تقرير: اقتصاد قطر يواصل الازدهار تحقيقا لرؤية
تقرير: اقتصاد قطر يواصل الازدهار تحقيقا لرؤية
زاد الاردن الاخباري -
تعكس الصورة الحضارية المشرفة لدولة قطر، وبيان التزامها بمواجهة التغيرات المناخية، وخفض البصمة الكربونية عبر تنظيم بطولة محايدة للكربون، فضلًا عن إنعاش قطاعات
السياحة والعقار والبضائع والسلع الاستهلاكية والطيران وغيرها، مما انعكس في نتائج الشركات المدرجة بالبورصة في نهاية
العام الماضي، والتي سجلت ارتفاعًا في الأرباح الصافية بنسبة 10.27 بالمئة، لتبلغ 49.483 مليار ريال، مقارنة مع 44.871 مليار ريال عام 2021.
وأكد الدكتور الكواري أن إحدى
فوائد كأس العالم في
قطر هي تقديم
قطر كوجهة سياحية رائدة، لافتًا إلى أن الأرقام تعكس زيادة التدفقات السياحية الواردة إلى البلاد بعد
انتهاء المونديال، حيث سجل قطاع
السياحة القطري أداء قويًّا في الربع الأول من
العام الحالي 2023 باستقبال
قطر لأكثر من مليون زائر، مسجلة بذلك المعدل الأعلى من نوعه خلال الربع الأول من زوارها الدوليين، وهو ما يؤكد حدوث
تحول في هذا القطاع المهم، وإسهامه الكبير في تنوع الاقتصاد لجهة أن قطاع
السياحة يعتبر محركًا لعدد من القطاعات الأخرى.
وأشار إلى نجاح خطط الدولة وسياساتها الرشيدة في استقطاب شركات عالمية في العديد من القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية والواعدة، ومنها قطاعات التكنولوجيا الناشئة، والخدمات اللوجستية والتجارة، والتصنيع والمنتجات الاستهلاكية، والخدمات البحرية، والعلوم الطبية الحيوية، والأغذية والتكنولوجيا الزراعية، وغيرها.
وتوقع الدكتور الكواري أن تواصل
قطر جني ثمار البطولة من حيث الترويج للفرص الاستثمارية الفريدة المتاحة، وجذب الشركات الإقليمية والدولية للاستثمار في البلاد، لا سيما أن إطلاق استراتيجية
قطر الثالثة 2023 - 2030 (خريطة الطريق الأخيرة لتنفيذ رؤية
قطر 2030) لدعم أهداف التنويع الاقتصادي في الدولة بات على الأبواب.
وبينما تواصل
قطر الجهود لتحقيق المزيد من تنويع اقتصادها، أصبحت العديد من الفرص متاحة للمستثمرين، لا سيما في القطاعات غير الهيدروكربونية، ففي قطاع اللوجستيات: أشارت
دراسة قطاعية أجرتها وكالة ترويج الاستثمار في
قطر إلى أن نسب نمو سوق اللوجستيات بالدولة ستتفوق على مثيلاتها في
دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة 2020 – 2026.
وقالت الوكالة إنه مع النظرة الواعدة لسلاسل التوريد واللوجستيات والتخزين العالمية، التي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 9.5 تريليون دولار في عام 2021، ستتاح للمستثمرين الطموحين إمكانية الاستفادة من البنية التحتية المتطورة والنشاط الصناعي المزدهر والنهج الصديق للأعمال التي تتميز بها
دولة قطر.
أما في تكنولوجيا المعلومات، فيظل التحول الرقمي والرقمنة في صلب ركائز رؤية
قطر الوطنية 2030، ووفقًا لشركة جلوبال داتا لتحليل البيانات، فمن المتوقع أن يصل إنفاق
دولة قطر على تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى ما يقدر بنحو 9 مليارات دولار بحلول
العام 2024، أي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.2 بالمئة.
وفي البنية التحتية، هناك إنفاق حكومي مرتفع مع توقع بلوغ معدل النمو السنوي المركب 9.5 بالمئة في سوق البناء من عام 2023 إلى عام 2030، والذي من المتوقع أن يصل إلى 123 مليار دولار بحلول عام 2030.
أما في الرياضة، فمن المتوقع أن تبلغ قيمة القطاع 26 مليار دولار بحلول عام 2025،
خاصة مع استضافة العديد من الأحداث الرياضية الكبرى في السنوات المقبلة، بما في ذلك كأس آسيا 2023، وبطولة العالم للسباحة في الدوحة 2024، وكأس العالم لكرة السلة في 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2030.
كما أصبحت القطاعات الناشئة الجديدة -من الاستدامة إلى الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الزراعية والتصنيع المتقدم، محفزات رئيسية للنمو الاقتصادي، مما يوفر فرصا واعدة للمستثمرين.
وتهدف
دولة قطر إلى مواءمة قطاعاتها الاستراتيجية مع تطلعات التنمية المستدامة، وتوفير الفرص للمستثمرين المهتمين بالاستدامة، حيث توفر الدولة فرصًا لا تقل قيمتها عن 75 مليار دولار بحلول عام 2030 في مجال الاستثمارات المستدامة -طبقًا لتقرير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الصادر عن وكالة ترويج الاستثمار في قطر-
خاصة بمجالات التكنولوجيا الزراعية وإدارة المخلفات والتكنولوجيا النظيفة.
ومن القطاعات المزدهرة الأخرى ذات الفرص الواعدة للاستثمار الأجنبي المباشر، التكنولوجيا الزراعية والألعاب الإلكترونية والأمن السيبراني والاقتصاد الحلال والتكنولوجيا النظيفة والمركبات الكهربائية والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وكانت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا قد اعتبرت في
تصريح سابق لــ (قنا) أن أداء الاقتصاد القطري مثال لامع للإصلاحات والمؤسسات القوية التي تؤدي إلى نمو متنوع لخلق اقتصاد المستقبل للشعب القطري.
وذكرت غورغييفا أن مساهمة القطاع غير النفطي في نمو الاقتصاد تعتبر الأقوى في منطقة الخليج، ما يدل على أن التنويع الذي تم اتباعه خلال السنوات الماضية يؤتي ثماره.
إن تبني رؤية
قطر الوطنية 2030 قبل 14 عامًا مكَّن من
تأمين مستوى معيشي مرتفع للمواطنين القطريين، وتطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي، ما مهد طريق بطولة كأس العالم المعروفة بقدرتها على تحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص
العمل والارتقاء بالبنى التحتية، وتعزيز قطاع التجارة الخارجية.