في العقل الباطن للمواطن العربي حالة من الرفض للواقع وذلك يعود الى عدم ايمانه بأن تبادل الاجيال للتاريخ لن يضمن الافضل للجيل القادم ، وبهذه العقلية التي هي نتاج انتكاسات السياسية العربية منذ عقود وجد هذا المواطن ملجأه الافضل والوحيد في التعامل مع كل يوم بيومه .
ونجد أن ما يحدث في ربيع الشعوب العربية ما هو إلا محاولات لتجبير الجزء المعطوب من الجسم وليس بتره ، حتى ولو كان في البتر ضمان المستقبل للأجيال القادمة .
وبهذه المقدمة البسيطة أجدني أقول وبكل وضوح وشفافية أن العلاقة ما بين القدس وعمان ونابلس والسلط والخليل والكرك تمر بنفس الحالة من التجبير في الفكر الاردني والفسطيني معا ، والتجربة الفلسطينية مع السلطة الفلسطينية منذ نشوئها تجربة مريرة ولا تخلوا من الكوارث المصيرية على هذا الشعب بدء من تجربة ايلول الاسود الذي لم تكن العقلية ( القيادة الفلسطينية ) قادرة على التعامل مع أن هناك مئات الالوف من شعبها يعيشون في أرض الاردن بدون أي فروقات أو تمييز ، ولكنها كقيادة أبت إلا أن تتولى زمام الامور لتحقيق مصالحها الخاصة ، وإعيدت التجربة في لبنان وغادرت هذه القيادة على ظهر السفن وتركت مئات الالوف من الفلسطينين داخل سجون كبيرة تسمى مخيمات ، ولم تكتفي هذه القيادة بذلك بل أنها إنحازت للجانب الخطأ في حرب الخليج الثانية وكذلك تناست هذه القيادة أن هناك مئات الالوف من شعبها يعيشون في الكويت قبل أن تقوم لها قائمة أو يتم إلاعلان عنها أنها ممثل وحيد لهذا الشعب .
واستمرت خطوات هذه القيادة الانتهازية الذاتية المصالح لتصل الى حد التعامل مع العدو من خلال اتفاقية اوسلوا مكتفية بالمكاسب الانية والذاتية الواضحة على رؤوس الاشهاد ، وكذلك تناست أن هناك مئات الالوف من شعبها يعيشون هناك وقد قلبت حياتهم رأس على عقب بعد دخول هذه السلطة للمنطقة ، وظهرت الانقسامات والتحزبات حتى على مستوى الاسرة الواحدة وظهر الحيتان الجدد الذين يعملون بالعقلية العربية السابقة الذكر بل إن هؤلاء أعلنوها على الملأ بأنهم غير معنيين بشيء سوى تحيقيق مكاسبهم الذاتية والأنية .
واذا سئلت أي فلسطيني عانا الامرين من هذه الخطوات العشوائية ( للقيادة الفلسطينية ) لأجابك اجابة واحد لكل حالة وهي أن الاردن كان اجمل قبل ايلول وان لبنان كان أجمل قبل الحرب وان الكويت كانت بيتنا قبل حرب الخليج الثانية وأن فلسطين كانت أجمل قبل اوسلو ، اذا ما المانع أن نعيد التاريخ للوراء قليلا ونقوم ببتر هذه الجزء من الجسم الفلسطيني وتعود القدس المحافظة رقم 13 من محافظات المملكة الاردنية الهاشمية ، وهو حديث صريح وبدون أي مجاملة لأحد لأنه نابع من عقل وفكر شعب وليس قيادات لن يسجلها التاريخ إلا على صفحاته السوداء .