الخاطرة رقم (١):
من منظور الإسلام، يُعد العقل من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وهو الخصيصة التي تُميّز الإنسان عن بقية المخلوقات. وقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أهمية العقل ودعا إلى استخدامه بشكل صحيح في تحقيق الخير على وجه الأرض، والوصول إلى النجاح والفوز بمرضاة الله تعالى وتوفيقه في الحياة الدنيا والآخرة.
ويُعتبر العقل في الإسلام الحنيف أداة من أدوات البحث عن الحق والوصول إليه، ووسيلة سليمة لتفكير والاستدلال والتدبر في آيات الله الكونية والشرعية.
ومن المهم أن يستخدم الإنسان عقله في تفسير النصوص الدينية وفهم معانيها بشكل صحيح، وأن يستخدمه في اتخاذ القرارات الحكيمة والصائبة في حياته.
ومن المهم أيضاً أن يكون للإنسان عقل نير وصحيح، وأن يتعلم ويكتسب العلم والمعارف في مختلف المجالات، وأن يستخدم هذه المعارف في خدمة الإنسانية وتحقيق الخير والرفاهية للبشرية كلها.
كما ويحث الإسلام الحنيف على الاهتمام بالتعليم والبحث والاكتشاف والابتكار، وعلى العمل الدؤوب والاجتهاد في سبيل تحقيق النجاح والتقدم.
وفي النهاية، يمكن القول إن العقل من أهم القدرات التي أنعم الله بها على الإنسان، ومن المهم أن يستخدمه الإنسان بشكل صحيح وفي سبيل تحقيق الخير والنجاح في الحياة، وأن يحرص على تطويره وتنميته بشكل دائم.
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن نقول بأنّ هنالك العديد من الطرق والوسائل التي من شأنها أن تعمل على تنمية العقل إذا استخدمت استخداما جادّا وصحيحا، ومنها ما يلي:
1. القراءة: القراءة هي واحدة من أفضل الطرق لتنمية العقل، حيث تساعد على توسيع المعرفة وتحسين القدرة على التفكير والاستنتاج والتحليل.
2. التعلم المستمر: يجب الاستمرار في التعلم والتطوير، وتحديث المعرفة والمهارات بشكل دائم، سواء من خلال الدراسة الأكاديمية أو الدورات التدريبية أو الاطلاع على الأخبار والمواضيع العلمية والثقافية المتنوعة.
3. الحوار والنقاش: يمكن تنمية العقل من خلال الحوار والنقاش مع الآخرين، حيث يتم تبادل وتلاقح الأفكار والآراء والخبرات، وتحليلها وتقييمها.
4. التحدي والتجربة: يمكن تنمية العقل من خلال التحدي والتجربة، والخروج من منطقة الراحة والدعة وتجربة أشياء جديدة ومختلفة، واستكشاف الأفق المختلفة.
5. الاهتمام بالصحة العقلية: يجب الاهتمام بالصحة العقلية والتخلص من التوتر والقلق والتفكير السلبي، والاعتناء بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة والنشاط البدني.
6. التأمل والاسترخاء: يمكن تنمية العقل من خلال التأمل والاسترخاء، وتخليص العقل من التشتت، والتركيز على الأهداف المرجوة، وتحسين القدرة على التفكير الواعي والإبداع الخلاّق.
7. الاستماع إلى القرآن الكريم: يمكن الاستفادة من الاستماع لكتاب الله تعالى من أجل تنمية العقل وتحسين الذاكرة والتركيز، وتخفيف التوتر والقلق.
8. اللعب والتسلية: يمكن تنمية العقل من خلال اللعب الهادف والتسلية والترويح عن النفس، والاستمتاع بالألعاب الذهنية والتحديات الذكية، والتفكير الإبداعي.
إنه من المهم ممارسة هذه الطرق بانتظام واستمرارية تنمية العقل وتحسين قدراته ومهاراته لكي يستفيد من الإنسان بما يُحقق له الخير والرفاهية والتقدم في عمل الدنيا والآخرة.
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
كتبه - في عمّان المحروسة- صبيحة يوم الإثنين الموافق ٢٠٢٣/٦/١٩م- الكاتب والباحث في الدراسات والبحوث الإسلامية.
الشيخ عمر عبدالحميد البطوش.