لازال الشارع الاردني ومنذ شهور عديدة وقبل بدء الربيع العربي يخرج مطالبا بمطالب نادت بها لاحقا الشعوب العربية بدء من تونس وانتهاء بسوريا ، وهي مطالب تميزت عن غيرها من المطالب العربية الأخرى لأنها أخرجت من ملعبها النظام الملكي وابقته حجر الميزان الذي تستقر بوجوده الامور .
وارتفع هذا السقف من المطالب الأردنية بدء بمكافحة الفساد ورؤس أكلي خيرات الوطن وتطورت الى يوم الجمعة الماضية عندما خرجت كلمة وحيدة برزت في أكثر من محافظة وهي كلمة ثورة وهنا يقصد بها ثورة الشعب على الحكومة ومخرجاتها ومحاولاتها للعب بالوقت على حساب زمن هذا الشعب الذي يشاهد شعوب عربية أخرى رفعت سقف مطالبها ونالت منه ما تريد .
ونحن في الاردن حدد سقف مطالبنا برأس الحكومة والفاسدين وإعطاء الشعب الحق بأن يكون مصدر السلطات وأن تتوقف الحكومة عن إجترار الزمن واستغلال المخرجات المشوهة لديمقراطيتها هي والحكومات السابقة لإصلاح ما لايمكن إصلاحة ، وان تصدر شخص الرئيس واذرعه الحكومية للأخبار الاسبوع لأكبر دليل أن هذا الشعب محق بمطالبه ، ويأتي جلالة الملك وبخطابه الاخير يحدد الوقت الزمني كما حدده من السابق لكل الحكومات الاردنية والنتيجة قيام هذه الحكومات بتأجيل الفعل إلى أن يقولها الملك ويعلن حل الحكومة وتعاد الكرة مرة أخرى ويضيع الزمن الأردني بالملعب بدون تسجيل أية اهداف لصالحه وهو يراقب شعوب عربية أخرى تحقق أهدافها وتعلب بزمنها الذي صنعته بيدها .
واثناء هذه المتاهة في الملعب الأردني تخرج اصوات من مختلف الجهات تهدف الى إخراج اللعبة الاردنية من سياقها الطبيعي وتلقي بالعديد من الكرات في الملعب الأردني كي يضيع المزيد من الزمن الاردني بحثا عن الكرة الأصلية التي يفترض بها أن تدخل الشباك وتحقق الفوز لهذ الشعب ، ويزداد عدد المشجعين وكل مجموعة منهم تشجع كرة معينة دون بقية الكرات ويتوه الاعبين الأردنيين وكذلك الجمهور الأردني المراقب الذي لايعلم أي الكرات هي التي ستحقق الهدف الأردني ويفوز الاعبيين ويهتف الجمهور فرحا بالفوز.
وخلاصة ما يحدث في الملعب الأردني لا يوجد كرة متفق عليها لا في ملعب جلالة الملك ولا الحكومة ولا الشعب وستبقى مبارة الشعب الاردني تُمدد على حساب الوقت الأصلي للربيع العربي ؟؟