زاد الاردن الاخباري -
اضطرت طالبة الثانوية العامة عالية خالد من منطقة المشارع بلواء الغور الشمالي، إلى حزم أمتعتها ومستلزمات دراستها، والتوجه إلى منزل جدها في مدينة إربد، بعد ليلة قلق وتوتر قضتها بمنزل والديها نتيجة انقطاع متكرر للتيار الكهربائي المتزامن مع ارتفاع غير محتمل بدرجات الحرارة وصلت في ذروتها إلى 44 درجة مئوية.
عالية وجدت في بيت جدها بإربد، بديلا وفر لها أجواء دراسية يحتاجها طالب التوجيهي، غير أن مئات الطلبة في اللواء لا يملكون هذا الخيار، ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى تقبل الأمر ومحاولة التعايش معه بين استغلال أوقات عودة التيار أو الدراسة على ضوء الشموع حرصا على عدم اهدار الوقت بانتظار عودة غير مرجوة للتيار.
الطالبة منى أبو نعاج، عاشت ساعات من التوتر والقلق أثناء دراستها لمادة الرياضات (العلمي) ليلة أول من أمس، وما زاد توترها انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ والمتكرر في منزل ذويها الكائن بمنطقة المشارع.
تقول أبو نعاج، "الانقطاع تسبب بزيادة توتري وعطل برنامجي الدراسي، شعرت أن الوقت يمضي دون أن أحضر جيدا للامتحان، ازداد قلقي وشعرت بخيبة أمل عندما تواصلت مع زميلاتي وأخبرنني أنهن أنهين التحضير ومراجعة المادة".
وتؤكد أن انقطاع التيار الكهربائي تكرر 7 مرات، ما وضعها في حالة ارتباك أثر على تركيزها وقدرتها على مراجعة المادة.
ويبدي العديد من طلبة الثانوية العامة وأوليائهم استياء جراء انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال موجة الحر التي تشهدها المنطقة منذ أيام، ملقين باللوم على شركة الكهرباء التي لم يكفوا عن الاتصال بها من أجل إعادة التيار ولكن دون جدوى.
وقال طلبة، إنهم استعانوا بالشموع من أجل إكمال دراستهم، خاصة بعد أن يئسوا من عودة التيار الكهربائي وانتظامه.
وأضافوا، يفقد الطلبة تركيزهم المطلوب مع فترة التقدم لامتحانات الثانوية العامة لأسباب خارجة عن إرادتهم، قائلين من غير المعقول أن لا يحظى طالب التوجيهي بأبسط الخدمات التي تساعده على التحضير جيدا للامتحان وهي خدمة الكهرباء بمنزله.
انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية بمناطق متعددة بالأغوار لم يرهق طلبة التوجيهي فقط، بل أثر على أفراد أسرهم بالكامل.
يقول والد الطالبة مي الرياحنة "بمجرد قطع الكهرباء انتابني القلق والتوتر الشديدان، خصوصا وأن الانقطاع تكرر 7 مرات في نفس اليوم ولساعات طويلة، وما زاد قلقي شكوى ابنتي وعدم قدرتها على الدراسة في هذه الأجواء".
وبين أن هذا الأمر جعله يشتري "بطارية" يستطيع من خلالها إضاءة مصباح واحد نظرا لعدم قدرة ابنته التركيز على ضوء الشمعة.
وقال محمد القويسم من سكان اللواء إن طلبة الثانوية العامة في اللواء يعيشون حالة من الخوف والترقب، وانقطاع التيار الكهربائي زاد من توترهم، متسائلا لماذا لا يتم توفير الأجواء الدراسية المناسبة لهم كباقي المحافظات الأخرى.
زاد من توترهم، متسائلا لماذا لا يتم توفير الأجواء الدراسية المناسبة لهم كباقي المحافظات الأخرى.
وأضاف الكل كان يعلم أن المنطقة ستشهد موجة حر، وأن هذه الموجة تتزامن مع تقديم امتحانات التوجيهي ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراءات استباقية تضمن استمرار خدمة الكهرباء بلواء الأغوار المعروف بارتفاع درجات الحرارة فيه إلى معدلات قياسية تتجاوز أحيانا الـ 44 درجة مئوية.
وتقول المرشدة الأسرية إيمان العباسي إن فترة الامتحانات يجب أن تتميز بالراحة والهدوء من قبل الطالب وأسرته، والبعد عن الخوف والقلق والتوتر لأنه يؤدي إلى حالة نفسية خلال الدراسة وتقديم الامتحان.
وأشارت إلى تأثيرات انقطاع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما على الجانب النفسي، حيث إن انقطاع التيار يخفض من ساعات الدراسة، ويعرقل مواعيد وجدول دراسة الطلبة الذين أعدوه مسبقا.
أما الطالبة غالية القويسم، فلم تنتظر عودة التيار الكهربائي منذ أول انقطاع له في ساعات الصباح الباكر بمنطقتها، إذ سارعت بالذهاب إلى منزل شقيقتها الكبرى في مدينة إربد على أن تعود لمنزلها صبيحة يوم الامتحان رغم الكلفة المالية والتعب النفسي والجسدي الناتج عن عملية التنقل بين منزل شقيقتها ومنزلها.
وأبدى طالب التوجيهي من الفرع العلمي خالد إسماعيل استياءه من انقطاع الكهرباء في اللواء قائلا "الدراسة على ضوء الشمعة يسبب تعبا للعين، ويزيد من إرهاق الطالب خاصة مع المواد التي تحتاج إلى تركيز عال كالفيزياء والكيمياء والأحياء، وهذه المواد بحاجة إلى أجواء مناسبة ومزيدا من الوقت والجهد".
من جانبه، قال مدير شركة كهرباء الشونة الشمالية المهندس محمد الخمايسة إن انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة كان خارجا عن إرادة الشركة، موضحا أن كوادر بلدية طبقة فحل كانت تقوم بعمليات صيانة لوحدة إنارة قريبا جدا من أسلاك الضغط العالي المتوسط ونتج عن ذلك خطورة كادت تودي بحياة آخرين، ما اضطر الشركة إلى قطع التيار الكهربائي.
وقال الخمايسة إن الانقطاعات الأخرى جاءت نتيجة ارتفاع الحرارة والحمولات الزائدة على شبكة الكهرباء، مستدركا أن هذا النوع من الأعطال لم يستمر طويلا وسرعان ما تم معالجته.