قادة الفكرالصهيوني عن حكاية الوطن البديل . فهذه ليست المرة الأولى التي يتم طرح مثل هذه الأطروحات . وآخر ما طلعت علينا الصحافة الصهيونية به مؤخرا، تصريح على لسان آريه الداد النائب في الكنيست الأسرائيلي ، عن كتلة الوحدة القومية والذي يطرح فيه ان يكون الأردن وطنا بديلا للفلسطينين , بمعنى ان الفلسطينين بإمكانهم إقامة دولتهم في الأردن

ولن يكون الدًاد آخر الداعين لتطبيق هذه المقولة، وليس له سبق الحديث عن هذه الأطروحة المرفوضة اردنيا وفلسطينيا وعربيا ودوليا ، بل سبقه سيئ الذكر شارون رئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق وغيره كثيرون .

زمنيا تتكرر أطروحة الوطن البديل بين فترة وأخرى، للتذكير بالسياسة الصهيونية التي تعتمد التوسع ولتؤكد ان المشروع الصهيوني الذي عنوانه "من النيل الى الفرات ارضك يا اسرائيل " مازال يعشعش في الفكر الصهيوني.

وعقائديا لم تخرج هذه الأطروحة من شخص واحد لنقول انها وجهة نظر فردية غير جادة تعبر عن رأي قائلها , وتكرارهاعلى السنة ساسة و"مسؤولين" يؤكد أنها بوصلة تم الإتفاق على توجيهها بهذا الإتجاه، وهي جزء من السياسة "الإسرائيلية" التي تعتمد الفكر الصهيوني المتطرف والذي يتخذ من القوة والعنجهية أدوات لتطبيق هذه السياسات . ولا أدل على ذلك ان هذه الأطروحة تخرج من مستويات مختلفة من المسؤولين الإسرائيلين، سواء كانوا سياسين او قادة جيش , وسواء كانوا في موقع الحكم او المعارضة، وفي فترات زمنية غير متباعدة , ما يعني انها نهج سياسي يؤمن به قادة الفكر الصهيوني على مختلف الأصعدة ،وعلى مختلف المستويات يجب أن يأخذ على محمل الجد . ولا نذهب بعيدا حين نؤكد ان من قادة الفكر الصهيوني، من يذهب لحد اعتبار قبول" أسرائيل" لأقامة الدولة الفلسطينية في الأردن ، هو تنازل من الطرف "الأسرائيلي" للجانب الفلسطيني ، لأنها تسمح للفلسطينين بإقامة دولتهم على جزء من أرض
" إسرائيل" الكبرى التي تمتد من إلى النيل الفرات، وألوان العلم "الإسرائيلي" الذي يتكون من مستطيلين باللون الازرق، يتوسطهما اللون الأبيض، هي إشارة إلى أن الدولة الصهيونية ستقام على الأرض العربية الممتدة من النيل إلى الفرات .
والمتتبع للسياسة الإسرائيلية لا يحتاج الى جهد كبير ليستنتج ان هذه الأطروحة هي جزء من العقيدة الصهيونية ،التى ستعمل على تطبيقها .

هذه التصريحات تحمل معانى عديدة يجب ان ندركها جيدا ونتعامل مع إسرائيل على اساسها , فمن هذه المعاني أن اسرائيل لا تلقي بالاً، لا لقرارت أُممية، ولا لمعاهدات الدولية ولا حتى لإتفاقات ثنائية. فبعد أن كانت الدولةالصهيونية أكذوبة، تم تكريسها على ارض الواقع كدولة ، بحكم الضعف العربي من جهة ، والتواطؤ الغربي من جهة أخرى . والتي كانت ولادتها بموجب وعد بلفور على أرض هي جزء من الأرض العربية. تم تحديد معالمها بتواطئٍ أممي . ومن معاني ذلك ايضا ان الأتفاقات التي تم التوقيع عليها مع الأطراف العربية ،كل على حده ،وهي مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية لا تساوي في تظر قادتهم الحبر الذي كتبت فيه. وأن هذه الإتفاقات تدخل ضمن التكتيك الصهيوني ولا تدخل ضمن إلاستراتيجية , وما يؤكد ذلك سياسة التوسع الأستيطاني في الضفة الغربية وخاصة في القدس، لأبتلاع الجزء الأكبر من الأرض الفلسطينية، بأقل فترة زمنيَة ممكنة , ومن معاني هذا التَصريح أيضا أن اسرائيل ستعمل على تطبيق سياسة "الترانسفير"وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينين بإتِجاه الأردن والدول العربية سعيا لتفريغ الأرض العربية الفلسطينية من سكانها الأصليين .

إسرائيل لا تأْبه بما يمكن أن ينتج عن مثل هذه الأطروحة من نتاجات على صعيد علاقتها مع الأردن أو الفلسطينيين أو العرب بشكل عام . فهي تريد الخروج من مأْزق استحقاق الأعتراف بالدولة الفلسطينية، وتتخذ من ذلك وسيلة ضغط على الدول الكبرى، لرفض أي مشروع يعطي الفلسطينين حق إقامة دولتهم في الضفة الغربية وغزة وهي الأرض التي تم احتلالها عام 1967 , بالإضافة إلى أنها تحاول أن توصل رسالة الى العالم، مفادها أنها قوية وبإمكانها التوسع، وان ما يجري في العالم العربي من ثورات لن يؤثِر على سياساتها , أضف الى ذلك سعيها المستمر لبث روح الفرقة بين الشعب الأردني والفلسطيني وبث سمومها لخلق حالة من التشكيك من قبل كل طرف في نوايا الطرف الآخر , لزرع بذور الفتنة ومحاولة دق إسفين بين الأردنيين، والمساس بالوحدة الوطنية التي يؤكِد عليها الأردنيون والفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي في كل حين وفي كل مناسبة وعلى مختلف الصُعد . متناسية أن الاردنيين من شتى الأصول والمنابت ، يرفضون هذا الطرح وسيقاومونه بقوةِ وحزم .


الأردن هي دولة عربية ،لها كيانها، وحدودها، وشعبها ، ونظامها السياسي. والأردن كدولة اكتسبت المسمى من الجغرافيا ، نسبة إلى نهر الأردن. وسكانها عرب أقحاح يعودون في أصولهم إلى القبائل العربية استوطنوا المنطقة منذ آلاف السِنين. الأردن له امتداد عشائري في الجزيرة العربية ، والعراق، وسوريا وفلسطين، وشهدت أرضه ممالك ما زالت معالمها واضحة للعيان يستطيع آلداد وغيره الرجوع إليها . ومملكة الأنباط التي انشأت قبل الف عام قبل الميلاد هي مملكة عربية أقيمت على الارض الأردنية الأرض الأردنية التي شكلت العربية. علاوة على العمونيين، والمآبيين وغيرهم من العرب الذين استوطنوا هذه الأرض أقاموا ممالكهم عليها .

وفلسطين أيضا هي المنطقة الجغرافية الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن. والفلسطينين اكتسبوا المسمى من الأرض ولم تكتسب الأرض المسمى نسبة اليهم . اضافة إلى أنها كما الاردن جزء لا يتجزا من المنظومة العربية، وانها كما الاردن جزء من جغرافيا الهلال الخصيب، وجزء من منظومة بلاد الشام، علاوة على كونها قبلة المسلمين الأولى مما يكسبها بعدا دينيا من المستحيل مسحه من الذهن العربي او الأسلامي .

فلتعلم "إسرائيل" ومن يقف خلفها ان حق العودة ، الذي تسعى بكل السبل إلى شطبه حتى من الذهن العربي، هو حق مقدس ، يتمسك به الأردنيون والفلسطينيين وكل العرب .وأن لا تناقض بين هويتهم الأردنية ، والتمسك بحق العودة . وأن العرب من محيطهم إلى خليجهم ، يتمسكون بحقهم الطبيعي في استعادة ما أحتل من أرضهم. وانهم جميعا يؤمنون ان الأردن هي الوطن الطبيعي للأردنين، وهي لكل العرب ،وأن فلسطين هي الوطن الطبيعي للفلسطينين , وستكون محجا لكل أحرارهم بإذن الله تعالى .

وليعلم آريه الدَاد وغيره ممن يتوهمون ان هذه الفكرة قابلة للتطبيق ، أن الموقف الرسمي والشعبي للأردن ، يتطابق تماما مع الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني. وأن هناك إجماع عربي وإسلامي ،على مقاومة الفكرة بكل الوسائل المتاحة. وان هذه الفكرة مرفوضة في الأردن من كل الأردنين ،وعلى كل المستويات , ومن كل الهيئات الرسمية والشعبية، ومن كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ومن كل افراد الشعب الأردني، وأن الأردنيين متمسكين بدولتهم وبقيادتهم ، التي تحظى بالثقة بإجماع الأردنيين من شتى الأصول والمنابت ، كعامل استقرار وقاسم مشترك يتوافق عليه الجميع .

والفلسطينيون رسميا، وشعبيا، وتنظيميا، وعلى كل المستويات وبكل شرائحهم واطيافهم السياسية ، وأماكن تواجدهم في الوطن و في الشتات يرفضون هذه الأطروحة، ويؤكدون على عزمهم التصدي لها بقوة وحزم .

والأردنيون والفلسطينيون يدركون انه لا تناقض في هويتهم، وأن هدفهم واحد هو العيش بامن واستقرار وسلام . وان الأردنيين والفلسطينين في الأردن تربطهم علاقة الاخوة التاريخية،التي جسدتها وحدة الهدف ووحدة المصير, وهم يؤكدون صبح مساء على هذه الوحدة، وعلى عدم المساس بها، وانه لن يكون هناك مجالا لآريه الداد ولا لغيره لأختراق هذه الوحدة ، إلا إذا استطاع أن يخلق إختراقاَ يطيح بالجغرافيا والتاريخ والجيولوجيا والأنثروبيولوجيا وغيرها من العلوم .

بقي ان نقول ان المستقبل يبعث على التفاؤل، وأن على آريه الداد، أن يبحث عن السُبل التي تطيل فترة وجوده على هذه الأرض لبضع سنوات قادمة.لا أن يفكر في تطبيق سياسة التوسع على حساب الآخرين .وألى اللقاء في مقال قادم بعنوان "إرحل فهذه الأرض لنا"
الكاتب :- سلطان الخضور





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع