توالت ردود الفعل المنددة بحادثة حرق متطرف سويدي من أصول عراقية نسخة من القرآن الكريم في العاصمة ستوكهولم،
منها ما كان قويا بحجم الحدث، وللأسف منها ما جاء على استحياء، وخصوصا من بعض الدول الأوروبية وحتى العربية والإسلامية، وما يثير دهشتي موقف تلك الدول التي تدعي أنها سيدة الديمقراطية وحرية التعبير، وأنها تعتبر ما قام به (المخبول) ما هو إلا باب من أبواب حرية التعبير والرأي ، متجاهلين أن من أبجديات حرية التعبير، أن تحترم والآخر وأن لا تمس مشاعره الدينية...
من تابع حركات ذلك ( المهبول ) يجد أن الأمر يتعداه بكثير ويبدو أن هناك خللا كبيرا أصاب البعض في فهمهم لحرية التعبير واحترام الأديان...
فكيف للعنف اللفظي أن يكن يوم نوعا من أنواع حرية التعبير.
ومتى كان السب والشتم عنوانا لذلك، ومتى كان استفزاز مشاعر الملايين والمساس بدينهم وعقيدتهم حرية تعبير...
نعم مزق المخبول المتطرف سلوان موميكا ذي الأصول
العراقية نسخة من المصحف، وأضرم النار فيه عند مسجد ستوكهولم المركزي، وباركت السويد ذلك بعد أن منحت الشرطة السويدية تصريحا له بتنظيم الاحتجاج والحرق إثر قرار قضائي...
ولكنهم نسوا أو تناسوا قول الله تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ") سورة التوبة آية: ٣٢...
عندما كتب سليمان رشدي روايته المسيئه لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعنوان" أيات شيطانية "هدر الخميني دمه وقامت الدنيا عليه ففر كالجرذ وبعدها اختفى سليمان وغير اسمه خوفا على حياته، وبعدها كان للكرم الرباني باب في ذلك فعندما هدر دمه أثار عند الناس في كل انحاء العالم فضولا لمعرفة سبب ذلك، فانتشرت الرواية في البداية ثم جاء العطاء الرباني فاقبلوا جميعا على شراء القرآن الكريم ليفهموا لماذا هاجم سليمان رشدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في روايته، وعندها تجلت قدرة الخالق ( وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ) واندثر فلا صوت يعلو فوق صوت الحق، وبسبب ذلك دخل عدد كبير منهم في دين الإسلام الحنيف، ولولا الرواية لما عرفوا عنه شيئا وما أسلم منهم أحد...
ختاما أقول لمعشر الغلاة والتطرف والخبول والطبول: الإسلام والقرآن قائمان الى يوم الدين، لا يهزمهم كلام مخبول ولا يؤثر فيهم فعل حاقد جاهل...
لقد جرت سنة الله تعالى أن الأيام دول والمعركة سجال بين الحق والباطل، كما جرت سنة الله تعالى التي لا تتغير ولا تتبدل أن الغلبة تكون لعباد الله الصالحين، والنصر والتمكين لأوليائه المتقين...
جاء في كتاب الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله، قال:" سأل رجل الشافعي فقال: يا أبا عبد الله، أيهما أفضل للرجل: أن يمكن أو يبتلى؟ فقال الشافعي: لا يمكن حتى يبتلى؛ فإن الله ابتلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- فلما صبروا مكنهم، (وكذٰلك ننجي المؤمنين) صدق الله العظيم
فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
..
قال الأمام الشعراوي عليه رحمة الله: إن الباطل جندي من جنود الحق
لأنه حينما يعلو
يؤلم الناس بشراسته
فيصيح الناس:
أين ألحق؟
فيظهر الله الحق!!! وهو على ذلك لقدير...
وما قام به ذلك المخبول المتطرف الا بعلم الله وهو القادر على النيل منه ليكون عبرة لمن لا يعتبر، وما فرعون عنه ببعيد...!!
المهندس مدحت الخطيب
كاتب ونقابي اردني
Medhat_505@yahoo.com