زاد الاردن الاخباري -
وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه وشعبه والعالم أمام لحظة تاريخية مفصلية لها ما بعدها ، فهو قد أنهى تردده وفاض به الكيل وقد عرف بصبره الطويل ، وقد وضع نفسه أولا ً في موقف ٍ حرج وخطر بوقوفه بوجه الإرادة الصهيونية والأمريكية مما قد يكلفه حياته ، كما خاطر سلفه ياسر عرفات وقال للرئيس الأمريكي بكامب ديفيد " أدعوك لجنازتي " ....بعد الجمعة القادم يضع الرئيس محمود عباس شعبه أيضا ً على حافة نار الانتفاضة الثالثة التي سيفجرها شعبه لتحقيق الاستقلال أيا ً كانت النتائج ...وأمام آلة المحتل العنصري الذي نشر دباباته وقواته على مشارف المدن الفلسطينية ....
ووضع الرئيس الفلسطيني العدو الصهيوني أيضا ً في موقف ٍ حرج وأمام لحظة الحقيقة التاريخية : فلم تعد تجدي المراوغة التي أتقنها ؟ ولديه ثلاث خيارات : أجهز على اثنين وأبقى الثالث وهذا الأخير فيحمل بذور موت هذا الكيان في طياته وبزمن ٍ قصير أيضا ً
الخيار الأول : الدولة الواحدة الديمقراطية ورفضه وتجاوزه
الخيار الثاني : حل الدولتين وهذا أيضا ً أجهضه بخطواته الأخيرة وعبر سني المماطلة والتسويف وخيار الدولة اليهودية النقية.
والخيار الثالث : وهو خيار الدولة العنصرية ( ولة الأبارتهايد ) وهذه ستقرب موت دولة الاحتلال بأسرع مما يتصور ....فزمان الفصل العنصري قد ولى في زمن العولمة والفضاء المفتوح والقرية الكونية ...
ووضع الولايات المتحدة الأمريكية أما خيارات ثلاثة وكلها عصيبة ٌ ولا تريد أن تقف في أي ٍ منها :
1- الفيتو : وهو المتوقع سيضع الولايات المتحدة بمواجهة الأمة العربية والإسلامية ويجهض أكاذيبها وأكاذيب رئيسها (أوباما) الذي بشر بدولة فلسطينية مع أيلول 2011م ....ويضعها أمام مخاطر تعرفها وتعلمها جيدا ً بعد أحداث 11سبتمبر وتجيب على سؤال : لماذا يكرهوننا ؟؟!!
2- الامتناع عن التصويت : وسيضعها أمام اللوبي الصهيوني وإسرائيل هدفا ً سائغا ً
3 - الموافقة وهذا سيضعها أيضا ً في مواجهة اللوبي الصهيوني وإسرائيل ....فأياً سيتجرع أوباما من الكؤوس فسيكون خاسرا ً...
ويضع الرئيس عباس العالم العربي والإسلامي أمام استحقاقاته أيضا ً ...فستقطع المعونات عن السلطة الفلسطينية ويجب على الأمة أن ترسم مسارا ً جديدا ً يخلص الحقوق العربية والفلسطينية ....
أبومازن ستتعب الكون بخطوتك ....ولكنها كانت يجب أن تكون منذ سنين
عاطف القيسي