زاد الاردن الاخباري -
** لقاءات سرية بين الدكتور خالد طوقان ونظيره الإسرائيلي الدكتور شاؤول شوريف مدير عام هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية...
وثيقه مسربه لموقع ويكليكس تروي تفاصيل جديده عن تطوير البرنامج النووي الذي يعتزم الأردن انشائه ؛ اذ بينت الوثيقه والتي صدرت عن السفارة الامريكية بعمان بأن الحكومة الاردنية وكبار المسؤولين في الدولة تعانوا مع وفد إسرائيلي في 11 حزيران من 2009 للتباحث في مشروع على تطوير برنامج للطاقة النووية في الأردن .
وفي التفاصيل فقد كشفت وثيقة سرية نشرها موقع "ويكيليكس" عن لقاءات سرية بين رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية الدكتور خالد طوقان ونظيره الإسرائيلي الدكتور شاؤول شوريف مدير عام هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية تم خلالها مناقشة البرنامج النووي الأردني.
وتبين الوثائق ان طوقان اطلع الإسرائيلين على خطط الاردن في مجال الطاقة النووية وذلك خلال اجتماعه مع خبراء من هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية بتاريخ 11/6/2009، حيث استعرض طوقان مراحل المشروع النووي الأردني، وحضر الأجتماع الذي استمر ثلاث ساعات الدكتور كمال الاعرج نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية. وأوضح طوقان ان مسألة تخصيب اليورانيوم ليست معقولة او عملية للأردن في الوقت الحاضر، لذا فأننا بحاجة الى تأمين امدادات مضمونة للوقود (اليورانيوم) من الشركات الدولية، ولهذا السبب دعمنا فكرة بنك دولي للوقود النووي.
ولطمأنت الأسرائيليين من مخاوف الأشعاعات النووية , أكد طوقان وفريقه لنظرائهم الإسرائيلين ان الرياح تهب بأتجاه الجنوب الغربي وليس باتجاه إسرائيل (شمال غرب), اي ان كافة الأنبعاثات الأشعاعية ستكون بأتجاه ألأردن .
وبحسب الوثيقة فقد وافق الجانبان الأردني والأسرائيلي على تشكيل مجموعات عمل مشتركة للتنسيق فيما بينهما على ان تجتمع هذه اللجان مرة كل ستة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، فقد لبى فريق الخبراء النوويين الدعوة لزيارة اسرائيل بالقبول, حيث سيتم اطلاعهم على بعض أجزاء من البرنامج الاسرائيلي مثل انتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية, والتي تنوي الأردن أنتاجه عند بناء مفاعل 5-10 ميغاواط.
يذكر ان هيئة الطاقة الذرية الاردنية وقعت عقداً مع احدى الشركات الكورية لبناء هذا مفاعل في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
وتشير احدى الوثائق ان الدكتور خالد طوقان طلب الأجتماع مع السفارة الامريكية، حيث اطلعهم بتاريخ 7/7/2009 على اخر المستجدات في البرنامج النووي, ووصف أللقاءات مع الاسرائيليين بأنها جيدة، مشيرا الى انه تم تشكيل مجموعات عمل من الجانبين الأردني والأسرائيلي . وأشار إلى انه سيتم اعلام الاسرائيلين اولاً بأول بتطورات المخططات النووية الأردنية, وسيسمح لهم بزيارة موقع المحطة النووية الأردنية.
هذا وجاء في الوثيقه التي كتبها السفير الامريكي في عمان ستيفن بيكروفت بأن الاردنيين والاسرائيليين اتفقوا على تشكيل ثلاثة فرق تقنية وإجراء تبادلات بين الأردن وإسرائيل من شأنها أن تساعد في معالجة بعضاً من القضايا المتعلقة بالبيئة وعلم الزلازل والمتطلبات المالية.
وتشير الوثيقة نقلا عن السفير الاسرائيلي بعمان يعقوب روزن بان هنالك عدم فهم لدى الأردنيين بالقضايا المتعلقة بالبيئة وعلم الزلازل والمتطلبات المالية.
وقد تحدث روزن حسب ما جاء في الوثيقه بان هنالك اجتماعا جمع والوفدين الاردني والاسرائيلي, حيث حضر عن الجانب الاردني كل من خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة النووية الأردنية (JAEC)، كمال الأعرج، مفوض هيئة الطاقة النووية الأردنية، فايز البطاينة من وزارة المياه والري وجعفر حسن من الديوان الملكي, فيما ضم الوفد الاسرائيلي كلا من رئيس هيئة الطاقة النووية الإسرائيلية وخبراء في الترخيص والسلامة والجيولوجيا.
وبحسب السفير الاسرائيلي فقد أثار وفد بلاده مخاوفا بيئية حول المياه الشديدة الملوحة التي يجري تصريفها في البحر الأحمر ولكن طوقان رد قائلاً بأن الأردن يبحث عن خيارات لضمان عدم ضخ مياه الصرف الصحي من المحطة إلى المنطقة المحيطة بها.
وأعرب الوفد الإسرائيلي بحسب روزن عن مخاوفه بشأن اختيار موقع العقبة لقربه من خط الصدع وقدم الجيولوجي الإسرائيلي عرضاً حول القضايا الزلزالية على الجانب الإسرائيلي للأغوار, لكن أجاب الأردنيون بأن اليابان لديه مشاكل زلزالية ولا يزال يبني محطات للطاقة النووية واعترف الإسرائيليون بأن هذا الواقع صحيح إلا أنه مكلف للغاية أيضاً.
وتشير الوثيقة الى ان الوفد الأردني أكد لنظيره الإسرائيلي أن الرياح التي تهب هي جنوبية غربية وليست شمالية غربية باتجاه إسرائيل, ويعقب السفير الاسرائيلي بالقول أن الاجتماع كشف أن الأردنيين لا يدركون تماماً حتى الآن المفاهيم المتعلقة بالبيئة وعلم الزلازل والمتطلبات المالية.
ومعلقا على طوقان قال روزن "إن الحكومة الأردنية بحسب طوقان تتوقع أن تدفع مبلغاً أولياً بقيمة 2 بليون دينار ومن ثم لن تتحمل أية نفقات إضافية", ولكن روزن أشار إلى أن تكاليف البرنامج النووي لا نهاية لها.
وبحسب الوثيقة فقد وافق الوفدان على تشكيل ثلاث مجموعات عمل حول الجيولوجيا وتحديد المواقع والمياه والتنظيمات بحيث تجتمع كل ستة أشهر, بالإضافة إلى ذلك، وافق الأردنيون دعوةً للنظر في أجزاء البرنامج الإسرائيلي النووي في حدود 15 آب من 2009، وتشمل نظائر لأغراض البحث الطبي والتي تتوقع الحكومة الأردنية أن تسعى في تحقيقها بمجرد أن تحصل على مفاعل للأبحاث بقوة 10-50 ميجاوات (المرجع B).
وفي ختام الوثيقة أشار روزن للسفير الامريكي بأن الإسرائيليين خططوا لتزويد وزارة الطاقة الأميركية بمستجدات هذه المناقشات في الشهر المقبل.