التمويل عقبة تعرقل رفع منسوب تخزين السدود بتعليتها في ظل النقص المائي الحاد بالبلاد

زاد الاردن الاخباري -

تصطدم خطوات وزارة المياه والري، لرفع منسوب السدود في المملكة كخطوة لزيادة مخزون مياهها، بعوائق تحول دون إمكانية الإسراع في تنفيذها، تتمثل أساسا بقضية التمويل.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة، جديتها في السير ضمن خطة وطنية لزيادة مناسيب المياه المستفاد منها في المملكة، التي تعاني أصلا عجزا يفوق الـ500 مليون متر مكعب سنويا، فإن قضية التمويل تبقى تحديا أساسيا يواجه تنفيذ مشاريع استراتيجية مهمة، للحفاظ على مياه الأمطار الهاطلة.

وتقول مصادر الوزارة، في تصريحات إلى "الغد"، إن "إعادة النظر في تعلية بعض سدود المملكة الرئيسية مثل الموجب البالغة سعته حوالي 30 مليون متر مكعب، والوالة البالغة سعته التخزينية نحو 8 ملايين، أصبحت حاجة ملحة مستقبلا".

وتضيف المصادر أنه لتحقيق هذا المطلب، عند "ثبوت" جدواه الاستراتيجية في الاستفادة من كميات المياه الفائضة عن سعة السد، والتي تمثل حاليا مياها "شبه مهدورة"، سيتم ضمان استغلال تلك الكميات بتوفير قدرة أكبر على جمع المياه، وبالتالي استخدامها في مختلف متطلبات المياه.

وتوضح، أنه على الرغم من أهمية إيلاء موضوع تعلية السدود التي عادة ما تشهد "فائضا" من مياه الأمطار عاما بعد عام الأولوية اللازمة، إلا أن ذلك ليس بالضرورة تكراره على الدوام، ويعتمد على أداء وجودة الموسم المطري.

وكان الموسم الشتوي الماضي، حقق معدل هطول مطري لم يتجاوز 68 % من المعدل العام طويل الأمد، والبالغ 8.3 بليون متر مكعب.
وتعتمد عملية "تعلية" السدود بعد إثبات الدراسات العلمية لجدواها، على تكرار ظاهرة امتلائها موسما بعد آخر، وفق دراسات وزارة المياه والري والتي تعتمد أصلا في تصميمها للسدود، على إمكانية تعلية أي منها إن تطلبت الحاجة.

وخزنت أمطار الموسم الشتوي الماضي حوالي 108.9 مليون متر مكعب في السدود العشرة، بما فيها سد الوحدة، من أصل إجمالي سعتها التخزينية البالغة 325 مليون متر مكعب، بيد أنها لم تكن موزعة جغرافيا بما يلبي الطموحات.

ولا تخفي صعوبة رسم استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا الوضع "الصعب"، سيما وأن حجم انخفاض المخزون المائي الماضي مقارنة بنظيره حتى الفترة ذاتها من الموسم الشتوي 2009-2010، بلغ 43.5 مليون متر مكعب، ما يحتم التأكيد على اتخاذ كافة الإجراءات لتجاوز هذا العجز.

وبحسب أرقام سلطة وادي الأردن، بلغ معدل انخفاض المخزون المائي الماضي في كافة السدود 14 % عن الموسم المطري للعام 2009-2010 حتى الفترة ذاتها، إذ وصل حجم التخزين إلى نحو 47 % من إجمالي سعتها التخزينية.

ويسهم سد الوالة، الذي أنشأته سلطة وادي الأردن في 2002، في تغذية آبار الهيدان الواقعة أسفل السد بعد نضوبها، في الوقت الذي كانت تغذي فيه عمان بما يتراوح بين 10 - 15 مليون متر مكعب سنويا.

وأسهم السد في تفجر الينابيع من جديد، ما أدى إلى جريان وادي الوالة، الذي كان جافا، على مدار العام وعودته إلى وضعه السابق، علما بأن مستوى المياه في آبار منطقة الوالة تراوح بين 10 - 14 مترا حتى بداية العام الماضي.

ويتم بناء السدود على عدة مراحل، وذلك لأسباب تعود إلى إمكانية تعليتها لاحقا عند ثبوت الحاجة، كما هو الحال في سد الوحدة، والبالغة سعته التخزينية الإجمالية حاليا 110 ملايين متر مكعب، في حين إنه من الممكن تعليته ليستوعب حوالي 220 مليون متر مكعب.

وتخزن السيول الناجمة عن الأمطار الهاطلة، في السدود عبر جريانها في الأودية أولا، إلى جانب فائدتها في تغذية المياه الجوفية.

وفي حين يبلغ إجمالي معدل الفاقد المائي في كافة المحافظات حوالي
45 %، تفوق هذه النسبة 60 % في مناطق معينة مثل معان والمفرق، بالإضافة إلى ما تعانيه عمان من فاقد يصل الى 43 %.