زاد الاردن الاخباري -
تقدمت 15 عائلة فلسطينية في القدس المحتلة بعريضة الى المفوض الأعلى لحقوق الانسان في الأمم المتحدة والى مقرر الأمم المتحدة حول الحرية الدينية والى منظمة الأمم المتحدة للتربية الثقافة والعلوم، اليونسكو، للتدخل في شكل عاجل لمنع بناﺀ "متحف التسامح" من قبل مركز سيمون ويزنتال فوق مقبرة مأمن الله التي هي أكبر مقبرةٍ إسلامية في القدس، تقع في غرب المدينة على بعد كيلو مترين من باب الخليل، كانت مساحتها نحو 200 ألف متر مربع، لم يتبقَ منها الآن سوى 40 دونماً بعدما استولت السلطات الاسرائيلية عليها رويداً رويداً. وتشير العريضة الى "أن مشروع بناﺀ المتحف أدى الى نبش مئات القبور الاسلامية في ظروف معيبة حيث لا نعرف مصيرها وأين أصبحت"، منتقدة "إقامة بناﺀ للكرامة الانسانية والتسامح فوق آلاف القبور".
وتأتي هذه الصرخة في صحراﺀ صمت مطبق بسبب المعركة غير المتكافئة بين المقدسيين الفلسطينيين وهذا المركز الذي تؤازره السلطات الاسرائيلية، والذي يأخذ طابع تهويد الأماكن الدينية الاسلامية. وقال البروفسور الفلسطيني المعروف بل هو أيضا إنتهاك فاضح للمسؤوليات الأخلاقية والقانونية التي تتحملها الحكومة الاسرائيلية. هذه الحكومة التي اعترضت على تدنيس المقابر اليهودية في القدس بين عامي 1948 و "1967. أما الحاخام مارفين هيير مؤسس مركز سيمون ويزنتال فعلق على عريضة الفلسطينيين بالقول" لو ذهبتم الى القمر فلن يجديكم ذلك ولن يساعدكم. سنواصل عملنا هناك. ولا داعي لإثارة الموضوع فالقضية منتهية".
ويبدو أن الاحتجاجات لم تقنع المحكمة الاسرائيلية العليا ذلك أنها والت جانب المركز اليهودي في قرار صادر عنها في العام 2008 وتبنت حججه حيث تساﺀلت عن أسباب رفض بناﺀ المتحف الذي حولته بلدية القدس في الجزﺀ الغربي من المدينة الى موقف العام 1960
يذكر أن مبنى مركز الرقابة العسكرية الاسرائيلية وقسم الاعلام الحكومي حيث مكاتب المراسلين الأجانب يطل على "مقبرة مأمن الله". وأقرت المستشارة القانونية للعائلات الفلسطينية ديانا بوتو "ما يمكن أن تقوم به الأمم المتحدة محدود. لكنها وسيلة لإعلام الناس وتعبئتهم. في كل الأحوال استنفدنا كل الوسائل القانونية لمنع هذا المشروع".
بينما قالت المقدسية ديالا دجاني 68 عاما "أجدادي وعائلتي مدفونون هنا وأنا أريد أيضا أن أرقد بين ظهرانيهم وكذلك زوجي المتحدر أيضا من أقدم العائلات المقدسية.
وأريد أن يأتي أحفادي للصلاة على ضريحي هنا كما فعلت حين كنت طفلة صغيرة". أما جمال نسيبة الذي يرقد أجداده في مقبرة مأمن الله منذ 1432 عاما فقال "هذه المقبرة هي من النسيج التاريخي للقدس، وهذا مثال على التسامح. فلماذا تدميره لبناﺀ متحف للتسامح فوقه".
يذكر أن باحثين وجامعيين إسرائيليين كجدعون سليماني مسؤول لدى سلطة المتاحف الاسرائيلية عن هذا الموقع وكذلك رافايل غرينبرغ عالم الآثار في جامعة تل أبيب إعترضا على مشروع مركز سيمون ويزنتال لأن مقبرة أمان الله المعروفة باسم ماميلا تحتضن رفات مئات العلماﺀ والمتدينين والوجهاﺀ الفلسطينيين والمسلمين وهي من المواقع التاريخية الرسمية منذ بداية العشرينات من القرن الماضي.
واعتبرا أنه من الواجب وقف أعمال البناﺀ قبل نقل 008 الـ ضريح. فيما إستقال المهندس فرانك جيهري من مشروع بناﺀ متحف التسامح بسبب صحوة ضميره.