أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ركائز رؤية التحديث الاقتصادي: إطلاق كامل الإمكانيات والنهوض بنوعية الحياة الأردن يطلب من رعاياه مغادرة لبنان بأقرب وقت ممكن شحادة : لأول مرة تستكمل حكومة ما سبقها من عمل دون خطة جديدة ترجيح تخفيض اسعار المحروقات في الاردن 14 باحثا من البلقاء التطبيقية ضمن قائمة الأفضل عالميا الاحتلال ينفذ 50 غارة خلال 40 دقيقة على جنوبي لبنان “كتاب التكليف”: تعزيز دور دائرة الإحصاءات لتحقيق قرارات حكومية فعالة وشفافة رابطة العالم الإسلامي تدين قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في غزة. جيش الاحتلال يعلن إصابة جندي بجروح خطيرة في جنين الأورومتوسطي يؤكد خلو مدرسة قصفها الاحتلال من أي مظاهر عسكرية روسيا: إنطلاق تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع الصين الصفدي يلتقي المبعوث الاممي الخاص لسوريا الحكومة: النمو الاقتصادي من أهم أولوياتنا الاحتلال يعلق الدراسة في عكا وما حولها فريق عمان يظفر بكأس السوبر للسيدات لكرة اليد جرحى في غارات إسرائيلية على مناطق لبنانية برونزية للأردن في بطولة آسيا للكراتيه الحوثيون: نمتلك ترسانة حربية متطورة إذاعة جيش الاحتلال : استعدادات بإسرائيل لتصعيد فوري التعادل يحسم كلاسيكو الأردن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ليس من كدك يا دولة الرئيس

ليس من كدك يا دولة الرئيس

17-09-2011 01:14 AM

سم الله الرحمن الرحيم
ليس من كدك  يا دولة الرئيس
الكاتب منتصر بركات الزعبي
Montaser1956@hotmail.com
من الظواهر التي استقرت عند الكثير من المسؤولين في الكثير من دولنا العربية وعبر التاريخ الماضي والحاضر: أن المسؤول يستغل منصبه لتحقيق مصالح شخصية ، أو يستأثر بالأموال العامة من غير وجه حق، بطريقة مباشرة أحياناً،أو بحيل وطرق ملتوية أحياناً أخرى ،وهذا ما حصل ويحصل لنا في الأردن .
فقد كشف تقرير صحافي نشر الاثنين الماضي في عمّان أن رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت وزع في الأسبوع الفائت أعطيات ومبالغ مالية على عدد من أعضاء مجلس النواب، تحت ذرائع ومسميات مختلفة.
فقد نُقل عن نواب في البرلمان أنّ "البخيت وزع مبالغ نقدية وشيكات على عدد من النواب الأسبوع الماضي, تتراوح قيمتها بين ألفي وعشرة آلاف دينار" وأكد نواب تلقيهم هذه المبالغ, تحت مسميات مختلفة .
إنّ المحافظة على الأموال العامة , وعدم التفريط بها هو حفاظ على قوة الأمة التي أمر الله عزّ وجل بإعدادها فقال : ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) والقوة تشمل مجالات كثيرة , وعلى رأسها قوة الاقتصاد المتمثل بالمال العام , الذي ترصده الدولة لتحقيق أهدافها .
فالمجتمع الذي يُصان فيه المال والمرافق العامة , مجتمع قوي , والمجتمع الذي يستهين بذلك مجتمع ضعيف , فالمحافظة على المال العام مظهر من مظاهر الانتماء والوفاء للأوطان , فلمّا كان المال عصب الأمة , كان لزاما على الجميع أن يتكاتفوا لصيانته , والمحافظة عليه وتقويته .
ولهذا اشتد نكير النبي - صلى الله عليه وسلم – على كل من يحاول أن يستغل منصبه لتحقيق مصالح شخصية , أو يعتدي على المال العام بأي شكل من الأشكال, أتدرون لماذا ؟ لأنه اعتداء على حقوق جميع أفراد الشعب , فعن أبي حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال : ( استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأزد يقال له : ابن الُلتْبيْة علىٍ الصدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم، وهذا أُهدي لِي . فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال : « ما بال العامل نبعثه على عمل ؟ فيقول : هذا لكم وهذا أُهدي لِي , فهلّا جلس في بيت أبيه , أو بيت أمه فيًنظرَ أَيُهدى له أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدٌ منكم شيئاً ألّا جاء به يومَ القيامة يحمل على رقبته ، إن كان بعيراً له رُغاء أو بقرةً لها خُوار، أو شاة تَيْعَر»، ثم رفع يديه حتى رأينا عُفرَة إبطيه ثم قال : «اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، ثلاثاً»
فأيُّ مسؤول أياً كان موقعه أو موظفٍ أخذ أو يأخذ من الأموال العامة بغير حقٍ فقد غَلّ والله تعالى يقول : ( ومن يَغلُل يأت بما غلّ يوم القيامة ثم تُوفّى كلُ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون )
وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلمّا سرتُ أرسل في إثْري فرُدِدْتُ فقال : ( أتدري لِمَ بعثت إليك ؟ لا تُصيبنّ شيئًا بغير إذني فإنه غُلُول " ومن يَغلل يأتِ بما غلَّ يوم القيامة " لهذا دعوتك فامض لعملك )
يا سيادة الرئيس : يروي لنا التاريخ أنّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - بعث برسالة إلى أحد الولاة يقول له فيها : (يا عُتبَة بن فرقَد إنّه ليس مِن كَدِّك، ولا مِن كدِّ أبيك، ولا مِن كدِّ أمك ، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك) .
فعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يؤكد ها هنا ثلاث مسائلَ مهمة :
الأولى: أن المال العام ليس مُلْكاً للوالي ، بل حق للمسلمين جميعِهم، ولهذا قال عمر ـ رضي الله عنه ـ : « أما والله ما أنا بأحقَّ بهذا الفيء منكم ، وما أحد منّا بأحقَّ به من أحد ، وما من أحد من المسلمين , إلا وله في هذا الفيء حقٌ، ولئن بقيت , ليبلغنّ الراعي وهو في جبال صنعاء حقّه من فيء الله » .
الثانية : أنّ من واجب الوالي أن يعطي الناس ما يحتاجونه بلا منَّة ولا تقصير .
الثالثة: أن لا يختصّ الوالي بشيء دون الناس .
وقد قال النووي – رحمه الله - في شرح هذا الحديث : «والمراد هنا : أن هذا المالَ الذي عندك ليس هو من كسبك، وما تعبت فيه، ولحقتك الشدة والمشقة في تحصيله ، ولا هو من كد أبيك وأمك فورثته منهما، بل هو مال المسلمين،فشاركهم فيه ، ولا تختص عنهم بشيء ، بل أشبعهم منه وهم في رحالهم "أي منازلهم" كما تشبع منه في الجنس والقدر والصفة ، ولا تؤخر أرزاقهم عنهم ، ولا تحوجهم يطلبونها منك ، بل أوصلها إليهم وهم في منازلهم بلا طلب »
ويقرر ابن تيمية – رحمه الله - هذه القاعدة الكلية بقوله : « وليس لولاة الأموال أن يُقسّموها بحسب أهوائهم ، كما يُقسّم المالك ملكه فإنّما هم أمناء ونوَّاب ووكلاء، وليسوا مُلَّاكاً » .
يا دولة الرئيس : لقد تجاوز الأمر كل حد فبدل أن تكونوا معول بناء لوطننا أصبحتم معولا لإضعاف قوته ولتحطيم الشعب وتبديده قواه وتدمير اقتصاده حتى ساعة الاحتضار ليقضى عليه القضاء الأخير ليعلو النواح وتقام الجنائز .
فالمال الذي قمتم وتقومون بتوزيعه على النواب وغيرهم , في ظلّ التردي الاقتصادي، والمديونية , وارتفاع معدلات الفقر والبطالة , ليس من كَدّك ولا من كدّ أبيك ولا من كدّ أمك حتى تتصرف به كما لو انه مالك , إنه مال الشعب وإنما أنت أمين ووكيل عليه .
لقد كان من الواجب على نواب الامّة , أن يحافظوا على حقوق الناس , ويدعووا إلى حفظها، ويدافعوا عنها ، وينتصروا لها ، ويبادروا بإعداد الآليات العملية والتنظيمات الرقابية التي تكفل الحفاظ على الأموال العامة ، وتمنع تخوّض السرّاق فيها ، ويواجهوا طغيان الفساد المستشري في كثير من مؤسساتنا بكل وسيلة شرعية وقانونيّة ؛ لا أن يكونوا هم من يبدد مقدرات الوطن ويضيِّع ثرواته, وإن دلّ ذلك فإنما يدل على الحالة المهينة والمزرية التي وصل اليها مجلس نوابنا , امتثالاً لقول الله – عز وجل -: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (المائدة: 63) .
فأيّ احترام وأيّ تقدير لهم بعد ذلك ؟
ها هو الفضيل بن عِياض – رحمه الله - يضرب لنا مثلاً عظيمًا في رعاية شؤون الناس حين يقول : «إني لأستحي من الله أن أشبع حتى أرى العدل قد بُسِط،َ وأرى الحق قد قام» .
إنّ من الصور المشرقة يا دولة الرئيس والتي يحدثنا عنها تاريخنا المجيد عن حرص الولاة على الأموال العامة ، ما نقله موسى بن عقبة – رحمه الله - قال : لما وَلي عِياض بن غَنْم ـ رضي الله عنه ـ قَدِم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ، فلقيهم بالبشر وأنزلهم وأكرمهم ، فأقاموا أياماً ثم كلّموه في الصلة ، وأخبروه بما لقوا من المشقّة في السفر رجاء صلته. فأعطـى كلَّ رجل منهم عشرة دنانـير ـ وكـانوا خمسـة ـ فردوها وتسَخّطوا ونالوا منه ! فقال : أيْ بني عم ! والله ما أُنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بُعد شُقتكم، ولكنْ والله ما حصلت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي ، وببيع ما لا غنى بي عنه ، فاعذروني . قالوا : والله ما عَذرَك الله ، فإنك والي نصف الشام ، وتعطي الرجل منا ما جهده أن يُبلِّغه إلى أهله؟! قال: أتأمرونني أن أسرق مال الله؟ فوا لله لأن أُشقَّ بالمنشار أحبُّ إليَّ من أن أخون فلساً أو أتعدى .
الله أكبر !! فأين هذا الموقف العظيم الذي لا ينقضي منه العجب والإكبار، ممن تخوّض في أموال الشعب ، واستأثر بها دون الناس بغير حق ولا برهان ، وصرفها لمن ليس له حق في هذه الأموال ؟!
يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن رجالا يتخوّضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة )
وكذلك يروي لنا التاريخ أنّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - صَعِد المنبر ذات يوم فقال : أيها الناس اسمعوا , فرد عليه سلمان : لا نسمعُ لك ياعمر , فقال عمر : ولِم يا أبا عبد الله ؟ ألم تبايعني على السمع والطاعة ؟ قال سلمان : بايعتك , ولكن بالمعروف , قال عمر : وماذا جرى ؟
قال سلمان : "بالأمس جاءتك غنائم , وحصل كلٌ منا على ثوبٍ واحد , وعليك الآن ثوبٌ طويلً ولا يكفيك ثوب واحد لطول قامتك , فمن أين لك هذا ؟
قال : يا عبدا لله بن عمر الثوب الثاني ثوب مَنْ ؟ قال ابنه عبدا لله : ثوبي أعطيتكه لتكمل به ثوبك .
نظر عمر إلى سلمان – رضي الله عنهما – وقال له : أسمعت يا سلمان واقتنعت ؟ قال : نعم , والله ما قلت هذا لريبة فيك , لكني خشيت أن يتكلمَ الناس عنك بما لا يعرفون منك .
هكذا دار الحوار على ثوب , أيّ أنّ أموالَ الدولةِ مرعية , وكذلك الحرية مرعية, والعزة عزة الإنسان مرعيّة أيضا .
لقد كانت هناك حريّة , وكانت هناك عزة وكرامة .
يا سيادة الرئيس : سأل الفضيل ابن عياض - رحمه الله - رجلاً فقال له : كم عُمرك؟
فقال الرجل: ستون سنة , فقال الفضيل: إذاً أنت منذ ستين سنة وأنت تسير إلى الله توشك أن تصل.
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون , فقال الفضيل : وهل تدري معنى ذلك؟ فقال الرجل: نعم أعلم أنني عبد لله وأنني إليه راجع فقال الفضيل : إذاً فمَنْ علم أنه عبد لله وأنه إليه راجع ، فليعلم أنه موقوف بين يدي الله يوم القيامة ، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول ، ومن علم أنه مسئول، فليعدّ لكل سؤال جواب .
فماذا سيكون جوابك غداً بين يديّ ملك الملوك ؟
ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( ما من أحد إلا سيُكلِّمٌه ربه , ليس بينه وبينه ترجمان , فينظر أيمن منه , فلا يرى إلا ما قدم , وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم , وينظر بين يديه , فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه , فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة )) .
يا دولة الرئيس : إنَّ ببابك ناراً تتأجج ولديك أعوان لا يتقون الله فيك وأنت مسؤول عما اجترحوا وليسوا مسؤولين عما اجترحت فلا تُصلح دنياهم بفساد آخرتك فاتق الله في نفسك فإنّ هؤلاء اتخذوك سُلّماً إلى شهواتهم فأنت كالماسك بالقرون وغيرك يحلب وإنّ هؤلاء لن يُغنُوا عنك من الله شيئاً .
يقول الفضيل بن عياض:لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان،قيل له : يا أبا علي فسر لنا هذا؟قال: إذا جعلتها في نفسي لم تتجاوزني، وإذا جلعتها في السلطان صلح ،
فيصلح بصلاحه العباد والبلاد)) اللهم اهدِ ولاة أمورنا وأصلحهم فبصلاحهم نصلح , اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه إنك وليُّ ذلك والقادر عليه ))





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع